عن الكاتب

 

دقائق معدودة فقط وربما أقل ستفصل بين أن تكون إنساناً متفائلاً يدرك مواطن الخير ويعمل بموجبها، وبين أن تكون متشائماً يرى الشر في كل وقت ومكان وينجرف نحوه، بين أن تكون إنساناً إيجابياً يدرك قيمة نفسه وأهمية دوره في الحياة، وبين أن يكون سلبياً يرى أنه غير قادر على مساعدة نفسه والارتقاء بها فضلاً عن مساعدة الآخرين والإضطلاع بدوره ككائن حي، كرمه الله بالعقل وأوكل إليه مهمة عمارة الأرض.
ومع التطور الرهيب في العالم والتقدم المطرد في شتى مجالات الحياة؛ تغيرت الكثير من الأمور، وتبدلت الكثير من المفاهيم والأساليب الإيجابية لتحل محلها أخرى سلبية، ليس لسبب إلا لأن الناس لم يعودوا يتمسكون بالقيم والمبادئ الراسخة، وأصبح الميل إلى اللهو والمرح وعدم الجدية؛ فأفرزت لنا الحياة صنوفاً شتى من غريبي الأطوار وسقيمي الفهم.
وعندما ننتقد ذلك التحول الرهيب فإننا لا نقف في وجه الصناعات الجديدة والثقافة الرائجة، بل ندعم كل ما يصب في مصلحة العالم ويسهل من الأعمال ويقدمها بوجه مختلف، إننا لا يجب أن نكون مستهلكين في كل الأحوال كما هو الحال في كثير من الدول وبنسب طاغية، بل يجب أن تكون لنا بصمة في هذه الحياة، ووقفة أمام تطوراتها، يجب علينا أن نترك أثراً قبل أن نغادرها، على الأقل أن نذكر ونحن قد قدمنا ما يشفع لنا أمام الأجيال اللاحقة.
نحن لا ندعو بأن يكون جميع أفراد المجتمع علماء، ولا نطالب بأن يكون كل سكان الكرة الأرضية مخترعين ومبتكرين، ولا نؤيد ذلك الرأي الإقصائي والمعتمد على جانب كبير من المثالية الزائفة، ولكن من غير المنطقي أيضاً أن نشاهد ذلك التراجع الكبير في العالم بدون أن نحرك ساكناً، وبدون أن نقوم بأدوارنا الطبيعية كقادة رأي ومرشدين لغيرنا من الفئات المستهلكة، لأننا إن لم نقم بذلك فسيستمر التراجع ثم تعقد المؤتمرات وتطرح الأسئلة حول تلك الحالة التي تسببنا فيها بأنفسنا، ولم نقم قبلها بأدوارنا كما يجب.
إننا يا سادة بحاجة ماسة لأن نقرع الجرس قبل أن يدق الخطر ناقوسه، فنندم أيما ندم، ولست هنا متشائماً بل منبهاً لخطورة حالة قد أراها أخذت حيزاً أكبر، وربما يراها غيري لا تستحق الذكر، ولكن اسألوا أنفسكم لماذا تولدت لديكم الرغبة في الاستهلاك على حساب الفاعلية والتأثير وستدركون الإجابة حقاً.

 

أ.شويش الفهد

“صحيفة المشهد الإخبارية”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

الذكرى الثامنة لبيعة سمو ولي العهد : المشايخ ورجال الأعمال بنجران .. ثمان سنوات اتسمت بالإصلاحات الهيكلية والأهداف المرسومة والطرق الواضحة

الأربعاء, 26 مارس, 2025

فرع وزارة ” الشؤون الإسلامية” ينهي تجهيز 460 جامعًا ومصلى بالباحة لإقامة صلاة عيد الفطر المبارك

الثلاثاء, 25 مارس, 2025

أرامكو السعودية تكمل الاستحواذ على حصة 50% في شركة الهيدروجين الأزرق للغازات الصناعية

الإثنين, 24 مارس, 2025

مواجهات مثيرة.. مواعيد مباريات نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية

الإثنين, 24 مارس, 2025

الجهازان الطبي والفني بنادي الإتحاد يوافق على سفر حسام عوار .. وكادش سيكون جاهزًا للقاء الشباب

الأحد, 23 مارس, 2025

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً