عن الكاتب

مما لا يدع مجالاً للشك وقوفنا جميعاً مع حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم في مواجهة ميليشيات الحوثي وأنصار المخلوع صالح المنقلبين على الشرعية ونصرةً لدولة اليمن الشقيقة وإخواننا اليمنيين وإستعادة الشرعية.

.
ولكن لي ولسكان منطقة نجران والمناطق الحدودية المتاخمة للحدود اليمنية منطقة الصراع بعض العتب على وزارة التعليم ممثلة في إدارات تعليم هذه المناطق الحدودية لعدم تعاملهم مع هذه الأزمة بإحترافية فيما يتعلق بالدراسة. مما هو معلوم بأن الدراسة شريان الحياة المغذي لأبناء الوطن وكلنا يعرف أهمية ذلك جيداً. لنا عتب على الوزارة وعلى إدارات التعليم وقياداتها لعدم التخطيط السليم المدروس لمحاولة إستمرار الدراسة بشكل منتظم وفعّال خلال الفترة الماضية.

.

بكل تأكيد وبدون شك نحن نعلم مدى حرص الوزارة وإداراتها واللجان الأمنية على سلامة أبنائنا الطلاب ولكن هذا لايعني بأن ننتظر إنتهاء الأزمة ومن ثم العودة للوضع الطبيعي كما كنّا قبل الأزمة . “في مفهوم إدارة الأزمات” فإن الإدارات المعنية تتعامل مع أزماتها بمناهج علمية وخطط مدروسة وذلك يحتاج للكثير من الجهد والعمل والصرف المادي للخروج من الأزمة وإيجاد الحلول المناسبة لذلك.

.

وعلى النقيض من ذلك فإن بعض الإدارات غير المهتمة بإدارة الأزمات وغير المطبقة لمنهجية إدارة الأزمات وإستمرارية الأعمال رغم كل الظروف ترفض إتّباع هذه الأساليب بشكل مباشر أو غير مباشر في مواجهة الأزمة مما يجعل الأزمة أشد عمقاً وأقوى تأثيراً وهذا ماحصل بالفعل في التعامل مع هذه الأزمة فيما يتعلق بدراسة أبناء المناطق الحدودية والإستماتة بعدم اتباع المناهج العلمية والخروج  بالحلول المناسبة في التعامل مع الأزمات الحالية محل النقاش ليس جهلاً بتلك المناهج بل تمسكاً بالأساليب العشوائية. أزمة إعادة أبناء المناطق الحدوديه لمقاعد الدراسة لها مايقارب من العامين ولم نرى وللأسف حلول أو خطط مدروسة لإعادة طلابنا الى مقاعد الدراسة مما أثّر فعلياً على هذه المناطق وأبنائها تأثيراً يوازي ماتقوم به الميليشيات الحوثية عندما ترمي بقذائفها كل يوم على المناطق الحدودية.

