عن الكاتب

تكلم قبل أيام الشيخ صالح المغامسي إمام مسجد قباء في المدينة المنورة في محاضرة له نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صرح فيها عن رأيه الوحدوي في نظرته للمذاهب الاسلامية حيث أكد ان السنة والشيعة والاسماعيلية والاباضية مسلمين لاينبغي ان يحدث بينهم إقتتال وهذا الرأي سبب للشيخ المغامسي إحراجا وهجوما من قبل بعض المتعصبين من المذهب السلفي الذي ينتمي اليه الشيخ سيما رأيه في الإسماعيلية مما دفع المغامسي للإيضاح عن مقصوده بالاسماعيلية في رأيه وبين أنه يقصد أهل نجران الاسماعيلية وواقعهم اليوم بحكم معرفته ببعضهم . في البداية أثمن وأشيد برأي الشيخ المغامسي الذي يدعو فيه للوحدة والتعقل والسلام وأجد الفرصة مناسبة لإيضاح وجهة نظر الشباب الاسماعيلي في نجران من الرأي الأول للشيخ المغامسي وكذلك رده التوضيحي وموقف المتعصبين والأنانيين ودعاة التفرقة والفتن .

.

إننا في نجران عندما نشيد ونثمن مواقف الشيخ المغامسي وغيره التي تتضمن انتماء الاسماعيلية للاسلام لاننظر الى هذا الرأي كصك براءة او تزكية إطلاقا والحقيقة اننا ننظر الى هذا الرأي من منطلق الحلم والأمل بالحرية والوحدة والسلام في وطننا وكل الوطن العربي بشكل عام الذي يعاني من عدة أزمات وتُسفك فيه الدماء من عدن الى بغداد ومن الخليج الى المحيط وهذا الواقع لايمكن إنكاره او إخفاء اسبابه التي تكمن في غياب القيم الانسانية والعقلانية ، أما على مستوى نظرتنا لأنفسنا وعقيدتنا فهي نظرة ثابتة وعالية الإيمان أننا مذهب إسلامي أصيل أئمته معروفين النسب والعمل ودعاته وفلاسفته هم سنام الحضارة الإسلامية والدولة الفاطمية في مصر والصليحية في اليمن تثبت ريادة الفكر الاسماعيلي ومبادئه الانسانية الذي سمح للمرأه أن تتولى قيادة الدولة في شخص الملكة الحره أروى بنت احمد في القرن الخامس والسادس الهجري واليوم نحن في زمن النقاش عن قيادة المرأه للسيارة ؟؟!

.

أما موقف المتعصبين ودعاة الفتنة الذين علموا او لم يعلموا أنهم بعقولهم تلك وأساليبهم يخدمون دول الاستعمار وكل من له مصلحه في إذلال الأمه وإفشالها في المحافظة على وحدة الأوطان والاستقرار وخدمة الانسان وصيانة حقوقه ، والظريف في الأمر أن أولئك الجهله يقدمون بعض ماهو مكتوب في كتب الاسماعيلية يريدون منا بعد مئات السنيين من تمسكنا بها وإيماننا المطلق أن نغير موقفنا هذا من أجلهم ومن أجل عقولهم الفذة ؟ هذا الجهل عجيب جدا وهو يحمل أنانية وكبر في داخله ونأمل إنهاؤه تشريعيا وقضائيا فلا أحد يملك الدين غير الله وهو وحده المسئول عن محاسبة الناس في عقائدهم أما في الدنيا فكل البشر أفرادا كانوا أو جماعة أحرارا في إختيار شكل وماهية ايمانهم الديني وارائهم في الطبيعة والانسانية هذا كمبدا وحرية الأخر هي قيد قانوني للحرية في الأصل ، أما الحقيقة التي يغفل عنها الكثير فهي حالة الإنقسام والصراع داخل كل مذهب وطائفة اليوم ولعل إجتماع الشيشان شاهد على هذه الحقيقة فالاسلام كاديانة يعاني اليوم أتباعه من تراث ثقيل يحاصر الإنسان ويضعه في حالة حرب مفتوحة مع حضارة اليوم ومع الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وهذه الحالة عامة يعاني منها السلفي والشيعي والاسماعيلي بدرجات متفاوتة وهذه الحقيقة يجب ان تكون محل إهتمام وعناية شباب الأمة للعمل على تحرير الدين من المجتمع اي إبعاد المذاهب عن إختلافات المجتمع السياسية والاقتصادية والثقافية وإعادة قراءة التراث الديني بأدوات العصر الحديث وما من شأنه مراعاة مصلحة الانسان والقيم الانسانية فيما يتعلق بالحقوق والحريات لكي تنهض الأمة من هذا الوحل الذي أضعنا فيه الكثير من آدميتنا ومكتسباتنا المعنوية والمادية .

