صحيفة المشهد الإخبارية

IMG-20140219-WA0051

معد التقرير : مشعل بن عبدالله اليامي

.

منذ الأزل أدرك الإنسان بفطرته أنه جزء لا يتجزأ  من بيئته,وأن بقاءه مرهون بمحافظته عليها وصيانته لها من الأذى والتدمير,وفي عصرنا الحاضر تعاظمت أهمية العناية بالبيئة وخصوصاً الغطاء النباتي لما له من دور فاعل في معالجة مشاكل التلوث البيئي والاحتباس الحراري واختلال النظام البيئي بشكل عام.

                                                                                                    .

وقد حثنا الإسلام على الاهتمام بالبيئة ومن ذلك النهي عن قطع الأشجار حيث يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم }:من قطع سدرة صوّب الله رأسه في النار{ (أبو داود بسند صحيح)..وحتى في وقت الحرب كان النبي(ص) يوصي جيوش المسلمين بعدم قطع الأشجار المثمرة,وبعدم إحراق الزرع..وفي كتاب كتبه لثقيف في غزوة الطائف نهى(ص) عن أمور منها قطع العضاه(شجرالسمر) كما ورد في كتب السير.

                                                                                                  .

وقد استبشر المهتمون بالبيئة خيراً بعد صدور قرار وزارة الزراعة بمنع بيع الحطب المحلي واعتبروها خطوة مهمة في سبيل المحافظة على البيئة ,ولكن مع مضي الوقت اتضح بأن القرار لم يفعّل على أرض الواقع بالقوّة المأمولة,والدليل ما نلحظه من ازدهار لتجارة الحطب المحلي في كل شتاء!.

                                                                                                 .

لا أحد ينكر أهمية الحطب في حياة الناس قديماً وأيضاً في وقتنا الحاضر,وبالتالي فإن وزارة الزراعة مسئولة عن سد احتياج المستهلكين من هذه السلعة الأساسية,وذلك باستيراد الحطب من الخارج بكميات كافية,وتقديم التسهيلات والدعم لمورديه,والحرص على استيراد الأنواع الجيدة منه…ولكن ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو انتشار ظاهرة قطع الأشجار (الخضراء)واجتثاثها من جذورها في انتهاك سافر للأنظمة والأعراف والقيم الإسلامية.

                                                                                                      .

ففي هذه الأيام يعاني متنزه الملك فهد(غابة سقام) من حملة احتطاب جائرة أكلت الأخضر واليابس من الأشجار المعمرة كالسمر والسلم والمرخ,وهي الأشجار ذات الأهمية البيئية الكبيرة,فبالإضافة إلى كونها جزءاً من الغطاء النباتي إلا أن لها ميزات خاصة منها قلّة استهلاك المياه الجوفية..طول عمرها الزمني..بطيئة النمو..أما أشجار المرخ.. فإن عمال المطابخ المجاورة للمتنزه هم من يقومون بقطعها لاستخدامها في أغراض الطبخ,لأن للمرخ نكهة خاصة تضفي على الطعام مذاقاً شهياً كما يقولون!!.

                                                                                                     .

وما يؤكد همجية الاحتطاب في المتنزه هي الوسائل والأدوات المستخدمة فيه,حيث تُقطع الأشجار الخضراء بالمناشير الكهربائية,وتُجتث من جذورها باستخدام السيارات والحبال والسلاسل..في مؤشر واضح على أن الفاعلين هم عصابة من تجار الحطب الذين لا تحكمهم سوى أطماعهم الماديّة!.

                                                                                                     .

وحول هذا الموضوع استطلعنا آراء وشهادات عدد من المواطنين والمقيمين الذين يرتادون المتنزه..حيث يقول سالم عشيمه:الاحتطاب في متنزه حكومي عام بهذا الشكل التعسفي يعتبر استهانة بالأنظمة وسلوك غير حضاري ينبغي للجهات المعنية أن تضطلع بدورها في إيقافه فوراً,كما ينبغي على المواطن أن يتعاون مع الحكومة لردع مثل هؤلاء العابثين.

                                                                                                     .

حمد راشد خجيمي قال : من يعرف غابة سقام جيداً يلاحظ التناقص الكبير في أشجار السمر,وسبب ذلك من وجهة نظري هو ضعف الرقابة والمتابعة.

محمد آل مطلق : يجب تثقيف حراس المتنزه بمدى أهمية الأشجار وأن المحافظة عليها من صميم واجباتهم الأمنية,وتكليفهم بتكثيف الجولات الرقابية داخل المتنزه.

سفر صالح : الأشجار الأصيلة كالسمر والمرخ هي ثروة لا تقدر بثمن,ويصعب تعويضها إن فقدناها كغيرها من الأشجار المزروعة في المتنزه,خصوصاً في ظل الجفاف الذي تعاني منه المنطقة,والحل يتمثل في تغليظ العقوبات ومضاعفة الغرامات على من يرتكبون هذه المخالفات الخطيرة في حق البيئة,وفي حق الحيوان والإنسان على حد سواء,فالبيئة هي سلسلة مترابطة مع بعضها ولا يمكن فصلها.

