مسعدة اليامي – المشهد – نجران

شاعر ينسج الأبيات الشعرية من واقع الحياة وتجاربها لذلك تجده يكتب المقال ويعد البرنامج والرسالة الثقافية والمسابقة ليقدمها من خلال كرسي نيتشه داخل الغابة الجميلة بمنطقة نجران ويعد منتزه الملك فهد من أكبر الأماكن مساحة وارفة بالطبيعة التي تجذب الزوار لها في مختلف الأوقات لذلك وجدها المكان الخصب لإجراء اللقاءات مع ثلة من مثقفي نجران في منطقية حيوية بالطبيعة البشرية والنباتية والطيور. ضيف اللقاء الأستاذ محمد بن علي آل حمران صدر له ديوان مدراج العشق عن نادي نجران الأدبي الثقافي ويوجد له قناة على اليوتيوب يقدم عبرها العديد من البرامج والقصائد الصوتية

نريد أن نعرف من هو محمد بن حمران  ؟

محمد علي صالح ال حمران، بكالوريوس لغة عربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبد العزيز عام 1419 هجري وحاصل على دبلوم تربية عام من جامعة نجران عام 1432 هـ، و كذلك على دبلوم مصادر تعلم من جامعة جازان عام 1434هجري

سفير في جمعية الأدب المهنية وعضو في النادي الأدبي وعضو في ملتقى سين الفلسفي

شاعر صدر لي ديوان مدارج عشق وصاحب فكرة لقاءات كرسي نيتشه ومعدها ومقدمها والتي تبث من غابة سقام (منتزه الملك فهد).

ماذا تقول لنا عن البدايات واليوم؟

البدايات هي فترة هامة في حياة أي شخص، وقد تكون صعبة ومليئة بالتحديات، وأيضا مثيره ومحفزة، ولكن يجب أن نتعامل معها بطريقة احترافية لأنها هي التي ترسم الطريق المعبد بالنجاحات حتى النهاية،فكانت البداية بالنسبة لي هي بحث عن الذات، ورسم لمعالمها، وكانت هذه هي النقطة الأهم في حياتي، فالكثير من الناس وللأسف لا يعرفون أنفسهم وقدراتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم، فيعيشون في فوضى حياه.

لكنني ولله الحمد في بداياتي توصلت بعد البحث والتنقيب، لرسم طريق مستقبل قد يكون فيه شيئاً من الوضوح، وأنا اليوم أجني بعضاً من الثمار.

ولكنني مع ذلك لا زلت في البدايات.

كيف كانت نشأة الثقافة الفكرية معك؟

الثقافة تتطور وتتغير مع مرور الوقت، وبالنسبة لي نشأت الثقافة عن طريق القراءة فأنا أحب القراءة منذ وقت مبكر وقد تجولت بين مسارات عدة في مجالات القراءة فتارة أحببت الروايات وأبحرت إلى أعماقها

وتارة قرأت في الكتب الفلسفية وتارة أخرى قرأت في كتب تطوير الذات وكذلك عكفت على قراءة كتب الأدب والشعر والعديد العديد مما أكسبني ثقافة واسعة ونظرة ثاقبة للحياة، ومن جهة أخرى السفر فالسفر كما قال الشاعر

تغرب عن الأوطان في طلب العلا      

      وسافر ففي الأسفار خمس فوائد    

تفرّج همٍّ واكتساب معيشةٍ      

               وعلم وآداب وصحبة ماجد

كيف هي علاقتك بخير جليس؟

الكتاب بالنسبة لي كما قال المتنبي

أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرج سابحٍ            

وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

فالكتاب الواحد يضيف عقول إلى عقلك عندما تقرأ بوعي، وينقلك من مكانٍ الى آخر، والكتاب وخصوصا في زمن فوضى وسائل التواصل يعد هو المكان الآمن والسرير الوثير لراحة عقلك وبدنك

برنامج ـ كرسي نيتشه (رسالة، مسابقة، لقاءات) كيف توصلت إلى الفكرة؟ كيف ترى ولادة ذلك البرنامج من حيث القبول والانتشار ما الأهداف من وراء الاسم؟

بالنسبة لبرنامج كرسي نيتشه (لقاءات ومسابقات) فلا زلنا في البداية والتركيز الأهم هو على اللقاءات لأن المسابقات ما هي إلا للترويح عن النفس وكسر للروتين أحيانا.

