عن الكاتب

سائني وغيري استمرار توقف طلاب منطقة نجران عن الحضور للمدرسة للسنة الثانية على التوالي.  والسؤال المطروح – ماذا كان مسئولي التعليم يفعلون خلال الفترة الماضية؟ خصوصا بعد حصولهم على إجازة طويلة  كفرصة ذهبية لتخطي الصعاب والتفكير بحلول مثلى لتفادي ابتعاد ابنائنا عن الدراسة والتي تعتبر من الأمور الغير مقبولة في هذا العصر.

.

كان بالإمكان عمل الكثير أما أن يكون الحل بكل بساطة – إيقاف التعليم – ولمدة سنتين وربما أكثر (لا أحد يعلم) فهو حل يمكن لنا أن نطلق عليه (حل العاجز). فهو حل الشخص الذي لا يملك أي خيار آخر يمكن أن يقوم به، وليس الشخص الذي  لن تبخل عليه حكومتنا الرشيدة بأي شيء في سبيل تعليم أبنائنا وعدم حرمانهم من حقهم في التعليم.

.

الحلول كثيرة،  ونعلم أن منع الخطر بالكامل يعتبر من المستحيلات. ونعلم كذلك علم اليقين بأننا جميعا بمن فيهم أبنائنا الطلاب معرضون للخطر في أي لحظة وأي حين، سواء كانوا في المدرسة أم في المنزل بين أيدينا وأمام ناظرينا. ونحن لا نطالبكم بالمستحيل وإنما نطالبكم فقط  بالعمل في ضوء فكرة تقليل نسبة المخاطرة بفلذات أكبادنا، فعندما تخفض عدد الطلاب المتواجدين بالمدرسة على سبيل المثال الى النصف أو أقل من ذلك. إما باستئجار مباني جديدة وتوزيع الطلاب عليها. أو استخدام المباني الحكومية القائمة والصالحة لذلك؛ فقد قمت بتخفيض نسبة المخاطرة الى النصف وربما الى أقل من ذلك. لأن تقليل عدد الطلاب سيسمح بتدريسهم في الصفوف الواقعة بالأدوار السفلية من المدرسة والتي تعتبر اقل خطرا من الأدوار العلوية كما يمكنك الابتعاد عن الجهة المقابلة لمصدر الخطر مما يقلل من نسبة الخطورة أكثر.

.

ومن الأعمال التي يمكن القيام بها ايضا؛ إنشاء الملاجئ  وهو ما كان يجب عليكم التفكير في تنفيذه خلال العام الماضي والإجازة السنوية الطويلة لبدء العام الجديد وانتم اكثر جاهزية عما مضي ولكنكم لم تفعلوا.

.

 ومن الحلول الأخرى كذلك تقليل الوقت اللازم لتواجد الطلاب في المدرسة وذلك  بتدريسهم المواد العلمية فقط وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم وعلى الوسائل البديلة بالنسبة للمواد الأخرى مثل مواد العربي والاجتماعيات وغيرها في المنزل وهذا الحل قد يخفض أيام التعليم الى ثلاثة أيام وربما اقل بدلا من خمسة أيام. والذي قد يسمح بتدريس نصف الطلاب في نصف الاسبوع الاول والنصف الثاني في النصف الأخر مما يقلل نسبة الخطر الى أقل من 50%.

.

 ومن الحلول الأخرى كذلك  بناء خيام مؤقته من الألمونيوم كما يفعل عادة في التجهيز للمعارض مع ترك مساحة بينها لتقليل نسبة المخاطرة وبنائها في مناطق بعيدة عن المناطق المستهدفة والخطرة وتوفير وسائل النقل.

.

ومن الطرق الأخرى أيضا العرض على أولياء الأمور القادرين على ترك المنطقة إمكانية نقل أبنائهم الى أي مدرسة أخرى في أي منطقة من مناطق المملكة مع توفير السكن لهم وذلك بعد تنسيقكم المسبق مع أصحاب الشقق المفروشة في مناطق المملكة المختلفة على التبرع بتسكينهم بالمجان وأنا متأكد أنكم ستجدون التعاون المنقطع النظير من أبناء المملكة للوقوف مع اخوانهم في محنتهم. الأمر يحتاج فقط الى تحرك من قبلكم.

.

أخيرا، أتركوا حلول العاجزين؛ واعيدوا طلابنا لمدارسهم، لينالوا حقهم في التعليم؛ وابحثوا عن الحلول العملية؛ وانحتوا الصخر في سبيل تحقيقها؛ فإيقاف الدراسة ليس بالحل ؛ فبلدنا ورجاله قادرون على فعل المستحيل.

.

  م. حسين سالم آل سنان

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

حقبة جديدة ونهضة تاريخية تعيشها ملاعب كرة القدم في المملكة

السبت, 7 ديسمبر, 2024

سمو ولي العهد يطلق الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2024

وزارة التعليم تُطلق فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي 2024 م تحت شعار “مجتمع معطاء”

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

المملكة تستضيف الحدث الدوائي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة كبرى الشركات الدوائية المحلية والدولية

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

مبادرة “السعودية الخضراء”.. لمستقبل أكثر استدامة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

4 Comments

  1. احمد ال شيبان سبتمبر 29, 2016 في 9:42 م - الرد

    مبدع دوما اخي حسين فمقالك يجب ان يحرك العاجز لفعل مايجب فعله لمستقبل ابنائنا وخصوصا لا اخد يعرف متى ستنتهي الحرب ، وضعت بعض الخلول في مقالك وعلى اصحاب القرار التفكير بجديه فيما يجب فعله وتكفيهم اجازة اربعة اشهر وسنه مضت دون عناء التفكير في حلول حقيقيه .

  2. حسين ابوساق سبتمبر 29, 2016 في 11:01 م - الرد

    مساء الخير شكرا لما اشرت اليه كلام واقعي وهو ما سنراه قريبا بعون الله

  3. حمد أكتوبر 1, 2016 في 4:39 م - الرد

    صح لسانك مهندس / حسين

    وكل الحلول اللي ذكرتها مناسبة الى ابعد حد ، ولكن، هل هناك مجيب، هل هناك من يستجيب ويعي معنى المسؤولية ويفهم معنى انه مذنب! لاتخفى عليهم حلولك الجوهرية ولكن لا زالوا تحت ثقافة اللا مبالاه وحسبنا الله على كل ظالم.

  4. محمد ال مسعد أكتوبر 3, 2016 في 6:28 م - الرد

    تعليم نجران ….. والقرارت المكرره الممله

    م حسين نعم ايقاف التعليم وحل العاجز نعم اخي الكريم هذا حل عاجز لان ايقاف التعليم بحد ذاته كارثه في حق المجتمع . وبعدين اخي الكريم لماذا الوصايه ع ابنائنا اكثر من أولياء الامور . نقول للجنه الامنيه شكراً لكم الف مره هذي حلولكم وما استطاعات عقولكم ان تبدعه فشكراً لكم ولكن اتركو لنا الحريه فمن اراد ان يذهب ابنه الى المدرسه فهو حر . فانتم ضعو مقترحاتكم ولكن لا تفرضونها علينا مللنا من اسطوانتكم المشروخه .

اضف تعليقاً