عن الكاتب
في اللحظة التي تدرك فيها بأنك شديد الوضوح مع نفسك تكون مخطئ فكل ما عليك فعله أن تسأل بجدية شخص يحاذيك بشدة أخ أو صاحب أو حتى تلميذك وتقول له : من أنت ؟ أو ماذا تعرف عن نفسك ؟ ستشاهد صمت يلجم صاحبك وربما إجابة ركيكة غير مقتنع بها بعد تفكير وأخذ نَفَس عن هذا السؤال . ولا تعف نفسك عن هذا السؤال لأنك بحاجة له , بحاجة لتعديل مسارك في الحياة إن كنت في فلكٍ عشوائي . كان السؤال الذي وجّه لي ذات يوم من إحدى المدربات في ” التنمية البشرية ” أن : ماذا تعرفين عن نفسك ؟ ثم وضعت أمامي ورقة بيضاء وحددت لي مهلة خمس دقائق لتسليم الإجابة ! لا أخفي عليكم وقتها أنني بدأت أجلد ذاتي لماذا لا أعرف عني شيء ؟ وتخيلت نفسي ضائعة في قمم جبال بوركينا فاسو من غير هوية ولا جواز سفر , لأسلم المدربة ورقتي بإجابة مقتضبة : أنا لا أعرف شيء ! ومنذ ذلك الوقت تغيرت رؤيتي لنفسي بل حياتي كلها وفُتحت لي أبواب ما ظننت يوماً أنها ستُفتح .
وكان ذات السؤال قد طرحته لطالباتي فكان الصمت ضيف حاضر ولا إجابة عن هذه النفس , وكان موقفهن مشابهاً لموقفي تماماً فقلت لهن ما قالت لي المدربة : كل الإنجازات العظيمة بدأت بخطوة بسيطة ألا وهي سؤال الذات الأول : ماذا أعرف عن نفسي ؟ فلا تتوقع أن يؤمن غيرك بقدراتك إذا لم تؤمن بها ولكي تؤمن بقدراتك ابدأ بالنظر في نفسك أولاً , ربما حان الوقت أن تقلل من سرعة عجلتك التي ضيعتك مع الزحام , وأن تتفقد جيداً ملامح ذاتك ؛لأنك ستفاجأ بأشياء لا تسرك بل ستدرك كم من الأشياء في متناولك انتهى وقتها لم تعرها اهتمام , إنه شعور مؤذٍ للغاية وإحساس بالخَواء حينما لا تعرف عن ذاتك شيء إلا : وقت نومك وأكلك وفسحتك مع الأصدقاء !
على الهامش
لا تجعل ملذاتك تُعميك عن تفاصيلٍ كثيرة !!
د. صباح الأسمري
تويتر : sabah_alasmari
“نجران نيوز”