عن الكاتب
يقول المثل الشعبي : ( الكلمة اللي تستحي منها بدها ) ، وعلى هذا الأساس , سأقول كلمتي التي استحينا منها ، ولا أعلم لماذا في الأساس استحينا منها . ربما إلتزاماً منا بعِبارات جوفاء لا صلة لها بالشجاعة ولا بالقوة ولا بالكرامة ، فمثلاً عندما نقول ان نجران تعاني منذ بداية الحرب على اليمن ، وتواجه خطراً ومعاناة شديدة في مجالات عدة ، يقولون : ( صياح تحت الحد فضيحة !!) ويقولون ( صامدون و ثابتون ) و (نجران الصمود ) وايضاً (حنا قبايل يام وهمدان هل الحد )’ فيما البعض لديه شك في ذاته فيقول هل تُريد ان تفشلنا أمام الحكومة والشعب السعودي ؟ وكأن عِباراته هذه هي ما سيجمّل صورته إن كانت صورته سيئة ، بينما الصحيح أن الافعال وصدق المواطنة هي المعيار الأساسي وليست الأقوال ‘ غير أننا نحمد الله ان الحكومة تعرف هذا الأمر وأيضاً الكثير من المواطنين الأصحاء ، ولو ركزنا على هذه العِبارات سنجدها متضاربة ببعضها ، والناتج منها : تعليم متوقف ومطار متوقف وأحياء سكنيّة مستهدفة وإستشهاد أطفال وإضطراب حقيقي فالبيوت تكممه تلك العبارات السخيفة بدون حلول واقعية أبداً . هذا غير من سيتشدق بنعتنا بالخيانة و العمالة و إلى آخره من سوء النيه و الظن السيء ، الذي ننأى بأنفسنا عن الرد عليه ، فـ لسنا مُجبرين على تبرير المواقف لمن يُسئ الظن بنا ، فمن يعرفنا جيداً يفهمنا جيّداً ، لا سيما أننا أبناء منطقة نجران نتعامل مع الجميع بكل شفافية وصدق وضوح ، و نتبع وننتمي إلى دولة تثق كل الثقة بمواطتنا النزيهه وحسن نوايانا عند مطالبتنا بما نحتاج له ، و نعلم و نثق كل الثقة ان المقام السامي و الحكومة بكاملها لا ترضى علينا بما يؤلمنا و لا ولن تتوانى في توفير إحتياج المنطقة و رفع المعاناة عنا ، سواءً قبل الحرب وفي أثنائها و بعد انتهائها إن شاء الله . وخير شاهد على ما ذكرت ‘ احتراق خزانات الوقود بمحطة شركة الكهرباء ، على أثر سقوط مقذوف من الاراضي اليمنيه ، نتج عن ذلك توقف جُزئي للتيار الكهربائي سرعان ما تم الحلول دونه بالإمداد الطارئ المرتبط بمنطقة عسير و مغذيات الطاقة في مواقع أخرى ، مما أزال المشكلة في ساعات قليلة ، اثبت ان الحلول الاستباقية تخفف و تنهي أثر أي مشكلة قد تطرأ حينها ، ولو تسائلنا ماذا سنفعل لو لم يكن ذلك الربط قد اكتمل ، فهل من المعقول ان تقضي كل المنطقة أياماً لا نعلم كم عددها وكم عُدتها ” بدون كهرباء ؟ السؤال المهم هُنا : هل استعدت صحة نجران لمثل هذا الظرف ؟ إذا آمنا أن تأمين المواطن ‘ أساس من أؤسس الوطنية . فلو افترضنا لا سمح الله و تم ضرب مستشفى الولادة والأطفال !! بحضاناته و غُرف العناية التي ينام فيها عشرات الأطفال تحت العنايه المركزه ، إما بالأوكسجين او القوارير الزجاجيّة . هل سننتظر هذه الكارثة و نقول لن تحدث ؟؟!! .. هذا على سبيل المثال فقط ، ولكم ان تقيسوا على هذا الظرف باقي المواقع الصحيّة ‘ فهنالك عشرات المرافق والمنشئات الصحية المعرّضة للخطر ، و لكننا لم نستبق الحدث ، وما زلنا نطمئن انفسنا بأفكار لا تنفع ولا تمنع من الخطر ، بينما لدينا إمكانيات مالية و بشرية و فكرية ‘ قادرة كلها على صنع الحلول بدلاً من صنع الطبول . وحالاً يجب علينا العمل على تجهيز موقع صحي مناسب ‘ وهو القبو ( الباد روم ) لمستشفى الملك خالد الذي يتسع لعشرات الأَسرّة و عشرات الغُرف الآمنة بأمان الله وحفظه , بإستطاعة صحة نجران ان تبدأ في تجهيز هذا الموقع ليكون مستشفى لحالات الطوارئ في حال حدوث أي طارىء لا سمح الله في أي مرفق صحي ، بدلاً من بقاءه كإرشيف و مستودع للأوراق و الملفات , اقول هذا استشعاراً للمسؤولية و إنطلاقاً من مبدأ الاحساس و المشاركة فيما يخدم الإنسان والمكان و إيماننا بأن المواطن رافد للجهات الحكومية و مؤسسات الدولة في جميع القطاعات ، و من واجبنا التنويه و التنبيه كي لا يسبق السيف العَذّل .
ختاماً , يقول أحمد مطر :
نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن ؟
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن !
أ. عبدالله بن حريش
“نجران نيوز”
كلنا عبدالله ابن حريش 👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑👑