عن الكاتب

لقد تمكن “ابن سينا” من علاج مريضه الّذي كان قد  أوشك على الموت، و تمكن “ابن سينا” من علاج هذا المريض بعدما عرف أن سبب علّته هو حالته النفسية الّتي أدت به إلى اليأس من الحياة، فلم يكن لعلة المريض سبب بدني، إنما كانت الأسباب النفسية سر مرضه.
وتظهر القصة إلى أي مدى كان مؤمنا بأن علل النفس قد تؤدي إلى علل البدن، وأن علاج النفس لا بد أن يؤدي إلى شفاء البدن في أغلب الأحيان، وهذه القصة بذاتها من أعظم الأدلة على تمكن “ابن سينا” من علوم النفس .

ومن أساليب الرازي العلاجية الإيحاء النفسي كطريقة علاج ويتضح في قوله ” ينبغي للطبيب أن يوهم المريض بالصحة فمزاج الجسم تابعا لأخلاق النفس .

كانت تلك الأمثلة دلالة على توضيح علل النفس وأنها مرض مسلّم به منذ القدم وأنه من مسببات الأمراض العضوية التي نؤمن بها وننكر أصلها وهو علة النفس ، ونسم مريض النفس ، بالمجنون أو ( الخبل ) ، لماذا مازلنا نخاف العلاج النفسي ؟ ، لماذا مازال الفكر السائد في المجتمع يرفض الإعتراف بالمرض النفسي؟
لماذا مازالت نطرتنا دونية لمن يأخذ العلاج النفسي؟ .

لماذا وزارة الصحة مازال إهمالها واضحا تجاه هؤلاء الشريحة المظلومة ؟ من مجتمعها ومن مصحات علاجها البدائية !!. والمصيبة في نوعيات العلاج المتاحة !! والتي تزيد الطين بلة ! .

نظرة المجتمع القاصرة لهذه الفئة كفيلة بإسقاط الجبال على هاماتها ، والمعضلة الكبرى في الخلط والتعميم والجهل المعرفي بمفهوم المرض النفسي ، وما تعارف عليه أن كل مرض نفسي ، يقود إلى الجنون ، وأن صاحبة خطر على محيطة ، وهذا الخطأ بعينه ، فحاله حال الأمراض الأخرى ، ولكن مايجعل حالة المريض تنتكس هما سببين أو معيارين : تعامل الصحة مع المرضى  بجهل أوضعف في إمكانياتها الطبية والعلاجية ؟؟ والمعيار الثاني قلة وعي المجتمع بماهية المرض النفسي ، وطرق التعامل مع مرضاه ، والسبب الرئيسي فكر الصحة الرجعي وإهمالها لهؤلاء المرضى بإعتبارهم عالة على كاهلها قبل مجتمعها .. ؟؟ .

لابد من إعادة هيكلة أفكارنا كمنظومات حكومية ومؤسساتية وجمعيات خيرية ، وكأفراد ضمن الفكر المجتمعي ومحاولة زيادة في التوعية والوعي الجمعي ، فمصيبة أن نجهل أهم جوانب نفوسنا ! ، والمصيبة الأعظم أن صروحنا العلمية والأكاديمية والتعليمية .. أيضاً تعمق جهلها بنفسها ، وتلغي ذلك من خططها المستقبلية في دعم التحول الحضاري في شتى مجالاته لتكون عثرة أمام مسئولياتها والأصل في وجود كيانها الوطني والقومي والمجتمعي .. !! .

.

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن المعادة فيها .. ترك ما فيها
إنما المكارم أخلاق ..  مطهرة
الدين .. أولها والعقل .. ثانيها

الامام علي عليه السلام .*

 

أ. حسين بن عبدالله آل صعب

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

بعد موافقة مجلس الوزراء.. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستعرض أبرز ملامح سلم رواتب الوظائف الهندسية

الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2024

المملكة تطلق للعالم “إعلان الرياض” لذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر ومؤثر لخير البشرية

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

استمراراً لتعزيز التجربة الرقمية التأمينات الاجتماعية تطلق خدمة مؤشر الالتزام للمنشآت

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

وداعاً زحمة الرياض

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً