عن الكاتب
هناك مدينة تعتبر رابع أو خامس مدينة مساحة على مستوى المملكة، سماءها تمطر لمدة خمسْ سنوات متتاليةْ، في البداية كانتْ بشكل منهمرْ ولا زالت تمطر ولكن بشكلْ قليل في الأوقات الحالية. المشكلة ليست بالمطر فهو قضاء وقدر من الله – عز وجل – ولسنا ضده إنما فُجعناَ بثلاث صواعق في آن واحد، صواعق أثّرت بشكل كبير على حياة المنطقة من صعاب وشوائك وخلل في أمورٍ عدّه، حاولنا مرارا وتكراراً التصدي لها إلا أنها كانت قوية واستمرت لسنوات طويلة عانينا بسببها الأمرين من إهمال لبعض المنشآت الهامة التي أثرت على الأسر والأهالي بجوانب حياتية ومعيشية عدة.
.
في البداية هناك صاعقة قوية ضربت التعليم والتي تعتبر أهم منشأة ومدخل للحضارة عالمياً، وللأسف أهملت إدارياً ولم يعار لها اهتمامْ؛ ودمارها سيظل تأثيره لسنواتِ طويلة وإلى الآن لم يتم إصلاحها وسيكون تأثيرها في المستقبل وشيك جداً على الأبناء مع العلم أنّ الأمور كانت ستحل أفضل مما حصل. هناك مدارس عدة خالية في الأحياء ولم ترمم وتهيأ من جديد وهناك نقص في المعلمين ودمج الفصول بشكل قوي فمن يتحمل مسؤولية ذلك. أوجدوا حلول بإعادة الترميم للمدارس وفتح مجال النقل للمنطقة وأعيدوا الحياة لأهم ركيزة فأنتم عنها مسؤولون أمام الخالق جل وعلا.
.
دعونا نلتفت إلى الصاعقة الثانية التي أحلّت بالمنطقة لمدة أربع سنوات، تأثيرها في البداية كان أمرُ جلل، حيث أقفلت سبل وطرق كانت ملاذ للبشرية في أمور عدة، لم نستطع آنذاك استخدام مطارنا المعتاد، وبتنا نجوب الطرق الطويلة كوسيلة لقضاء حوائجنا الدنيوية وفي نفس الوقت كنا نصرخ ونستنجد هنا وهناك لبارقة أمل تخرجنا مما أصابنا. كنا نبحث عن التفاته تحمينا من وعثاء الطرق وما ستسببه لنا من كآبة المنظر وسوء المنقلب. فقدنا الأمل ويئسنا وخسرنا الوقت وطاقة أجسامنا الى أن شاع النور لنا مجدداً بإعادة تشغيله ولكن بعدد قليل جداً من الرحلات اليومية والمحدودة.
.
صاعقه ثالثه تضرب أسعار تذاكر الخطوط السعودية بمطار نجران، من يشاهد حالنا سيظن بأننا على كوكب آخر ومن عالم آخر، خط طيران معين كنا نسلكه بأسعار معروفة كما هو الحال في جميع مدن المملكة إلا أننا صرنا نختلف تماماً عن البقية والغريب في ذلك هو أنّ المسافة التي كنا نسلكها إلى مدينة أخرى كانت بأسعار باهضه جداً والأدهى من ذلك أنّ نفس المسافة من مدينة أخرى إلى تلك المدينة تعادل قيمتها ٥٠٪ تخفيض عّن سعرنا نحن!! هل نقص الرحلات في المطار يتم تعويضه من جيوبنا!؟
.
أنا اشك وأجزمْ قولاً بأن هناك خلل في أبراج المراقبة لمطار نجران، ولربما ظنوا أننا ضمن النطاق الأوروبي أو ضمن قارة أخرى، هل يظنون أننا من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، هل سكوتنا وسكوت رموز في المنطقة أوهمتهم بأننا راضون بهذا الإجحاف، لسنا هكذا يا عالم! إننا ننتمي لكم ونحمل شعار الدولة فأعيرونا نظرة وأخرجونا من شاشاتكم الوهمية وأعيدونا إلى خرائطكم فهناك إحتمال حدوث خطأ ونرجو مراجعة الخرائط وللعلم أنه لا يستوجب الدخول لبلدنا دفع رسوم فيزا إنما عن طريق الهوية الوطنية.
.
“صحيفة المشهد الإخبارية”