أما اللقاءات فهي أساس البرنامج، ومعها نهدف لنشر ثقافة الوعي والتنوير عن طريق استضافة شخصيات لها تأثير على المجتمع في جميع المجالات، والبرنامج يعتبر باجتهاد شخصي، وإمكانيات متواضعة، ولكن نطمح في المستقبل بأن يرى النور، وأن يكون له تأثير وانتشار واسع على مستوى الوطن عامة وفي منطقة نجران بصفة خاصة.

وبالنسبة للاسم (كرسي– نيتشه) فلأن نيتشه ليس من الفلاسفة المشهورين فقط فقد كان أيضًا ناقد ثقافي، وشاعر وملحن ولغوي وباحث وصاحب آراء صادمة وجدلية، ومن هذا المنطلق: التنوع في شخصيته وأرآه الجدلية اسمينا الكرسي باسمه لعل وعسى أن يكون النقاش متنوع ومثري وصادم في بعض الأحيان ليشعل فتيل التفكر وإعمال العقل عند المتابعين.

ماذا تقول لنا عن الداعم ولماذا كانت الغابة الجميلة هي المكان وكيف تتفاد عامل الازعاج أثناء التسجيل؟

أما بالنسبة للداعم فالدعم على نوعين دعم معنوي وفي المقام الأول أسرتي الكريمة وكذلك يأتي بعدهم الشريك الإعلامي الصديق إبراهيم جهويل , وأما بالنسبة للدعم المادي فأشكر مكتبة أما بعد , وكذلك مؤسسة طموح الصقر ومركز نعمة الحياة للعلاج الطبيعي , وكذلك متجر كونكت , وصحيفة المشهد الإخبارية , وهناك من دعم المسابقات بكوبونات شرائية مثل مطاعم طبيعي وصحي وكذلك مقهى شاي وقليه .

صحيح أن الدعم المادي متواضع ولكن كان له تأثير كبير في المضي قدما نحو الاستمرارية والتطور.

وأما المكان فالغابة بالنسبة لي تعتبر الصديق الصادق منذ عقدين من الزمن، فأنا من زوارها بشكل شبه يومي، للتنزه أحيانًا ولممارسةالرياضة أحيانًا أخرى، وكانت بمثابة وحي وإلهام لبعض الأفكار الجميلة، ومنها برنامج كرسي نيتشه، وكذلك كتاب بإذن الله سيرى النور قريبًا.

أما الأزعاج فليس له أي تأثير بل العكس فأصوات العصافير وحفيف الأشجار أضفت نوع من الجمال على البرنامج

التقيت خلال البرنامج بثلة من زمرة المثقفين من أبناء المنطقة المعروفين صف لنا طريقة الاعداد لكل ضيف وماذا بعد؟

هناك نقاط لاختيار الضيوف ومن أهمها:

أن يكون على قدر كبير من الثقافة والفكر حتى يستفيد منه المتابعين والبرنامج على حد سواء.

ثم يأتي دوري في إعداد الحلقة، وذلك عن طريق التواصل مع الضيف، ثم الاتفاق معه على المحاور التي نرى سويًّا بأنها ستضيف للمتلقي ما يفيده في حياته العملية والعلمية.

(إذا أردت أن توقد العقل أبدأ بالقراءة) ماذا تقول عن هذه العبارة التيذكرت من قبل الأستاذ قناص آل سوار في الحلقة الأولى من برنامجك؟

أولاً فأبو أحمد من المثقفين القلائل الذي يجمع بين الثقافة والفكر على حدٍّ سواء، وأضيف على عبارته الجميلة: إن القراءة كذلك تضيف عقول إلى عقل الشخص، عندما يمارسها يوميًّا، وتصبح عادة من أجمل العادات اليومية التي يكتسبها.

