عن الكاتب

كاتب "صحيفة المشهد الإخبارية"

 

يحتفلُ أكثر مِن ٤٢٢ مليون شخص يتحدثون اللُغة العربية باليوم العالمي للغة العربية ٢٠٢١ تحت شعار ” اللغة العربية والتواصل الحضاري ” والذي يُصادف 18 ديسمبر من كل عامٍ .
ولعبت المملكة دورًا كبيرًا في دعم اللغة العربية (لغة الضاد ) من خلال المطالبة باعتمادها رسميًا ضمن اللغات العالمية، مما أدى إلى إقرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتماد العربية لغة عمل في دورات المجلس التنفيذي بشكل رسمي وتقرر الاحتفال بها في 18 من ديسمبر من كل عام، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 المؤرخ في 1973 ، وتقرر بموجبه إدخال اللغة العربية لغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة مع اللغات ( الإنجليزية ، الفرنسية ، الإسبانية ، الروسية ، الصينية )
واحتفلت منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية منذ عام 2012، انطلاقاً من رؤيتها المتمثلة في تعزيز تعدد اللغات والثقافات في الأمم المتحدة، واعتمدت شعار اليوم العالمي للغة العربية الذي يرمي إلى توعية العالم بتاريخها المشرِّف وأهميتها العظمى وكانت أبرز محاور احتفالية اليوم العالمي للغة العريية :
2013 اللغة العربية والإعلام
2014 الحرف العربي
2015 اللغة العربية والعلوم
2016 تعزيز انتشار اللغة العربية
2017 اللغة العربية والتقنيات الجديدة
2018 اللغة العربية والشباب
2019 اللغة العربية والذكاء الاصطناعي
2020 مجامع اللغة العربية ضرورة أم ترف
2021 اللغة العربية والتواصل الحضاري .
أسماؤنا العربية لقاؤنا الأول بهويتنا التاريخية ، فاللغة العربية لاتحتاج إلى المراثي أو المدائح أو الحفاوة المؤقتة أو المبادرات الانتهازية ، هذه اللغة الخالدة لغة القرآن الكريم ، قال الله تعالى : { بلسانٍ عربيّ مُبين }
{ إنّا أنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

اللغة المُعجزة ذات البلاغة الآسرة ، والبيان الفاتن في مفرداتها ، وصورها ، وبحر كلماتها ، وسعة معاجمها ، وتراكيبها ، فنجد الشاعر حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
” لساني صارمٌ لا عيب فيه
وبَحري لا تُكدّره الدِّلاءُ ”
ويقولُ الشاعر حافظ إبراهيم :
” أنا البحرُ في أحشائهِ الدر كامنٌ
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي”

اللغة العربية لُغة البناء الثقافي واللغوي للأمم، ولغة التقارب الإنساني بين الشعوب ، ومن اللغات الجميلة التي اجتمع فيها جمالُ الخطِ ، وعذوبةُ الصوتِ ، ووفرة الألفاظ، ودقة المخارج، والسَّعة المعجمية .

واقترنت احتفالية اليوم العالمي باللغة العربية بأحد أجمل فنونها “الخط العربي” الذي سُجِّل مؤخراً على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي ؛ لتستكمل لغتنا دورها المحوريّ في إسهامات اللغة العربية التي نعتزُّ بأصالتها ، و نحتفل بعراقة تاريخها ، وجمال حرفها ، وقدرتها على مدّ الجسور وربط الشعوب .

هذه اللُغة التي مِن جمال لُطفها ألَّا يُقالَ للقلبِ فيها ( فؤاد ) إلاّ إذا سكن الحُب فيه ، وفعلا سكنت صدورنا ، وارتسمت جذور حروفها في راحة أيدينا ؛ فأضحت قُرّة العين ، وهواء الروح اللطيف في تفاصيل أيامنا .
وانطلاقا من اليوم العالمي للغة العربية نتوق أن نحترمها بالاستخدام في التواصل ، والتخاطب ، والتعليم ، والبحوث ، والمشاريع التجارية .
تحتاج إلى مُعلمين ، ومتخصصين ، وفتيةٍ ، آمنوا بأهمية اللغة العربية ؛ ليزدادوا إيماناً ، وصدقاً في خدمة لغة الضاد التي نزلت على خاتم الرُسل حبيبنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ورسالة السماء وعمارة الأرض .
ونتطلعُ إلى برامج ، وبحوث ، وثقافة تعالج الضعف اللغوي، والعزوف عن تعلم اللغة واستخدامها، تؤطر تأطيرا علميًا، لا مجرد ألفاظ تنطقها الألسن ، وتحسين العودة للكتابة ، والإملاء، والخط ، ومهارات التعبير في مراحل التعليم الأول ؛ لنصنع جيلًا قادرًا على بناء المستقبل ، وتكوين الشخصية القيادية لأُمةٍ تقرأ لغة الضاد المحفوظة بالقرآن الكريم .
فاللغة العربية لم تسقط (سهواً ) بين المتحدثين بها ، بل ترتفع (زهواً ) وجمالاً في كل يومٍ وبكل فخرٍ .

 

[“صحيفة المشهد الإخبارية”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

بعد موافقة مجلس الوزراء.. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستعرض أبرز ملامح سلم رواتب الوظائف الهندسية

الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2024

المملكة تطلق للعالم “إعلان الرياض” لذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر ومؤثر لخير البشرية

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

استمراراً لتعزيز التجربة الرقمية التأمينات الاجتماعية تطلق خدمة مؤشر الالتزام للمنشآت

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

وداعاً زحمة الرياض

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً