عن الكاتب
أسبوع مضى كان مثل الأسابيع التي سبقته، مزدحما بالأخبار التي اختلط صادقها بكاذبها حتى أصبح يصعب على المتلقي أن يفرق بينهما، فالمتشائم سيصدق أي خبر سلبي سواء كان كاذبا أم صادقا، والمتفائل سيحد نفسه ميالا لكل خبر مبشر حتى وإن كان مصدره هم بائعي الوهم في الأخبار .
ثم إن هذا مختصر ما كتبته في هذا الأسبوع الطويل:
• ربما سيغضب كورونا قليلا حين أخبره أن العالم يساعد النظام الإيراني ويمده بالمعونات من أجل التغلب على كورونا في الوقت الذي لازال فيه ذلك النظام يسخر كل إمكاناته من أجل دعم الفيروس الحوثي وتزويده بالصواريخ التي يطلقها على الآخرين. سيقول إن الأمر ليس عادلا، وإنه يجب أن يحظى بذات المعاملة، لأنه ليس مجرما إلى هذا الحد، ومع هذا تجتمع ضده كل مختبرات العالم من أجل القضاء عليه.
• سأحاول إقناع الفيروس بأن القتل بالبراميل ليس معديا، وأن تجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية لا ينتقل عن طريق لمس الأسطح، وأنه لو تخلى عن فكرة العدوى فسيكون فيروسا مرحبا به.
• حين بدأت حكومات العالم المتحضر في إخبار رعاياها بأن عليهم الاستعداد للرحيل، وبأن كبار السن أو الذين ليس لديهم تأمين صحي هم الضحايا الذين سيقدمون قريبا لكورونا من أجل حياة الاقتصاد، وأنه لا مشكلة في التضحية بأي عدد من الكائنات البشرية من أجل إنقاذ الكيانات الاقتصادية، في هذا الوقت يأمر الملك في السعودية بأن يشمل العلاج المجاني للمصابين بفيروس كورنا في المشافي الحكومية والخاصة حتى مخالفي نظام الإقامة، وهذا هو الإحسان بعينه. ومع أن هذا الأمر كان متوقعا، لأن صاحب العادة يصعب أن يتخلى عن عادته، إلا أن إعلانه كان جرعة فخر واعتزاز بهذا الدين وهذه الأرض وهذه القيادة.
• العدو الصريح مهما كان خسيسا ونذلا إلا أنه موجود في ميدان القتال، يقاتل ويقتل ويتلقى الضربات ويحاول أن يردها، ويخدع ويفعل كل ما في وسعه، لكن الاحتفالات الطفولية التي تمارسها الشقيقة الصغرى من خلال أذرعها الإعلامية والمحسوبين عليها مثيرة للشفقة أكثر من أي شيء آخر.
• الحوثي عدو. هذا أمر لا مراء فيه، وعدو غبي أيضا، وهذا أمر أيضا أعتقد أن عبدالملك الحوثي شخصيا لن يختلف معي حوله، وهو عدو تابع لا يملك قرار نفسه، لأنه لا يستطيع أن يتخذ قرارا مهما في هذه الحرب حتى لو أراد.
• أحب التوضيح لقرائي الأعزاء من الجن والعفاريت في العالم السفلي بأن البشر ليسوا جميعا مثل «آية الله»، فالجهل صناعة هو الآخر، وهناك دول ومنظمات تهتم بهذه الصناعة وتحافظ عليها وتروج لها، لأن الجهل يعني لها البقاء. وإذا كان للفيروسات والميكروبات بيئة مثالية للانتشار والبقاء فإن بعض الأنظمة لا تعيش إلا في بيئة من الجهل والظلام والتخلف.
• حين تجد نفسك تجتهد كثيرا في محاولة إيذاء أشخاص لمجرد أنهم لا يعجبونك و»ستايلهم» لا يوافق معاييرك، فأنت دون شك ولا ريب بحاجة للعلاج، أنت تعاني من مرض سيقضي عليك قبل أن ينقرض الذين لا يعجبونك. ونحن حين نفعل ذلك فإننا في الغالب نعلم يقينا في قرارة أنفسنا أن «الكراهية» هي دافعنا الحقيقي، لكننا نحاول تغليفها بغلاف مقبول وننمط الضحية لنبرر لأنفسنا قبل غيرنا، نقول إننا نفعل ذلك من أجل الدين أو الوطن، أو أي مبرر مقبول يخفي حقيقة المرض.
“صحيفة مكة”