في رأيك لماذا نعيشُ في حالات ندب على المؤسسات الثقافية البائسة التي لم تقدم ما يذكر ولماذا لا نفتح قنوات فكر جديدة عن مشاريع تفتح الأفاق وتسارع في نمو الأمل في نفوس الأجيال الثقافية القادمة وتبعث روح التغيير؟

بالعكس إننا نعيش نقلة نوعية على المستوى الثقافي في المملكة العربية السعودية، وذلك مع رؤية سمو سيدي ولي العهد 2030 التي أولت الثقافة والأدب جل اهتمامها، لكن لا يزال هناك بعض الأشخاص الذين لم يواكبوا هذا التطور بحسن نية أو قصور فهم، ويجب عليهم إما أن يتطوروا ويواكبوا الرؤية، وإما أن يتركوا المجال للأجدر.

متى نكبر على التقريع والتفخيم والتضخيم والتعليق الذي لا يروي الأرض بل يزيدها جفاف؟

عندما نعي، أي عندما نفهم ما نقول!

الشعر يقدم الشاعر ماذا تقول عن ذلك؟

لولا الشعر لما عرف الشعراء

نعم هناك بعض القصائد عندما تقرأها تجبرك على أن تبحث عن قائلها، وتتعرف عليه، لما لها من عمق وفكر قد يلامس روحك ووجدانك.

فصحيح بعض القصائد قدّمت لنا شعراء مغمورين لم نكن نعرفهم لولا قصائدهم.

كيف أثثت ديوانك الشعري مدراج عشق الصادر عن نادي نجران الأدبي، وهل حصل على أوراق عمل نقدية أو قدم في أمسية شعرية أم أن الطباعة تكفي؟

ديوان مدارج عشق هو الديوان الأول، والذي لا زلت أعتقد أن ولادته متعجلة نوعًا ما، صدر عن النادي الأدبي في ثمانين صفحة تقريبًا،وكتب مقدمته الأستاذ سعيد بن علي ال مرضمة رئيس النادي الأدبي بنجران، وهو في الأصل قصائد كنت أكتبها في برنامج (تويتر سابقًا x  حاليًّا) وبعد مشاورات ونصائح من بعض المهتمين بالشعر تم تجميع تلك القصائد في ديوان مدارج عشق.

ونعم كتب عنه الأستاذ والناقد المصري إبراهيم موسى النحاس في كتابة (في المشهد الشعري السعودي المعاصر – مقاربات نقدية)وكانت بعنوان: البنية الايقاعية وتطويرها في ديوان ” مدارج عشق “

وكذلك قُدم في أمسيات ولقاءات في برامج إذاعية.

الشاعر الراحل غازي القصيبي يرحمه الله ذكر في مقابلة له أن الشعر لا يعالج كل المواضيع المعقدة لذلك لا بد من إناء أخر. أنت ماذا تقول؟

غازي القصيبي رحمة الله عليه المفكر والشاعر لا يقول إلا درر.

نعم فالشعر كما يقول:” لا يعالج كل المواضيع المعقدة ” وأقول: بأنهليس الطريق الوحيد والمعبد للوصول لكل شيء، فالنثر كذلك من رواية ومن قصص قصيرة، وكذلك حكايات جدتي، وحتى الأساطير التي لا زالت عالقة في أذهاننا قد تعالج مواضيع لم يعالجها الشعر..

كيف تتعامل مع القصيدة أثناء ولادتها بداخلك وهي ترهصك ألما وحزنا وفرحا؟

أُعاملها بالاهتمام والرعاية النفسية، والفكرية، واللغوية والتي تؤثر على كيفية تكوينها وتطورها.

