عن الكاتب

أحببت أن أناقش موضوع مهم عن ظاهرة متفشية في مواقع التواصل الإجتماعي و يمكن تسميتها بظاهرة الصعلكة . و من أجل التوضيح  سأطرح سؤال عن ما هي الصعلكة و من هم صعاليك العصر و ما علاقتهم بالحراك النسوي  !؟

.
الصعلكة : ” هو سلوك صادر عن  فئة من المنبوذين و المرفوضين و المقصيين إجتماعياً من قبل عشائرهم  و قبائلهم وذلك بسبب أعمالهم الخارجة عن القانون و العرف القبلي وهم في الكثير من الاحيين يكونوا مجهولي الهوية فيمارسوا أعمال النهب و السرقة و الإعتداء والسطو على القوافل أو بيوت التجار مع محاولة كسب عواطف الاقليات الفقيرة و المحتاجة لتبرير سلوكهم الغير أخلاقي .”
.
فالآن و للأسف نواجه فئة من الصعاليك بسمات جديدة و أسلوب جديد .  فئة من الذين  اصبحوا يتقصدون ميادين الفكر والأدب  مدعين مالا يعتقدون متجرئين على مبادئها الإنسانية السامية و أفكارها التنويرية الناهضة يتجملون بشعارتها للإنقضاض على الفتيات في محاولة أستمالةْ أكبر قدر منهنّ  هذا النوع خاصة لا يمكن التعامل معه بأي شكل من أشكال التعاطف لأنه ومن السهل إكتشاف مهوسي الفتيات بطرقهم التقليدية، ولكن هذا النوع من الصعب زياحته وإكتشاف كهنه لاسيما وأن انتشارهم يتزامن مع الحراك النسوي القائم وكما نعلم جميعًا بأنه حراك غير تنظيمي و القائمين عليه هنّ نساء متباينات عمريًا و فكريًا و ثقافيًا دافعهن الأول هو الضمير النقي و الشعور العميق باللاعدالة فما أود قوله أنه ليس الجميع منهنّ يحمل الوعي الكافي و الإستطاعة التي تمكنهن من كشف هذه الفئة فبينهن فتيات بسيطات بأحلام كبيرة يقعنّ ضحايا لسوء الخيار ، وليس جميعهن قادرات على تجاوز شعور الإستغلال والخديعة فذلك يحتاج إلى قدرٍ كبير من الإحترام للذات و التسامح للإستفادة من تجربة الفشل و النهوض من جديد.
.
و من واقع حياة المرأة في مجتمعنا نجد بأنها الأكثر إلتزامًا و أحترامًا للروابط الإنسانية و ذلك بسبب كثرة القيود و الضوابط الأخلاقية والإجتماعية الملقاة على عاتقها منذ التقسم الأول للأدوار .. الرجل  كذلك يحمل ذاكرة مسبقه منمّطة على هذا التقسيم لها دلالات و تصورات و اراء خاطئة إتجاه المرأة في سلوكها و جميع شؤون حياتها يتمسك بهذه الظنون بالقدر التي تخدم فيه سلطته و هيمنته عليها فلن يكون من السهل تخليه عنها فلها تاريخ متجذر .

.
لذلك نرى هذا النوع يجد في مثل هذا الحراك فرصة مواتية و مبررة ثقافياً لممارسة أبشع أشكال الإستغلال و الإنتهازية في صورة بطولات وانتصارات وهميّه ، بيد أنهم يقعون سريعاً أمام أي أختبار حقيقي لصدق ما يدعون من مبادىء و أفكار.

.
و لا يمكن تفسير هذا السلوك الا كنوع من الهوس والإنتقام من شعورهم بالنقص و العجز و الخوف من التفوق الذي تسعى إليه المرأة في جلد لتثبت بطلان إدعائتهم و للتستر على هذا الشعور يبدأ بمحاولة إختطاف مشاعرهن بمناصرة قضايهن فقط فيما يتيح له فرصة الوصول إليهن و عند وقوعه في مواجهة حقيقية مع ذاته سرعان ما يبرر تصرفه بأنها تجاوزت معاييرهم الأخلاقية التي تثبت من خلالها مدى أهليتها كإمرأة صالحة و أم و مربية فاضلة و الحقيقية أنه يثبت عدم أهليته وهشاشة فكره و وضاعته
.
فلو نظرنا فعلاً بعين المتمحص لوجدنا غايات المرأة كانت ولا زالت أكثر نبلاً . فتاريخها مليء بالتنازلات من أجل مصلحة و صيانة الأسرة التي نعلم بأنها النواة واللبنة الأساسية لبناء المجتمع و ما نراه الآن أنها ايضاً تسعى لصيانتها و الدفاع عنها في بحثها عن التوافقات الفكرية و الوجدانية مع الشريك .

.
في المقابل نرى فشل المؤسسات التربوية  التي ألقي عتبي الشديد على الحكومية منها ؛ في صناعة فكر شباب يكاد يكون ميئوس منه شباب بلا آداب و أسس أخلاقية يلهث دائماً خلف غرائزه وينظر إليها – المرأة- بعين العبث و التسلي .

.
فكما نعلم و عبر التاريخ الذي يعد المعلم الحقيقي للشعوب أن اي حركة نبيلة لا تسلم من امتطائها و التسلق على مبادئها … ولذلك كان من الواجب أن نسلط الضوء على هذه الظاهرة التي لم أجد لها مسمى غير ” الصعلكة ” فما أتمناه من أي فتاة ترى نُصب عينيّها قضيتها . أن تحذر كامل الحذر منهم و لا تكتفي من وضعهم في إختبارات حقيقية ولا تتردد أبداً في كشفهم سريعاً فالرجل العارف و الصادق منهم من يحترم توجسات المرأة و يعي ظروف مجتمعه المليء بالمشكلات   ..

.
أخيراً  : تأخذني الذاكرة سريعاً إلى مقولة لكانط ، يصف فيها عقل الرجل بالعميق و الجليل و المرأة بالجميل ..!!

.
فهل يعقل أن يشمل الجلال من ينظر دائماً إلى السطح  ؟!
أعتقد أن المرأة في عصرنا تحمل الجمال و الجلال معاً .

.

لمى حمد

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

حقبة جديدة ونهضة تاريخية تعيشها ملاعب كرة القدم في المملكة

السبت, 7 ديسمبر, 2024

سمو ولي العهد يطلق الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2024

وزارة التعليم تُطلق فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي 2024 م تحت شعار “مجتمع معطاء”

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

المملكة تستضيف الحدث الدوائي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة كبرى الشركات الدوائية المحلية والدولية

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

مبادرة “السعودية الخضراء”.. لمستقبل أكثر استدامة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

تعليق واحد

  1. بتول أغسطس 14, 2017 في 8:17 ص - الرد

    مقالة جميلة ومهمة ، بالعراقي يسمونه الزحف ، الرجل هو زاحف اي من الزواحف ، الصعلوك بتسميتك ..، وهي تسمية شعبية ، انطلقت من زحف الرجال على النساء في مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت وصارت تطلق على كل رجل يحاول يستغل الظروف للزحف على البنات والنساء .
    عاشت يداك .

اضف تعليقاً