عن الكاتب

إعلامي، كاتب وناقد سياسي

•لم يرَ مؤسس جماعة الإخوان «المتأسلمين» حسن البنا في أوائل العام 1928م حسنةٌ في سقوط الخلافة الإسلامية في تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك غير انتهاز فرصته الذهبية لتحقيق أوهامه في تنصيب نفسه خليفة للمسلمين.!

• ولأن الغطاء الذي تلحف به حينها الهالك «البنا» ورأهُ مناسبًا لدغدغة مشاعر المسلمين في مرحلة انتقالية «حرجة» شهدها العالم بين الحربين العالمية الاولى والثانية، وما صاحبهما من اضطرابات امتد تأثرها لعالمنا العربي من المحيط الى الخليج، ليكون غطاء الجماعة براقًا بل ويسرق الألباب، بأنهم يهدفون إلى «إصلاح سياسي، اجتماعي، اقتصادي» من منظور إسلامي واسع.!

• لذا؛ وجب التركيز في هذه المقالة على الجوانب السيكولوجية «النفسية» التي أحاطت بالجماعة المتلهفة للدماء وحب السلطة والنفوذ، والتي تفسرُ امتداد تأثير أفكارهم منذ فترة التأسيس وحتى الوصول الى ما يُعرف اليوم «بالتنظيم الدولي للإخوان».. والذي يقود مسيرته اليوم بعد المُرشد دولياً كما صرح به ويلمح إليه الكثير من منظريهم اليوم وعلى رأسهم المنظر المومياء «يوسف القرضاوي» بأن «خليفة المسلمين اليوم عملياً هو الرئيس التركي» طيب رجب أوردغان.!

القرضاوي الخَرِف، «الأب الروحي للجماعة» قال بالحرف في التاسع عشر من اغسطس 2014م في تسجيل موثق على اليوتيوب الى هذه اللحظة: أن الأمة كلها يجب ان تكون خلف «طيب رجب اردوغان» بل – ذهب عياذًا بالله الى التألي على الله -جَلَّ في عُلاه- وهو يُردف قائلاً: إن الله مع «اردوغان» وجبريل و صالح المؤمنين «.!! الأمر الذي أعتبره مُحللو الجماعات المتطرفة أنه «أمر بالإعاز علنًا وببيعة ضمنية لرعاع الإخوان في 72 دولة حول العالم  لبيعة» قيادة دولية» لرجل «الله معه وجبريل وصالح المسلمين» على حد زعمه.!

  • وقبل ان نعود لتفنيد ما أوصل إليه الأمه العربية والإسلامية من هلاك وتشرذم وضعف هذا الاردوغان بسياساته الرعناء، واحتضانه ودعمه وايوائه علناً لكل المطلوبين للعدالة في بلدانهم من المحيط الى الخليج، علينا في هذه المساحة تسليط الضوء على فكر «النشأة» وهشاشة «المعتقد» التي تجعل من الاخوان المتأسلمين يسّلمون رايتهم وبيعتهم ظاهرة وباطنة لرجل «علماني» تاجر وما يزال يتاجر بقضايا المسلمين والعرب ومطيته في ذلك الاخوان المنافقين.. رُعاعهم المفلسين.!
  • فتاريخياً؛ استغل المؤسس البائد حسن البنا، ضعف «البُنى التحتية» للمجتمعات العربية بدءًا بمسقط رأسه جمهورية مصر العربية وامتدادًا الى باقي الدول العربية التي كانت ترزح تحت ظلم «الترك وخصوصًا قبيل انهيارها إذن مرحلة عُرفت فيها الدولة التركية بدولة «الرجل المريض» ليوقّع مصطفى أتاتورك» شهادة وفاة الدولة «دماغيًا» بتوقيعه معاهدة «لوزان «مع الحلفاء.. مما حلمه على التنازل بمقتضاها عن باقي الأراضي غير التركية، ثم جرّد من لقب السلطان ثم ألغى الخلافة تماما سنة 1924 وبهذا سقطت الدولة العثمانية فعليّاً بعد أن استمرت لما يقرب من 600 سنة.!

• بعيد هذا التاريخ بأربع سنين «عجاف» ظهر الهالك «حسن البنا» بتأسيس جماعته التي توهم بعد الترويج لها بين العامة إلى انه «الخليفة المُجدد» للخلافة الاسلامية المسلوبة..  يقول حسن البنا في رسائله (رسائل حسن البنا ص 17) «إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا إلى (الخليفة) وشرطه الإمامة، فيقضي بينهم ويرفع حكمه الخلاف، أما الآن فأين الخليفة؟ وإذا كان الأمر كذلك فأولى بالمسلمين أن يبحثوا عن القاضي، ثم يعرضوا قضيتهم عليه، فإن اختلافهم من غير مرجع لا يردهم إلا إلى خلاف آخر»..!

• وكما اسلفت فان «الشعارات البراقة» خدمته بادئ الامر إن على مستوى – الديموغرافيا العربية أو الأجواء الجيوسياسية المُلتهبة دوليًا حينها – ليجد من السُذج من تنطلي عليه افكاره التي كان ظاهرها من قبله الرحمة وباطنها- الذي أثبتته الأيام – من دونه عذاب وويلات بات يدفع ثمنها الإسلام إلى يومنا هذا في عصر.. خليفتهم المزعوم «اردوغان».!

