صحيفة المشهد الإخبارية

حوار مسعدة اليامي- المشهد- نجران

تشتهر منطقة نجران بالعديد من المباني الطينية ذات العمق التاريخي وتعد تلك القصور المنتشرة في مواقع مختلفة

الشيخ علي بن حاسن المكرمي

بالمنطقة من المعالم السياحية الأثرية التي يقصدها السياح ومن تلك المباني الطينة التاريخية ذات التصميم الهندسي المتسم بالأصالة والعراقة قصر العان الذي يقف شامخ على الجبال الغربية بمنطقة نجران وهو مكون من أربعة أدوار ويحوي أربع وعشرون غرفة مزينة بالمقتنيات التراثية التي تشتهر بها منطقة نجران كما أنه يطل على الكثير من المعالم التاريخية والمناظرالطبيعية التي يستطيع الزائر مشاهدتها والتقاط الصور.يستقبل و يُنفذ القصر الكثير من المناسبات الوطنية ويقدمالعديد من الخدمات المعرفية عن القصر للوفود من السياح وطلاب العلم والباحثين وذلك بأخذهم في جولات تعريفية داخل القصر الذي تأسس عام 1100هـ ووضع حجر الأساس الشيخ محمد بن إسماعيل المكرمي. يأخذنا خلال هذا اللقاء الشيخ حسين بن عبد الله المكرمي في جولة حوارية حول قصر العانفإلى التفاصيل.

بمناسبة الاحتفال بيوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، ماذا تود أن تقول عن ذلك؟

يوم التأسيس السعودي هو مناسبة عظيمة نستذكر فيها ملحمة التوحيد والتأسيس التي قام بها الإمام محمد بن سعود رحمهالله قبل ما يقارب ثلاثة قرون. هذه الذكرى تؤكد العمق التاريخي والحضاري للمملكة، وتعكس مسيرة العز والكرامة التي توارثها أبناؤها حتى يومنا هذا. وهو يوم نفخر فيه بجذورنا الممتدة وتراثنا العريق، ونجدد الولاء والانتماء لقيادتنا الرشيدة، ونعمل على ترسيخ الهوية الوطنية للأجيال القادمة.

زوار اجانب للقصر

ما هي الفعاليات والبرامج التي تستعدون لتقديمها في يوم التأسيس السعودي في قصر العان؟

نحن في قصر العان نحرص على أن يكون لنا دور بارز في إحياء يوم التأسيس من خلال فعاليات متنوعة تشمل استقبال الزوار وتسهيل مهمتهم في تصوير فعالياتهم المختلفة التي تختص بيوم التأسيس

تاريخ قصر العان من حيث النشأة والترميم والمسميات؟

قصر العان هو أحد أقدم القصور الطينية في نجران، بني عام ١١٠٠ هـ وضع حجر أساسهُ الشيخ محمد بن اسماعيل المكرمي ، وهو شاهد على عراقة العمارة الطينية في المنطقة. القصر يتميز بموقعه المرتفع وتصميمه الفريد الذي يعكس هوية نجران التراثية. تمت عمليات الترميم للمحافظة على القصر وإعادته لحالته الأصلية بدعم كبير ومستمر من الشيخ علي بن حاسن المكرمي تماشيا مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ بدعم كلالقطاعات ومنها القطاع السياحي الاثري وتحسين جودةالحياة، وذلك باستخدام مواد تقليدية لضمان الحفاظ علىطابعهِ التراثي. أما عن المسميات، فـ”العان هو الاسم القديمالذي اشتهر به القصر، فيما يُعرف أيضًا بـ”سعدان ” اسم مجازي اطلقه عليه ملاكه لجَلْبهِ السعادة لهم حين بُني. واسمهالحقيقي (قصر العان)

من أين اقتنيتم المقتنيات التراثية داخل القصر؟ وهل كانت المرأة في تلك الحقبة تصنع الأدوات المنزلية؟

المقتنيات الموجودة في القصر تم جمعها من أهالي المنطقة الذين حرصوا على الحفاظ عليها، ومن الأسواق التراثية التي لا تزال تحتفظ ببعض الأدوات التقليدية القديمة. وبلا شك، كان للمرأة دور كبير في صناعة العديد من الأدوات المنزلية، مثل السلال المصنوعة من سعف النخيل، وأواني الطين، والنسيج اليدوي المستخدم في صناعة الملابس والبُسط.