                                                                                                         .

ويقول الفنان التشكيلي حمد العجبي:للنظر إلى الأشجار الخضراء فوائد صحية عديدة  ويُحدث بهجة في النفوس,وفي الماضي كانت القبائل تجرم قطع الأشجار الخضراء,فكانت كل قبيلة تحجر وتبيح المناطق الرعوية التابعة لها كوسيلة تنظم بها عمليات الرعي والاحتطاب بهدف حماية المراعي والغابات من التدهور.

                                                                                                         .

وفي مداخلة لدكتور مقيم : الأشجار مهمة في حياتنا من حيث تلطيف الجو,وحماية المناطق الزراعية من الزحف الصحراوي,بالإضافة إلى انشراح النفس عند رؤيتها والجلوس في ظلالها الوارفة,وبصفتي من زوار المتنزه فقد لاحظت عمليات الاحتطاب العشوائي بشكل واسع جدا داخل المتنزه,وأنا أندد بهذه الظاهرة وأرجو من الجهات المختصة التدخل لمعالجة الوضع,وإذا كان هناك قانون يفرض غرامات مالية على من يتسبب في الحاق الضرر بالأشجار في الحوادث المرورية غير المقصودة فما بالك بقطع الأشجار المتعمد!.

                                                                                                       .

ويقول شاهد عيان صالح محمد حفافان وهو من جيران المتنزه:أشك بأن هناك تآمر وإذا أحسنا الظن تهاون من حراس المتنزه مع الحاطبين,فمنذ سنوات ونحن نسمع أصوات المنشاير الكهربائية وخاصة في فصل الشتاء,حيث تبدأ عمليات الاحتطاب في أغلب الأحيان بعد صلاة المغرب وتستمر حتى أذان الفجر!..وسبق لي أن بلغت الشرطة والبلدية عن هذه التصرفات,وفي مرة من المرات ذهبت بصحبة دورية الأمارة نبحث عن الحاطبين ولكننا لم نعثر عليهم,والسبب في اعتقادي لأنهم عصابة منظمة تعمل كفريق واحد ..فمنهم من يقطع الأشجار ومنهم من يراقب وينسقون فيما بينهم بالاتصالات..ومرة أخرى شاهدت سيارة من نوع دينّا وهايلكسين وخمسة شباب وعاملين من الجنسية الباكستانية,وكانوا يحطبون وعندما رأوني هربوا وخرجوا مع البوابة دون أن يعترض طريقهم أحد !.

                                                                                                     .

 في تقرير سابق ذكرت بأن متنزه الملك فهد من حيث المساحة أكبر من أن تتعهد أمانة المنطقة منفردة برعايته وتطويره وحماية ممتلكاته؛لذا أرى أنه من المفيد أن تقوم الأمانة بتسليم الجزء غير المزروع منه (الغابة الطبيعية)إلى فرع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بنجران كخطوة في سبيل تحويله إلى محمية طبيعية..فالحياة الفطرية ليست هي الحباري والغزلان فقط!.

                                                                                                          .

وهذه صور توضح ماوصلت اليه المأساة وكيف بطشت ايدي العابثين بهذه الثروة

IMG-20140219-WA0026 IMG-20140219-WA0027 IMG-20140219-WA0028 IMG-20140219-WA0029 IMG-20140219-WA0030 IMG-20140219-WA0031 IMG-20140219-WA0032 IMG-20140219-WA0033 IMG-20140219-WA0034 IMG-20140219-WA0035 IMG-20140219-WA0036 IMG-20140219-WA0037 IMG-20140219-WA0039 IMG-20140219-WA0040 IMG-20140219-WA0041 IMG-20140219-WA0042 IMG-20140219-WA0043 IMG-20140219-WA0044 IMG-20140219-WA0045 IMG-20140219-WA0046 IMG-20140219-WA0047 unnamed (1) unnamed (3) unnamed

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. سمو ولي العهد يرأس ويفتتح أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض

الإثنين, 11 نوفمبر, 2024

نتائج قرعة كأس الخليج “خليجي 2026”

الأحد, 10 نوفمبر, 2024

دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم

الجمعة, 8 نوفمبر, 2024

“الأرز” أحدث إنتاج يُضاف لسلة الغذاء التي تنتجها مزارع نجران

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024

التدريب التقني يعلن مواعيد التسجيل بالكليات التقنية والمعاهد للفصل الثاني

الإثنين, 4 نوفمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

9 Comments

  1. حمد بن عرقل فبراير 19, 2014 في 7:17 م - الرد

    موضوع تشكر علية حماية البئية مسؤليه الجميع يجب اصدار عقوبات صارمة للردع من تهور كل متجني على الطبيعة

  2. محمد اليامي فبراير 19, 2014 في 7:34 م - الرد

    نعم الاشجار في منطقة نجران تتعرض للاحتطاب والقطع دون رقيب اوحسيب في غابة سقام وغيرها دون الحفاظ عليها

  3. مانع صيصيان فبراير 19, 2014 في 7:57 م - الرد

    الف شكر لك أخي القدير اﻷستاذ/مشعل
    الحقيقه لقد لفض فاهك ورعف قلمك بأحاسيسي التي تتمحور في موضوع أشجار السمر، بغابة سقام لما تعاني منه من تصرفات همجيه .
    بكل مايعاكس صفاة اﻷنسانيه والوطنيه في تقدير أشجار البيئه ومسقط الرأس.
    وأنا أعيش حرقه، لكل يوم يفوت لايأتي فيه نقاش لذلك الموضوع…

    أثني شكري لشخصك الفاضل ممتنا لك بخطوتك البنائه.