.
كل ما يعطل الحياة الطبيعية للفرد أو المجتمع يعتبر أزمة وليست الحروب بحد ذاتها، وكلاهما أزمات تحتاج للتخطيط السليم والخروج بالقرارات الشجاعة التي يُلحظ تغييراتها. عزلة طلابنا عن التعليم وإنقطاعهم عن الدراسة لمدة عامين تقريباً يعتبر أزمة من الدرجة الأولى مؤثراً في المجتمع تأثيراً مباشراً ولذلك أصبح إستخدام المناهج العلمية في مواجهة أزمة إنقطاع الدراسة ضرورة ملحّة، ليس لتحقيق نتائج إيجابية بغرض إرضاء أولياء الأمور وطلباتهم المتكررة بل تجنباً لنتائج هذه القرارات المدمرة لشبابنا ثقافياً وإجتماعياً. علم إدارة الأزمات يعمل على التكيف مع المتغيرات وتحريك الثوابت بشتى أنواعها سواءاً كانت سياسية، إقتصادية ، إجتماعية أو ثقافيه. الباحث البريطاني( ويليامز) “يرى بأن إدارة الأزمات يجب أن تنطلق من إدارة الأزمة القائمة ذاتها والتحليل الإستراتيجي للأزمة وتطوراتها والعوامل المؤثرة فيها ووضع البدائل والإحتمالات المختلفة وتحديد مسارها المستقبلي من خلال التنبؤ والإختيار الإستراتيجي للفرص السانحة” وحيث أن ذلك يتطلب المعلومات الوافرة والمعطيات المناسبة والإدارات الرشيدة. مما هو معلوم بأن “الأزمات تصنع القادة” ولكن من الواضح بأن بعض القادة والمدراء يختاروون طريق الجمود والتكرار والإنتظار في إتخاذ القرارات وفي أداء العمل لأنه الطريق الأسهل الذي يعود بنا سالمين وهناك كثير من الناس يضيعون حياتهم وحياة من قرارهم بيده منتظرين إنفراج الأزمات والمشكلات وفي هذه الحالة تتراكم المشكلات وتكون مقدمة لحدوث أزمات أخرى فيكون من الصعب بعد ذلك حلها. هناك أيضاً بعض من المديريين ينتظرون للحريق أن ينشب ثم بعد ذلك يوظفون كل طاقاتهم لإخماده ولكن بعد فوات الأوان لأنهم يعتقدون بأن الأزمات ليس لها حلول وليس لديهم الوقت الكافي للتخطيط. حل الأزمات والتعامل معها يتطلب الجهد والعرق وأعمال العقل أما البحث عن الحلول السهلة فإنه يزيد المشكلات ويعقدها ويحولها الى كوارث!!

 

أ. محمد آل زمانان
متخصص في إدارة الطوارئ والأزمات

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

حقبة جديدة ونهضة تاريخية تعيشها ملاعب كرة القدم في المملكة

السبت, 7 ديسمبر, 2024

سمو ولي العهد يطلق الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2024

وزارة التعليم تُطلق فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي 2024 م تحت شعار “مجتمع معطاء”

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

المملكة تستضيف الحدث الدوائي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة كبرى الشركات الدوائية المحلية والدولية

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

مبادرة “السعودية الخضراء”.. لمستقبل أكثر استدامة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

تعليق واحد

  1. حمداااااان أكتوبر 2, 2016 في 1:49 ص - الرد

    الاخ محمد ال زمانان

    في البدايه اشكرك على مقالك ولكن اسمح لي ببعض المداخلات

    نجران وجيزان وعسير مناطق حدوديه ووقوفهم مع قادتهم شي جميل ومهم فما اقدمت عليه دولتنا العزيزه هي لردع كل من تسول له نفسه بالتعدي او حتى التفكير على امن هذا البلد

    بخصوص اداره الازمات
    عند توقف الدراسه اثناء الحرب كانت لتامين سلامه ابنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات
    واتخاذهم لهذا القرار هو وضعهم مكان كل اسره في خوفهم على ارواح ابنائهم

    اتخذت اداره التعليم بعدها عده خطوات لهدف اعاده الابناء لمفهوم التعليم
    فكانت الخطوه الاولى التعليم عن بعد وفشله لعدم مبالات الاهل في متابعه القنوات التعليمه رقم صعوبه تقبل الابناء في هذه الخطوه
    ايضا تلاها تؤامت المدارس ( وكان هناك عدد كبيو ايضا من الاهالي لم يسمح لابنائهم بالذهاب لتلك المواقع )

    لا نختلف ابدا ان قرار اللجنه الامنيه كان هدفه سلامه الطلاب والطالبات
    ولكن ايضا نتحمل مسئوليه اهمالنا بعدم متابعه الابناء وتخصيص وقت لهم لتدريسه في منازلهم … المنطقه تملك خريجين في المنازل بامكانهم تحسين مستوى التعليم لاطفالهم حتى نهابه الازمه

    وكلنا ثقه ان المسئولين همهم الاول سلامه الطلاب والطالبات

اضف تعليقاً