صحيفة المشهد الإخبارية
ووسط مياه البحر التي تمتزج ألوانها تدريجياً بين الأزرق والسواد الحالك، لن يتردد على مسامعك سوى صوت التنفس الصادر عن قناع الأكسجين للغواص المصري، طارق عُمر، محاولاً فهم سبب مفارقة اثنين من أصدقائه الحياة أثناء رحلة غوصهما.
ومنذ العام 1995، بدأ عُمر الذي يبلغ من العمر 54 عاماً الغوص في الحفرة الزرقاء، حتى بات يُلقب بـ “الغواص الأكبر”. ورغم أن تجربته تُعتبر حزينة ومجهدة، إلا أنه في الواقع يسعى إلى تقديم يد المساعدة وإفادة الآخرين بمهارات غوصه في المياه العميقة.
ويعتقد عُمر أن وفاة الغواصين ليس أمراً مرتبطاً بالحفرة الزرقاء، كونها لا تُعد من أخطر مواقع الغوص في العالم. ولكن، قلة معرفة هؤلاء الأشخاص بكيفية التصرف في المياه العميقة هو السبب وراء وقوع تلك الحوادث.
وفي حديث الغواص المصري مع موقع CNN بالعربية، قال إنه مرّ بالعديد من المواقف والقصص التي لا تُنسى، ولكن أكثر ما يذكره هو حزن الأهالي على وفاة أبنائهم في عُمق البحر.
وبالنسبة إلى العوامل التي يأخذها “الغواص الأكبر” بعين الاعتبار قبل دخول البحر، فهي اسطوانة غاز التنفس، والتركيز، والتفكير الإيجابي بالنجاة والعودة إلى سطح الأرض.
ولا تخل مهمة عُمر من التحديات التي تتعدد بين إيجاد الغواص المفقود وإخراجه، مع الحرص على سلامة عُمر الشخصية. ويُشار إلى أنه استطاع استعادة بين 10 و 12 شخصاً من قاع البحر، بينما لا يزيد عدد الغواصين المفقودين عن الـ 40 شخصاً منذ العام 1960.
وأخيراً، قد تتساءل ما إذا كان عُمر يخاف من أن يكون ضحية أخرى لهذه الحفرة بدلاً من أن يكون بطلاً، ولكن الحياة تحت الماء، بالنسبة له، أكثر وضوحاً وأماناً بحيث يمكنه اتخاذ التدابير اللازمة. وذلك، على عكس الحياة على الأرض التي قد تحمل معها مفاجآت غير متوقعة على حد تعبيره.