    تحياتي وكامل تبجيلي لك.

    وإلى اﻷمام بكل فخر……………….

  4. عبدالله فبراير 19, 2014 في 8:07 م - الرد

    موضوع في غاية الاهمية
    وبالاخص اقبال المنطقة على جفاف
    ويجب سرعة ردع المخالفين والحزم في تطبيقه سوى في الغابة او النتزهات الطبيعية الاخرى

  5. حمد ابن راشد خجيمي فبراير 19, 2014 في 8:39 م - الرد

    شكرا لك ياصاحب القلم الذهبي لاهتمامك الدائم بمدينتك ومتابعتك لمايصب في مصلحتها واتمنى لك التوفيق دائما وننتظر منكم المزيد

  6. صالح منصور ال سنان فبراير 20, 2014 في 7:24 م - الرد

    اخوي العزيز :مشعل
    يعطيك الف عافيه على اهتماماتك المستمره ونطراتك الثاقبه لكل مايحصل في منطقتنا المحفوظه باذن الله .

  7. يوسف آل قريشة فبراير 22, 2014 في 3:43 ص - الرد

    ألجمت العبارات في فمي..مقال معبر وهادف وجميل..وصور تكبل المشاعر.
    أضيف إلى ذلك سيدي الفاضل بأن كلماتك المنتقاة بعناية تعبر عن ثقافتك الجمه ورؤيتك الواسعه ومداركك المتعددة.

    تشرفت بقراءة مقالك.
    دمت سالما دمت غانما
    دمت بهذه الروح الطاهرة.
    يوسف اليامي.

  8. ذياب ال منصور فبراير 24, 2014 في 4:27 ص - الرد

    كلام رائع ومبدع
    الاخ مشعل هل لي بالاجابه والخروج من الدين
    لو الاشجار في بيتك وتعطل عليك الطريق ماكن فعلت بها؟؟

    تقبل مروري وارجو الاجابه من متابعينك ومحبينك ولاكن اريد التوضيح

  9. مشعل بن عبدالله اليامي فبراير 24, 2014 في 8:03 م - الرد

    اﻷفاضل..حمد عرقل..محمد اليامي..مانع صيصان..عبدالله..حمد خجيمي..صالح سنان..
    تفاعلكم مع الموضوع دليل على استشعاركم لقضايا وهموم مجتمعكم وبيئتكم..وهذا وإن كان واجب على كل إنسان واعي إلا أنه مؤشر على مستوى عالي من التحضر والرقي فجزيل امتناني لكم.

    أخي يوسف آل قريشه..غمرتني بحسن ظنك وغزير لطفك وأرجو من الله العلي القدير أن يسددنا جميعا لما يحبه ويرضاه..تقبل صادق ودي وخالص احترامي..

    أخي ذياب آل منصور..شرفتني بمرورك يافاضل..لا أوافقك على قولك “بعيدا عن الدين ..”فالدين ليس منهجا لﻵخرة فقط وبل هو منهج للحياة أيضا..ولعلك فهمت من الحديث أعلاه تحريم قطع اﻷشجار بالمطلق..والصحيح غير ذلك..فالمقصود قطع اﻷشجار التي ينتفع الناس بثمرها وبظلها…بقصد اﻹضرار ..وفي الحديث النبوي”لا ضرر ولا ضرار” من القواعد ما يكفي لتنظيم شؤون الناس في دينهم ودنياهم ..وفيه ضوابط تحكم وترشد علاقة اﻹنسان بالبشر والشجر والحجر..
    وجوابا على سؤالك ..نعم سأقطعها وبالمنشار الكهربائي أيضا..هههه ..والسبب:ﻷنها كما ذكرت في تعليقك “..في بيتك وتعطل عليك الطريق”..أي أنها تسبب لي ضررا !!..
    أخي ذياب..إن قرار منع الاحتطاب وبيع الحطب لم يأتي عبثا واعتباطا،بل جاء بعد دراسات وأبحاث عديدة..وكانت أسبابه ومبرراته وجيهة بل والحاجه إليه جدا ملحة ..
    فلقطع اﻷشجار نتائج كارثية على البيئة ومنها على سبيل المثال لا الحصر..
    زحف الرمال ومخاطر التصحر..انقراض اﻷشجار النادرة..ارتفاع درجة الحرارة..زيادة معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو..وغير ذلك
    كان لتعقيبك إثراء وفائدة أخي ذياب فلك أعطر تحية..

اضف تعليقاً

أخبار ذات صلة