• والحقيقة التي لا مراء فيها، أن العنف وحبهم للدماء عند الإخوان المتأسلمين كان دائماً من صميم أهدافهم الاستراتيجية التي من خلالها تحكم علاقتهم مع باقي مكونات المجتمع، المجتمع «الكسيح» الذي احتواهم حينها لأسباب الضعف المتعددة الآنفة الذكر، فيما استخدموا منذ فترة التأسيس والى يومنا هذا سيكلوجية «المماينة والليونة والمهادنة « ظاهريا والنفاق بشكل خفي، لتغدو على الدوام تلك المماينات واخواتها الفاضحات.. مجرد تكتيك مرحلي ليس إلا.!

السيكولوجية التي أظهرت الوجه القبيح للإخوان والتي أفرزت فكراً لا يقبل إلا بـ «العنف» لفرض واقع لم يكن موجودًا الا في مخيلة قادتهم كالبائد سيد قطب ومن قبله المؤسس الهالك البنا اللذان جعلا من (الإخوان) فكرا وايدلوجيا أينما حلت وارتحلت «بقعة نتنة – أجّل الله القارئ الكريم – تفوح منها رائحة الدماء والدمار والموت وصولا لمبتغاهم الدنيوي القبيح.. دون هوادة.!

  • يقول سيد قطب في إحدى رسائله: «لنضرب، لنضرب بقوة، ولنضرب بسرعة، أما الشعب فعليه أن يحفر القبور ويهيل التراب». وهو بذلك يُظهر بل ويُحيي ويُشرعن وبجلاء ابجديات فكر سلفه حسن البنا «عليه من الله ما يستحق».!
  • ويقول عمر عبدالفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني وهو المرشد الثالث لجماعة الدم والارهاب والذي هلك عام 1986م وترجع أصوله من ولاية تلمسان الجزائرية، يقول لاتباعه «السُذج او المُعوزين غالبًا»: كنْ بين يدي مرشدك كالميت بين يدي مغسله!

• ليكون الهدف الأسمى للفرد المنتمي للجماعة بعد بيعة الإنقياد للمرشد هو اغتيال المعارضين وكل من لا يقبل ببيعة المرشد من السياسيين بالدرجة الاولى كهدف مرحلي يقوده اعتقاد جازم لتحقيق اهداف (الجماعة).!

• أهداف الجماعة التي يمكن تخليصها بعد دراسات متعمقة لافكارهم الشيطانية في ثلاثة أهداف رئيسة.. والتي لا يتأتى لكائن من كان سبر أغوارها حتى يُسلم عقله وقلبه وبالطبع دينه للمرشد:

  • اولاً: محاولة استعادة الخلافة .. وهي نغمة يدندن عليها السُذج من الاتباع وحقيقتها حب السلطة والنفوذ والتعطش للدماء من خلال سلاسل لا تنتهي من الاغتيالات السياسية والحزبية والطائفية منذ تأسيس الجماعة الدموية وإلى يومنا هذا.
  • ثانيًا: مواجهة التحديث أو التغريب.. وهو عنوان براق يسرق الباب السذج الذين ما لم تتاح لهم الفرصة لمعرفة أن اربابهم استغلوا تلك الشعارات كحروب نفسية تطوع نفوس المخدوعين بفكرهم وهم – اي الارباب – هم من يجيروا التحديث والتغريب لمقاربة الغرب والشرق على حساب دينهم ودنياهم والادلة والشواهد عديدة «فالمجوس والرافضة مثلاً  والترك العلمانيون اليوم هم الاقرب للجماعة في قطر وفلسطين «حماس» والاردن والكويت من المسلمين السنة أينما وجدوا.!
  • ثالثًا: التأكيد على أن ثمة طرقاً للخلاص من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية باعتناق فكر الجماعة القائم على نقض بيعة الحاكم الشرعي في جل الاقطار العربية والائتمام فقط بخليفتهم المزعوم الذي ظاهره دوما الصلاح وباطنه بات يراه رؤيا العين الصغير قبل الكبير من الكذب والخداع وتقديم التنازلات للأعداء وهدم ديار المسلمين وقتل شعوبهم وتشريدهم بأدواتهم كداعش والقاعدة وبقية الإرهابيين.

الى هنا نتوقف هذا الأسبوع لتسليط الضوء في مقالة الاسبوع القادم باذن الله على دور «الجماعة الدموية الإرهابية» ومن يقف على رأس هرمها في تشرذم المسلمين وضعفهم ودور عمالتهم ضد المسلمين وسياساتهم المتخبطة في هلالك ديار المسلمين وضياعها في سورية والعراق واليمن وليبيا.

إلى ذلكم الحين أترككم في رعاية الله وحفظه.

 

“جريدة الرياض”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

200 طالب وطالبة يتأهلون للمشاركة في معرض “إبداع 2025”

الخميس, 26 ديسمبر, 2024

هواتف لن يدعمها “واتساب” بداية من 2025

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

“واتساب” يتيح مسح المستندات ضوئيًا بكاميرا آيفون

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

بفوز كاسح … نجران إلى دور الثمانية في مسابقة فرسان التعليم

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً