عن الكاتب
قصدتني إحدى الأخوات تستشيرني في أمر يخصها مع زميلتها , وأنها دائماً تعرّضها لمشكلات هي في غِنى عنها فقلت لها : لا تتعبي نفسك معها بمهاترات مؤذية وجارحة , واحذفيها من حياتك إذا كانت تسبب لكِ الأذى , فالحياة قصيرة يا عزيزتي في أن تمضيها “بحقدٍ وكيد” ويصبح روتينك اليومي بأسبابها دائرة ضيقة . وسألتها : هل سبق وإن حذفتِ إنسان عزيز من حياتك ؟ وسبقتها بالإجابة على سؤالي ” بنعم ” وسردت لها أسبابي في ذلك , وأخبرتها إن من أصعب اللحظات في حياتنا هي تلك اللحظة التي نتغلب فيها على مخاوفنا في حذف “الصديق السيئ ” الذي يدس لنا السم في العسل , ومع ذلك نجد أن هناك جزء بداخلنا يغفر ويرحم ويسامح لكل ما هو خاطئ وغير منطقي في هذا الإنسان , ولكن دون الحاجة للعودة له مرة أخرى وكأننا نحمل رسالة : ” أذهبوا فأنتم الطلقاء ” .
لا أدري ما القرار الذي اتخذته هذه الأخت مع زميلتها ولكن أتمنى أن تكون رسالتي لها قد اتضحت وأن تصل لمستوى عال من الانتقاء وأن لا تستهلك ما تبقى من عمرها العملي باحتكاكات نفسية ” تافهة ” فلا أصعب من صراع يتقابل فيه طريقين أحدهما سهل والآخر وعر ليحدث لك في نهاية صراعك أزيز مزعج في علاقتك ليلقيك في زاوية الفراغ !
لا تكن هشاً للغاية لتتقبّل مالا يُقبل ,وإذا كنت فعلاً شخص ملائكي فلا تصاحب الأوغاد, وحين يؤذيك شخص بلسانه ومعتقداته أكثر من اللازم يجب أن تتحيز لنفسك وتكن كريماً مع هذه النفس التي لم تُخلق لتهان ولتكن ممتلكا لشجاعة اتخاذ قرار أن هذا الشخص الذي لم يقدرك حق قدرك محذوف من حياتك للأبد ,فلا تستهين بسقوطك الذي يندس خلفه صديق, ولو كان هذا الصديق فعلاً يحمل في قلبه ذرة من محبتك لما أصبح فنان يعزف قيثارته لأذيتك !
على الهامش
مهما بدت عوالم الأصدقاء مثالية لا تنخدع , فبعض هذه العوالم لا تصلح لك للأبد .
د. صباح بنت علي الأسمري
تويتر : sabah_alasmari@
“نجران_نيوز”
شهادة حق بتخليني اعيد ترتيب بعض الصديقات الي اظن انهم صديقات :/
مبدعه.
وإيضاءه رائعه تعيد لنا التفكير وإعادة النظر في بعض العلاقات.