عن الكاتب
بقلم /سلمى الصالح
.
ضمن إطار رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030 والتي كان من أهم أهدافها تمكين المرأة السعودية كونها أحد الأركان المهمة لبناء المستقبل ، صدر الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في السادس من محرم عام 1439 ، و الذي يقضي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور و لائحته التنفيذية ، بما فيها إصدار رخص القيادة على الذكور و الإناث على حد سواء ، على أن يكون التنفيذ في العاشر من شوال بنفس العام وفق الضوابط الشرعية اللازمة و التقيد بها .
.
على طبق من ذهب جاء الأمر السامي مبشرا واضحا يحمل في طياته الكثير لدعم المرأة السعودية واستثمار طاقاتها و تمكينها في سوق العمل السعودي في شتى المجالات، تزامنت مع ذلك سلسلة من القرارات و الأنظمة التي تصب في مصلحة السيدة السعودية كوضع حجر الأساس لمشروع نظام مكافحة التحرش والتشدد في العقوبات الرادعة لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك ، واهتمام مجلس الشورى بمجالات متعددة تخص المرأة ليأتي كل ذلك بضمانات لمنح المرأة مزيدا من الاطمئنان على مختلف شؤونها سواء في البيت أو في المجتمع .
.
وكما تقول الحكمة الصينية الشهيرة ( أنك لا تستطيع منع طيور الحزن أن تحلق فوق رأسك و لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشعش في رأسك ) قد يكون هذ الطير شخص قريب منك قد يمتد إلى جار أو قبيلة وقد يتعدى ذلك إلى الشارع الذي ستقودين فيه.
.
يقول عراب هذا التمكين الأمير محمد بن سلمان ( هناك العديد من التحديات و لكن أن نجعل الناس مؤمنون بما نقوم به هو التحدي الأكبر ) .
إن التحدي الحقيقي يبدأ أولا من ذاتك أيتها المرأة لتنطلقي نحو الأفق متسلحة بالثقة و العزيمة و الإصرار لتسلكي الطريق الذي سيوصلك إلى النور الحقيقي الذي يشع بداخلك لتفوزي في الحرب .
.
نعم إنها حرب !!
ولكنها حربك أنتِ، ستحدد مصيرك أنتِ.. حرب تختلف عن بقية الحروب، لا يوجد بها أسلحة متطورة ولا ٌقنابل ولا دماء ولا جيوش .
.
سيكون سلاحك الوحيد بها هو الصبر و العزيمة و إثبات الذات لتغيير نظرة عقيمة سطحية تمادت بالبعض إلى إغفال ما للقرار من أبعاد انسانية و اجتماعية و اقتصادية جمة ، محصورة في الاختلاط الغير مشروع ، و اقتناء السيارات الفارهة للتباهي بها ، و التجول من مكان إلى آخر دون حسيب أو رقيب ، وتقليص قدرات المرأة السعودية في حدود ضيقة جدا لا تتوافق مع ما قدمته خلال عقود من الزمن بكل إصرار و عزيمة في اختراق مجالات شتى كان من آخرها الوصول الى مجلس الشورى و المشاركة الفعالة فيه ، وتسجيل الكثير من المواقف المشرفة التي تذكر فيها المرأة السعودية بكل فخر و إجلال .
.
أينما وجد الإصلاح وجد معه جماعتين لابد من الاعتراف بوجودهم الأولى : جماعة من المحبطين و المشككين الذين يقبعون في أسفل السلم دائما ، يظهرون مع كل تطور أو تقدم لرمي الشباك و الاصطياد في الماء العكر لتحويل كل دعم للمرأة من تطور وحياة وفكر إلى فتح أبواب الفسق و الرذيلة ، هؤلاء هم ذاتهم الذين اتخذوا موقفا معارضا منذ أكثر من خمسين عاما ضد تعليم المرأة ، يعتمدون على اثارة الهواجس و المخاوف في قلوب الناس بهدف إقلاقهم و تصوير الوضع على أنه بداية للانهيار الأخلاقي ، ولكن هذا أمر لا يجب الخضوع له ، لأن الاستسلام لمثل هذه المخاوف سيكون عائقا في طريق تطور و تعلم المرأة .
.
وفي المقابل جماعة أخرى اختارت أن تحتل المراكز الاولى واختارت تلك الحرب أن تكون حربها وتقاتل فيها بكل شرف و تبدأ بخطوة الألف ميل لتأخذ على عاتقها دفع عجلة التنمية و التطور في المجتمع السعودي ، وصفهم أحد الكتاب في أحدى المقالات بقوله : ( رغم جو التخوين والتشكيك بالأخلاق هناك مجموعات شجاعة تدفع الثمن من أجل تقدم الفرد والمجتمع )
.
أ. سلمى الصالح
“نجران نيوز”