عن الكاتب
شاعر بلا حدود @mal7mran
كان الأب يحاول ان يقرأ الجريدة..
لكن ابنه الصغير لم يتوقف عن مضايقته..
وحين تعب الأب .. قام بقطع ورقه في الصحيفة..
تحوي على خريطة العالم..فمزقها وقدمها إليه..
وطلب منه اعادة الخريطة ثم عاد الى القراءة..
ظنَّا منه ان الطفل سوف يبقى مشغولا لبقية اليوم..
لم تمر سوى 15 دقيقة..
حتى أعاد الطفل اليه الخريطة مرتبة..!
تساءل الأب مذهولا: “هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا…؟”
قال الطفل: لا أعلم عما تتحدث.. لكن هناك صورة انسان على الوجه الاخر من الصحيفة.. وعندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء العالم.
هذه القصة القصيرة للكاتب البرازيلي باولو كويلو من كتابه ( كالنهر الجاري )
وأنا أقول كما قال هذا الطفل : فعندما نعيد بناء الإنسان فإننا نعيد بناء العالم بالفعل !
لكن للأسف ففي الآونة الأخيرة مع تسارع الأحداث العالمية والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية ، أصبح الإنسان مثل البناء القديم الخرب ، وخصوصاً عندما تفنّن هو بنفسه ببناء القصور التي يعيش فيها وزخرفتها، و تغافل عن بناء نفسه التي تحتاج منه في بعض الأحيان للهدم وإعادة البناء من جديد ، وفي البعض الآخر للترميم .
لأنّ كل بناء حتى دور العبادة والتي تعتبر أسمى المباني وأقدسها بالنسبة للبشر ، فـ لا معنى لها ولا فائدة منها ما لم تهتم ببناء الإنسان أولاً ..
و البناء لن يقوم بالجهل ، ولا حتى بالمال !
مالم يكن هناك علم و عقل ، وتفكير خارج الصندوق ، وعمل جاد يعود بالنفع على الجميع .
أ. محمد بن حمران
“صحيفة المشهد الإخبارية”