عن الكاتب

 

عانت المرأة السعودية من إقصاء مجتمعي وتنظيمي كي تكون إمرأة عاملة ومتعلمة وذلك خلال حقبة من الزمن. ولكن لم يستمر ذلك التهميش حتى عادت المرأة السعودية وبقوة للعلم والعمل كمنافسة ومكملة للرجل وكذلك كشريكة له في بناء المجتمع والرقي به من خلال الانخراط في تخصصات ومجالات وظيفية واسعة. هذا التقدم الذي حصل كان نتيجة لمجموعة من القرارات الملكية التي توجت بها المرأة لتتسيد حتى القرار السياسي وتشارك في صناعة القرارات الحيوية والاستراتيجية.

 

ونتيجة لهذا الانقطاع الطويل والابتعاد عن الساحة العملية فانه وعند عودة المرأة السعودية للمجال العملي كان ينقصها فهم فلسفة العمل ، فعانت من خلل معرفي وتنظيمي في فهم الغاية من وجودها كعنصر بناء .

 

لذلك وعلى أرض الواقع فإنه كثير من الأخوات وخصوصا المراجعات في الدوائر الحكومية يشتكين من تزمت النساء وتعطيلهن لكثير من المعاملات وشدة تدقيقهن وعدم تسهيليهن للمهام الموكلة لهن . أيضا عندما تتسيد المرأة منصبا قياديا [مهما بلغ حجم  هذا الدور] فإن البعض منهن قد تعتلوها النرجسية والغرور فتتعامل بفوقية وكأنها ملكت ملك قارون . هنا لا نستطيع أن نعمم ولكن من خلال المعايشة والتجربة وقد يتفق معي كثير من القراء نرى نماذج كثيرة في مجتمعنا ينطبق عليهن هذا الأسلوب التعسفي . بينما من يعيش في دول العالم المتقدم سيرى الفرق في النمط الشائع في من يتولى أمور الناس فالغالب نساء بسيطات في الملبس والتعامل والشاذ منهن تستخدم أسلوبا متزمتا وفظا.

 

قد نعزو ذلك الخلل إلى تعليمنا ، أو إلى أسلوب حياتنا حيث المرأة منفصلة عن الرجل في عالمها الحياتي والمجتمعي  ، أو لربما يمكن عزو ذلك إلى  مفاهيم العولمة التي أثرت على مجتمعاتنا فتأثرنا بمباديء أساسها رأسمالي نيوليبرالي تركز على الأنا فتقوي القوي وتضعف الضعيف وتهمل العمل من أجل الآخرين و جل عملها من أجل الذات والذات القوية وفقط .  ولذلك فهي في صالح النخبة المتسيدة والتي استمدت مبادئها من الداروينية الحيوية والتي تقول أن البقاء للأصلح والأقوى وهذا لا يأتي الا بعد الصراع من أجل البقاء . قد تكون جميع هذه العوامل هي سبب النمط السائد والثقافة الشائعة عن أسلوب تسيد المرأة السعودية وتوليها لأمور الحياة وقد تكون بعضها سببا لذلك أو لا تكون ، لذلك أقترح على الباحثين والباحثات التركيز على مثل هذه المواضيع لمعالجة مثل هذا النوع من القضايا والذي لا يصب في مصلحة المرأة وتقدمها في وقت هي أحوج بأن تكافح من أجل بقائها الايجابي والبناء.

 

د. رفعة اليامي

نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

سمو ولي العهد يطلق الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2024

وزارة التعليم تُطلق فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي 2024 م تحت شعار “مجتمع معطاء”

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

المملكة تستضيف الحدث الدوائي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة كبرى الشركات الدوائية المحلية والدولية

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

مبادرة “السعودية الخضراء”.. لمستقبل أكثر استدامة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

اكتمل العدد.. الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية 2025

الأحد, 1 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

تعليق واحد

  1. محمد الحشان فبراير 20, 2017 في 12:32 ص - الرد

    الكل يكافح من اجل البقاء لستنا وحدكن و لو كانت حقوق المراءه هي المسلوبه والمهضومه وبس لهانت المشكله ولاكن (كل عنده من ذا اليل ماطر). وعندما تتحقق الحريه والديمقراطيه تنحل مشاكل الامه وتسود العداله والمساواه والشفافيه ويختفي الضلم والمحسوبيه والفساد وتجار الدين وعصابات الفتن والمذهبية ويتوقف الغرب عن استغلال اوطاننا .

اضف تعليقاً