صحيفة المشهد الإخبارية
دعا استشاري متخصّص في جراحة العظام والطب الرياضي، لاعبي كرة القدم إلى المحافظة على تناول الأغذية المفيدة للصحة، والابتعاد عن السهر، وممارسة التمارين الرياضية القوية التي تنشّط الجسم، ولبس الحذاء المناسب للعب، لتجنب التعرض – بإذن الله – لأي إصابة قد تعيق مسيرته الكروية، كقطع الرباط الصليبي.
والرباط الصليبي من أهم العضلات التي تحافظ على توازن وثبات الجسم، ويحافظ على استقرار الركبة التي تتكون من مفصل متحرك، وعظام الفخذ، والساق، والصابونة، يساعد الإنسان على الدوران والالتفاف.
ويعد قطع الرباط الصليبي من أكثر الإصابات شيوعاً بين ممارسي رياضة كرة القدم في العالم، وقد يصاب بها اللاعب في سن مبكرة، لذا نبه استشاري جراحة العظام وإصابات الملاعب والطب الرياضي الدكتور سالم بن محمد الزهراني، إلى أهمية اهتمام اللاعب بسلامته من خلال العناية بالغذاء الصحي، والنوم المبكر، واختيارهم للحذاء المناسب للقدم.
وأفاد الدكتور الزهراني في حديث لوكالة الأنباء السعودية أن الطب أظهر فارقًا إيجابيًا كبيرًا بين العمليات التي كانت تجرى سابقا للاعبين الذين تعرضوا لإصابة الرباط الصليبي وتعتمد على فتح الركبة، وتلك التي تجرى حاليًا معتمدة على المنظار، موضحا أن الأخيرة يصل فيها نسبة الشفاء – بإذن الله تعالى – إلى 95%.
وبين أن نسبة إصابة النساء بقطع الرباط هي أربع أضعاف إصابة الرجال بها بسبب قلة ممارستهن للحركة، وضعف بنيتهن الجسمانية، علاوة على التغيرات الهرمونية التي يتعرضن لها بصفة دورية في كل شهر, والوضع التشريحي لمنطقة الحوض، وتأثيرها على العضلات, وضعف الأربطة لديهن بصفة أكبر من الرجال, مع نقص مرونتها.
ويقع الرباط الصليبي وسط الركبة، ويربط الفخذ بالساق، ويتعاكس مع الرباط الصليبي الخلفي وهو أهم رباط في الركبة التي تتكون من أربعة أربطة أمامية وخلفية، وداخلية وخارجية، في حين سمي بالرباط الصليبي بسبب تعامد الرباطين الأمامي والخلفي على بعضهما البعض بشكل أفقي وعمودي.
وتعدّدت أسباب الإصابة بالرباط الصليبي فمنها أسباب مباشرة نتيجة الاحتكاك والتلاحم القوي مع اللاعبين أثناء المباريات والتمارين، ومنها أسباب غير مباشرة كاللعب على أرضية غير مناسبة للعب سواءً لكرة القدم أو الألعاب الأخرى، إلا أن متخصصي الطب الرياضي أكدوا أن الإصابة بالرباط الصليبي الأمامي الأكثر انتشاراً بين الناس خاصة اللاعبين، بينما إصابة الرباط الصليبي الخلفي قليلة وأسبابها غير مألوفة.
ومن جهته، أوضح أخصائي الطب الرياضي الدكتور محمود عبدالرازق رضوان في حديث مماثل لـ “واس” أن الإصابة بقطع كلي أو جزئي للأربطة غالباً ما يصاحبها إصابات أخرى مثل إصابة الغضروف الهلالي الداخلي، أو الغضروف الهلالي الخارجي، والرباط الخارجي أو الرباط الداخلي للركبة.
وأشار إلى أنه يتم فحص المصاب “إكلينيكياً ” لتحديد نسبة الإصابة بالرباط أو غيره، ثم اللجوء لوسائل التشخيص المتقدمة مثل الرنين المغناطيسي، والأشعة العادية للوقوف على حالة عظام مفصل الركبة، مبينا أنه كل ما كان الوقت ما بين الإصابة وإجراء العملية قليل كان معدل الشفاء من الإصابة سريع – بعون الله تعالى -.
وأفاد أن المصاب بالرباط الصليبي يحتاج بعد العملية الابتعاد عن كرة القدم لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى يتمكن من العودة لحالته البدنية التي كان عليها قبل الإصابة، موضحا أن ذلك يعتمد على حجم وشدة الإصابة، والعامل النفسي للمصاب، وخبرة الطبيب الجرّاح، ونوعية العملية، وكفاءة التأهيل والعلاج الطبيعي الذي يقدم للمصاب بعد العملية.
ومن الطبيعي أن لكل عملية جراحية محاذير وموانع، بحيث أن أي عملية لم تتم تحت تخدير جيد وتعقيم جيد من الممكن – لا سمح الله – أن تصيب الركبة والعظام المحيطة بمفصل الركبة بميكروبات، ولذلك يقوم المصاب بأخذ مضادات حيوية قبل العملية، كإجراء وقائي لمنع التعرض لأي ميكروبات خارجية تعيق مجرى إتمام العملية.
وللاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا ” جهود بارزة في ذلك الجانب، حيث أعد مجموعة من البرامج الوقائية للإصابة من الرباط الصليبي الأمامي، علاوة على إعداد إجراءات وقائية تتمثل في عدد من التمرينات الرياضية، للحفاظ على اللاعب ووقايته من هذه الإصابة، تتم من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا في مدة تتراوح من عشرين إلى ثلاثين دقيقة، للمحافظ على قوة وثبات الرباط والركبة، والوقاية من الإصابات.