وذلك عن طريق التأمل والتفكير، والرؤية والتصور، واللغة والصياغة،والنظم والقافية، وكذلك الاندماج مع المشاعر والاستلهام من الحياة،حتى تكتمل في أبهى صورة وأجمل هيئة.

ماذا تقول لنا عن قصيدة السجن؟

يبقى السجن منزل كئيب لو كان مطليٍّ ذهب        وتبقى الأمم بأخلاقها وأفعالها وأبطالها

وتبقى النفوس الزكيات اللي محليها الأدب    

  باب وعلوم ومعرفة للي شرف فنجالها!

كيف يشعر الشاعر بألم الأخرين وهل تعاني الألم كأنك صورة عن صاحبها الحقيقي أثناء نزول وحي القصيدة؟

عن طريق التفهم لأحوالهم والتعاطف معهم والتعبير عن ذلك في صورة شعرية، وأكبر مثال على ذلك الشاعر الكبير أبي العلاء المعري فكان يعبر في شعره عن آلام الآخرين.

نعم فمشاعر الألم تسيطر على الشاعر، والسبب الرئيسي في ذلك هو الاندماج مع مشاعر الاخر المتألم.

أصدق صورة شعرية قرأتها و لا تزال مؤثرة فيك إلى اليوم؟

بيت حافظ إبراهيم شاعر النيل عندما قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها  

       أعدت شعبا طيب الأعراق

لكل قصيدة وطن ومكان وموقف وأثر داخلي وخارجي حدثنا عن بعض من قصائدك كان لها ذلك معك؟

قد تكون قصيدتي في والدتي العزيزة رحمها الله هي أقرب القصائد التي أحسست أنها لامست روحي فالأم هي الوطن والمكان والموقف والأثر الداخلي والخارجي.

 هناك من الشعراء من يبحث عن الشهرة والمكانة والتميز والحضور المستمر وهناك من يريد أن يكون لهُ بصمة ورسالة وأن يكون شعرهُ خليفة في الأرض. كيف تصف نفسك لجمهورك؟

أنا لا أصف نفسي، وإنما قصائدي، وجمهوري، هم من يطلقون الحكم على ذلك.

ماذا تقول عن الفلسفة وما المواضيع التي قدْمت خلال محاضراتك بالملتقيات الثقافية وكيف كان أثر ذلك على الحضور ألا ترى أن التسجيل والبث المباشر من مصادر التوثيق الضرورية اليوم للعلم والثقافة النافعة؟

الفلسفة هي حب الحكمة كما يعرفها اليونانيون، والفلسفة هي الطريق لعيش الحياة البسيطة، وبما أنني محب للفلسفة واحد أعضاء نادي سين الفلسفي فقد قدمت بعض القراءات لبعض الكتب مثل كتاب ” تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي” للمؤلف ميشيل فوكو، وكذلك كتاب” قوة الآن ” للمؤلف إكهارت تول، وأنا لا أقيس مدى تأثيرها على الحضور، ولكن أقدمها بالشكل المطلوب، وأنا على ثقة، إنها ستغير من أراد التغيير.

شيء من التفكير لماذا لا نبني المبدعين حتى يتمكنوا من مواصلة مشوارهم وأن كن قلة ولماذا نهدم ذلك الجمال بوضع السلبيات على عواتقهم ولماذا لا نخاطب بالفعل المجتمعات على قدر عقولها؟

هناك عدة أسباب من ضمنها الخوف من الرفض أو الانتقاد من قبل المجتمع، وكذلك قلة الداعمين من كلا الجانبين المادي والمعنوي، وكذلك الخوف من الفشل، والتقليد الأعمى الذي يمنع الفرد من التفكير خارج الصندوق، كلها أسباب تؤدي إلى هدم الإبداع والمبدعين.

في الختام أشكركم على إتاحة الفرصة للتحاور معكم في صحيفتكم الموقرة، وأسأل الله العلي القدير أن نكون وفقنا في تقديم ما ينال رضا الجميع.