.

ختاما أوجه نصيحة للشباب في نجران أن يدركوا أهداف المتطرفين والسفهاء في محاولة صناعة تطرف مضاد في الشباب الاسماعيلي يكون لهم حجة في مشروعهم الذي تسعى الدولة وكل العقلاء اليوم لإفشاله وتعطيل أهدافه الاستعمارية والرجعية .. حمى الله الوطن من كل مكروه..

 

مهدي علي عامر

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

بعد موافقة مجلس الوزراء.. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستعرض أبرز ملامح سلم رواتب الوظائف الهندسية

الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2024

المملكة تطلق للعالم “إعلان الرياض” لذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر ومؤثر لخير البشرية

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

استمراراً لتعزيز التجربة الرقمية التأمينات الاجتماعية تطلق خدمة مؤشر الالتزام للمنشآت

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

وداعاً زحمة الرياض

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

15 Comments

  1. Amer يونيو 12, 2017 في 2:55 م - الرد

    كلمات متسلسلة فيه من الفايده الكثير والكثير
    اشكر الكاتب علئ محتوئ موضوعه .. حمئ الله الدين والوطن

  2. خالد ال مستنير يونيو 12, 2017 في 3:44 م - الرد

    شكرآ للاخ مهدي علي ومن الواضح وعيك وادراكك بمعالم المذهب الطاهر السمح الانساني الذي يتعايش مع جميع المذاهب والاجناس ،،
    وندرك توجه الدوله بنبذ التطرف والكراهيه بين المذاهب والشعوب كذالك الاديان ؛
    الشيخ المغامسي اجتهد في ايصال هذه الغكره النبيله وهي التسامح ونتمنى من البقيه ان يحذو حذوه ويكون الدافع من منبع صادق
    واحث المجتمع الاسماعيلي بقبول هذه الافكار النيزه ليكون فيه تعايش وتقارب.
    اما فيما يخص العقيده الاسماعيليه واسسها فهي ثابته تزيد نبلآ وصدق مع محكات الزمن
    شكرآ للكاتب ولصحيفه نجران نيوز

  3. محمدال سليمان يونيو 12, 2017 في 3:45 م - الرد

    مقال رائع وكاتب مبدع 👍👍

  4. Ali Saleh. Saeed يونيو 12, 2017 في 4:57 م - الرد

    مقال واقعي متزن بعيد عن التعصب والتطرف فيه نافذه كبيره مفتوحه على الحياه البعيده عن الايدولوجيات الانسانيه

  5. فاطمة ال بحري يونيو 12, 2017 في 5:22 م - الرد

    مقال جميل أهنئ الكاتب عليه.

  6. محمدفايز ال مهري يونيو 12, 2017 في 5:28 م - الرد

    سلمت أناملك على ماخطت كلام جميل وحقيقي وليس بغريب عليك وأنت من سلالة أدبأ وفطاحلت المذهب الأسماعيلي الذي سطر لهم التاريخ أفضل المواقف النبيله
    أما من أراد الاساءه الى المذهب الاسماعيلي وأهله فنحنو نقول له لن ننزل إلى مستواه والقافله تمشي دون أن تنضر إلى من يوعيقها
    كثر الله من أمثالك

