عن الكاتب

حتى عهد قريب  لم تكن حاجات الطلبة الموهوبين تؤخذ في الإعتبار عند تخطيط البرامج وإعداد المناهج الدراسية  لأسباب عدة ومعتقدات خاطئة إلا أن التيارات التربوية الحديثة أكدت على ضرورة أخذ حاجات الموهوبين بعين الاعتبار مثلما تؤخذ حاجات باقي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار.

.
لقد أجمعت الدراسات والبحوث على أن الموهوبين يتمتعون في الغالب بشخصيات سوية تتسم بالقوة والصحة والتوافق الاجتماعي، مفعمين بروح الصداقة وبسرعة الفهم وحدة التنبه واليقظة، ويفوقون أقرانهم في جميع الخصائص السلوكية سواء أكانت العقلية أم الاجتماعية أم الوجدانية أم الجسمية.

.
كما أن ميول الموهوبين الواضحة وهواياتهم واهتماماتهم المتعددة تسهم بشكل كبير في لفت انتباه الآخرين لهم وتساعد على اكتشافهم والتعرف على حاجاتهم الخاصة التي غالبا ما تعجز النظم التربوية التقليدية عن تلبيتها، وخاصة في المدارس، وبالتالي يكونون عرضة للإهمال وتهدر طاقاتهم في خبرات تربوية أدني بكثير مما يشبع رغباتهم ويحقق طموحاتهم.

.
فالحاجة إلى خبرات تعليمية متقدمة تتناسب مع مستوى تحصيلهم والحاجة إلى تعلم المهارات الدراسية التي تساعدهم على التعلم والدراسة مدى الحياة اصبح من الضروريات  التي يتطلبها العصر الحالي كذلك  الحاجة إلى التعبير الحر عن  عواطفهم ومشاعرهم وكل ما يعرفونه من معلومات وخبرات والحاجة إلى تطوير مهارات التفكير والإبداع والحاجة إلى الاندماج الاجتماعي حتى لا يشعروا بالغربة أو العزلة الاجتماعية والحاجة إلى المزيد من تقدير الآخرين لهم بما يتناسب مع ما يشعرون به نحو أنفسهم وما تؤكده إنجازاتهم المتميزة مثل ما حصل في ايسف وكذلك في معرض أيتكس الدولي واخيرا الحاجة إلى مزيد من الإنجاز ليتناسب مع ما لديهم من قدرات عالية ودافعية تختلف عمّا لدى أقرانهم العاديين.

.

إن فئة الطلبة الموهوبين والمتفوقين هم إحدى الفئات التي تنتمي لمجتمع ذوي الحاجات الخاصة من الناحية التربوية ، ونجد عدم كفاية المناهج الدراسية العادية وعدم استجابة المناخ المدرسي العام الذي يغلب عليه طابع الفتور وعدم المبالاة تجاه الطلبة الموهوبين والمتفوقين ووجود فجوة بين مستوى النمو العقلي والعاطفي للطلبة الموهوبين والمتفوقين، حيث يتقدم النمو العقلي بسرعة أكبر من النمو العاطفي ضياع %50 أو أكثر من وقت المدرسة دون فائدة تذكر بالنسبة للطلبة الذين تبلغ نسبة ذكائهم 140 فأكثر.

.
والادهى الهدر بعد الثانوي لمعظم الطلاب الموهوبين الذين لا يجدون أي رعاية أو توجيه ممايكون سبب في تغير الاتجاه والسلوك، وكذلك الرعاية للطلاب الحاصلين على جوائز عالميه واستثمار مشاريعهم والعمل على تسويقها، رغم كل لجهود التي تبذل من قبل الجهات المعنية مثل الادارة العامة للموهوبين/الموهوبات في وزارة التعليم وموهبه.

.
لابد من وجود اليه جديدو تعنى بالموهوبين في المملكة العربية السعودية  كقيام هيئة مستقلة تعنى بتنظيم رعاية الموهوبين في البلد وتوجيههم وفق التوجهات التربوية والتنموية للدولة ووفق ميول ورغبات الطلاب ، بحيث تشترك كل قطاعات الدولة في رعايتهم من خلال توزيع الادوار والمهام.

.
انا متوق إلى الأدوار التي تلعبها جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية والرياضية والمراكز العلمية والبحثية المختصة والتعليم العالي /المهني  حيث سيكون ذلك له اثر كبير في استغلال الطاقات البشرية وتوجيها نحو ما يخدم الوطن بأذن الله،  ولي أمل أن اراه في القريب العاجل يتحقق .

.

أ. محمد بن هادي آل هتيلة
 مدير ادارة الموهوبين بنجران

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

200 طالب وطالبة يتأهلون للمشاركة في معرض “إبداع 2025”

الخميس, 26 ديسمبر, 2024

هواتف لن يدعمها “واتساب” بداية من 2025

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

“واتساب” يتيح مسح المستندات ضوئيًا بكاميرا آيفون

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

بفوز كاسح … نجران إلى دور الثمانية في مسابقة فرسان التعليم

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً