عن الكاتب
انتشر مؤخرا مقاطع فيديو لبعض الأشخاص الذين يدعون التحول من المذهب الاسماعيلي الى المذهب السلفي وينادون إخوانهم الإسماعيلية بأن يحذو حذوهم. وعلى الرغم من عدم قناعتي بالخوض في مثل هذه الأمور لأن من المفترض أن تبقى في إطار الحرية الشخصية والممارسات الخاصة ولا يجب ان يستغلها او يسمح لأحد بأن يستغله بسببها. الا ان ما دعاني للتعليق هو ما ذكره أحدهم في أحد مقاطعه التي نشرها والتي يرد فيها على بعض الشبهات (حسب تعبيره) التي يرددها دعاة المذهب الإسماعيلي على أتباعهم والتي يعتقد أنها تمنع الحق من الوصول للناس وهي ثلاثة أمور.
.
أولها قولهم “كلٌ الى خير” أي أن دعاة الإسماعيلية يرددون على اسماع أتباعهم قولهم بأن كل المذاهب الإسلامية الى خير. اما الأخ فهو يحاول أن يقنع الناس بأن هذا القول خاطئ وليس بصحيح ملمحا بأن الحق معه وإن لم تكن معي فلن تدخل الجنة.
.
والثاني قولهم “اتركوا الخلق للخالق” أي انهم يحثون الشخص على العمل على نفسه ولا عليه من الأخرين وان لا يتدخل في شئون غيره. وكذلك يعترض الأخ على هذا القول على الرغم من اتساقه مع قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) صدق الله العظيم.
.
وثالثها قولهم “ليه ناشبين للعرب في حلوقهم؟” – لقد تعمد قولها بالمحلية النجرانية لكي تصل للناس بسرعة وللتوضيح كلمة العرب هنا تعني الناس عند اهل المنطقة – كذلك يعترض على حث دعاة الاسماعيلية لأتباعهم بعدم التدخل في شئون الغير!
.
في الحقيقة عندما نظرت الى هذه الشبهات (كما وصفها) لم أدري هل أشكره على ذكر محاسننا؟ دون أن يدري! ام أبكي على جهله بأن هذه محاسن وليست عيوب! وتساءلت كيف لهذا العاجز عن رؤية جمال هذه الأفكار أن يكون قد عرف قيمة ما ترك أو رأى فعلاً جمال فيما وجد! أم انها فقط مصالح دنيوية؟ إن كل ما ذكر تعتبر مميزات للمجتمعات الراقية والمتطورة والتي تسمح بالتعايش وقبول الآخر واحترام أراءهم ومعتقداتهم وعدم الاعتداء عليهم. وهي الركائز التي جعلت نجران أحد المدن السعودية التي تحتضن ثلاثة مذاهب متعايشة مع بعضها البعض بحب وسلام وهي المذهب الاسماعيلي والمذهب السلفي والمذهب الزيدي. ولا تجد أحد من اهل نجران ينصب نفسه داعية او شيخ او محدث لأن الثقافة المحلية التي ينبذها الأخ الكريم هي التي لم تربي فيهم حب الظهور ودعوة الناس الى مذهبهم.
.
الغريب أن اتباع المذهب الاسماعيلي ليس فقط من يملك هذه الأفكار الرائعة فقط؛ كذلك اخواننا السنة والزيدية يتعاملون معنا بنفس هذه المبادئ. ولكن تغير هذا الشخص ورفضه لهذه الافكار يعكس سوء المجموعة التي احتوته وسممت افكاره بعدم الايمان بهذه الافكار وعمدت عن قصد الى عدم ايمانه بها وعسى ان لا يكون هدف ذلك امور ابعد مما نتخيل بحيث يستغل هذا الشخص لما يؤذي الناس مستقبلا ولكن نسأله تعالى اللطف.
.
أخيرا؛ ومن وجهة نظري فإن لهذا الشخص او غيره كامل الحرية ان يغير مذهبه كما شاء ولكن عليه ان يحترم حقوق الأخرين في البقاء على ما هم عليه وألا يستغل هذا التغيير او يستغله غيره في التهجم على أحد والتعدي على حقوقهم. وأجزم بأن الوقت قد حان لإصدار قانون يجرم التكفير والتعدي على المذاهب الأخرى في وسائل التواصل الاجتماعي او توجيه الرسائل الخاصة لأهل مذهب معين بأي وسيلة كانت. ويجب أن يكون شعار كل شخص – قوله تعالى (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وكلُّ الى خير…
.
م. حسين سالم آل سنان
“نجران نيوز”
اعجبتني المقارنه بين فكر الشخص نفسه كيف تحولت من فطره سليمة الى تكفيرية كيف كان متعايش مع الاديان الاخرى ومتقبل لهم ونحن فعلاً متعايشين مع جميع الديانات الموجودة معنا بنفس المنطقة ، ولكن بعد ان تغير المعتقد بدء التمييز والتعنصر يتغلل في فكره
اشكر الكاتب على تطرقه لهذا الموضوع من هذه الزاوية ..
تحياتي ..
زاوية جديرة بالتفكر لاصحاب العقول !
الجميل فيك يا ابو محمد انك دائما تنظر في النصف الممتلئ من الكأس.
احسنت اخوي ابومحمد
الأصل ف الحياة ان تعامل الناس وتقيمهم حسي سلوكهم وأخلاقياتهم وتعاملهم مع الناس واما المذاهب فهي واقع يجيب التعايش معه لا انكاره ونجران يمكن تكون الوحيدة التي تجع ثلاث مذاهب ومتعايشين بخير وسلام