  7. جعمل تركي ال صعب يونيو 12, 2017 في 10:57 م - الرد

    سلمت اناملك ايها الشاب النبيل مهدي علي عامر ال سالم ،ليعرف التكفيريين الاخونجيه انهم
    مهما لبسوا عبائة الاستقامة والوطنيه انهم مفضوحين من تكفيرهم وتحريضهم ضد المسلمين انهم مفضوحين امام الملاء، فشكرا لكاتب يام الاسماعيلي الذي اعراء هؤلاء المتشايخين السبابين التكفيريين وبصفتهم ايش !؟ ليقيموا الاسماعيليه
    ،ونواياهم هي شق الصف والوطنيه ، عندما علموا ان من يميلون لفكرهم من الاخونجيه سواء في السعوديه او قطر فضحوا وبانوا على حقائقهم ارادوا بتكفيرهم لفئه من الوطنيين
    المسلمين النبلاء الإسماعيليين ،الصاق تهمة الكفر والبعد عن عن عبادة الله بهم !؟ !؟ليشعلوا. الفتنه بين الإسماعيليين وبين من يصدق كلام هؤلاء التكفيريين لكن بعيدا عن وجوههم كالحة للسواد .. فشكرا لهذا
    الشاب اليامي وما اوضحه من حقائق
    هو والبعض من شباب رجال يام الإسماعيليين ******** لدحر مااردوا التكفيريين والمحرضين الصاقه بالدعوه الاسماعيليه بهتانن وظلمن وعدوانن …. شكرا للجميع ،
    جعمل تركي ال صعب

  8. عبدالعزيز بروان يونيو 12, 2017 في 11:00 م - الرد

    مقال يشكر عليه الاخ/مهدي مع انني اراى ان تجاوز هذه المرحلة من التبلور والتحصن في المذهب الى المطالبة المساواة في حقوق والواجبات ما دمنا ضمن كيان الدولة وقطع الطريق على من يريد أن يجعل من الاختلافات الايدلوجية سببا لتقويض حالة السلم واللحمة الوطنيّة،وعلى الدولة أن تسن القوانين والانظمة التي تمنع تأجيج الطائفي بين ابناء شعبها
    شكرا اخ مهدي تحياتي 🌹

  9. جعمل تركي الصعب يونيو 13, 2017 في 12:17 ص - الرد

    الابن مهدي علي ال عامر .
    مساء الخير ،
    رديت على مقالك مرتين وجبن القائمين على هذه الصحيفه لم يجيزو ردودي عليك ، فكيف تقوم لنا قائمه وهولاء الاخوان يدعون حبهم لنجران ومذهبهم ،، وهذا ثالث رد لك
    على كلا الله يوفقك
    جعمل بن تركي الصعب ،

  10. اليامي يونيو 13, 2017 في 12:22 ص - الرد

    ماجبت شيء جديد كل الي تقوله مجرد حشو
    الان تمدح شباب نجران وتغريداتك كلها انتقاص من نجران وشباب نجران .

    • عسكربن حمد لسلوم يونيو 13, 2017 في 4:30 ص - الرد

      عجيب امركم تمجدون قلم جاف مع احترامي لصاحبه.
      كأننا نحتاج إلى من يزكينا او يطهر نوايانا !!!!
      لقد زكى نفوسنا الله وطهرنا حب اولياء الله.
      واني لكم ناصح ألا تخوضوا ابدا في هذه المواضيع
      ولا تمنحوا الفرصه لمن كاد ودبر …
      والحمد الله أننا مؤمنون حق الإيمان.
      وصلى الله على محمد المختار واله الطيبين الأخيار عدد ما دار الفلك الدوار وتعاقب الليل والنهار

  11. سالم على ال سوار يونيو 13, 2017 في 5:10 ص - الرد

    موضوع جيد وخاتمه ونصيحه ممتازة

  12. محمد لسلوم يونيو 13, 2017 في 5:20 ص - الرد

    كلام سليم والله يعطيك ياخي /مهدي علي عامر

  13. مانع غانم صوفان يونيو 13, 2017 في 4:56 م - الرد

    مقال رائع يدل على ثقافة الكاتب وسعة فكره وطريقة صياغتة للمقال جميلة جداً وسلسلة ومعبرة . .شكراً مهدي علي عامر وكثر الله من امثالك

  14. صالح اليامي يونيو 15, 2017 في 4:30 ص - الرد

    شكرا للكاتب .والحقيقة كنا ننتظر ردا من رجال الدين وكبار المجمتع النجراني لدحض الافتراءات والتهم الباطلة عن الدعوة السليمانية.وتمادي هؤلاء المتطرفون على تكفير المجتمع بدون رادع او عقاب سيكون له عواقب وخيمة ،فترك الحبل على الغارب لكل متطرف سييجلب الكثير امثالة للتعرض لعقائد اامجمتع وبشجع كل ارهابي ومتطرف.

اضف تعليقاً