قصر العان حظي بتغطيات إعلامية متعددة، ماذا تقول عن ذلك؟

نحن نقدر اهتمام الإعلام بقصر العان، فكل تغطية تسهم في نشر الوعي حول أهمية المحافظة على التراث. الإعلام شريك أساسي في إبراز الهوية الوطنية وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم، وقصر العان بما يحمله من قصص وتاريخ يستحق أن يكون حاضرًا في الإعلام المحلي والعالمي.

ماذا عن الزوار وأعدادهم؟ وكيف يتم التعامل معهم؟ ومن أبرز الشخصيات التي زارت القصر؟

يستقبل القصر أعدادًا متزايدة من الزوار من مختلف الشرائح، من طلاب المدارس إلى الوفود الرسمية والسياح الأجانب. يتم التعامل مع الزوار بحفاوة وتعريفهم بتاريخ القصر بطريقة تفاعلية تضمن لهم تجربة غنية. ومن أبرز الشخصيات التي زارت القصر معالي وزير الإعلام السابق عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والإعلامية المحلية والدولية.

ما هي الخدمات التي تقدمونها للطلاب والمهتمين بالتاريخ والتراث؟

نحرص على تقديم جولات تعريفية خاصة للطلاب والباحثين،

هل يوجد في القصر مكان يعرض الألعاب الشعبية القديمة؟

نعم، لدينا مساحة مخصصة للألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديمًا، مثل لعبة “الرزفةو”والزامل” وعروض الخيل وغيرها، حيث يتم تعريف الزوار بها وتشجيع الأطفال على تجربتها لاستشعار جزء من التراث الحيّ.

هل لكم مشاركات في المناسبات التراثية على مستوى المملكة والخليج؟

اسعدنا اختيار قصر العان من ضمن مجموعه القصور الاثرية في جناح المملكة في اكسبوا دبي العام الماضي كما نقوم بالاحتفالات باليوم الوطني في ساحات قصر العان, بإذن من الجهات الرسمية إذا سمح لنا بذلك

هل يحتاج التراث الشفهي في قصر العان إلى التوثيق في كتب تُعنى بالأدب والثقافة؟

بالتأكيد، فالقصص والروايات الشعبية التي كانت تتداول في القصر تعد ثروة ثقافية لا تقدر بثمن.

هل هناك خطة لإضافة لغات أخرى إلى كتيب قصر العان؟

نعم، نحن نطمح إلى توسيع نطاق الترجمة ليشمل لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والصينية، وذلك لتعزيز التجربة السياحية لزوار القصر من مختلف الجنسيات، خاصة مع تزايد أعداد السياح الأجانب المهتمين بالتراث السعودي.

هل ترون أن المنطقة بحاجة إلى مرافق سياحية مثل الفنادق والمقاهي وقاطرة معلقة (تلفريك) تربط القصر بقلعة رعوم؟

هذا الاقتراح مهم جدًا، فوجود مرافق سياحية متكاملة سيعزز من جاذبية المنطقة، كما أن مشروع “التلفريك” سيربط بين معلمين بارزين، مما يسهم في تحسين تجربة الزوار ويوفر لهم الوقت والراحة، ونتمنى أن يُؤخذ هذا الاقتراح في الاعتبار ضمن مشاريع التنمية المستدامة في نجران.

كيف استطاع الإنسان في الماضي ترويض الجبال بأدوات بسيطة؟ وماذا تقول عن عزيمة الأجيال السابقة؟

أجدادنا كانوا رجالاً صلبين واجهوا الطبيعة بقدراتهم وإبداعهم، فبنوا منازلهم وحفروا الآبار وشقوا الطرق الجبلية بأدوات بسيطة ولكن بعزيمة لا تلين. ما قاموا به هو درسٌ للأجيال الحالية في الصبر والإصرار، ونؤكد على ضرورة الاستفادة من هذه القيم في مواجهة تحديات العصر.

الكلمة الأخيرة لك، ماذا تود أن تقول؟

أشكر كل من يهتم بالتراث ويسعى للحفاظ عليه، وأدعو الجميع إلى زيارة قصر العان والتعرف على تاريخه العريق. كما أؤكد على أهمية غرس حب التراث في نفوس الأجيال القادمة، لأنه جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية, وشكرًا لكم على هذا اللقاء المثري.

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

‏شهر رمضان و آكلي اللحوم !

السبت, 15 مارس, 2025

“هيئة النقل”: غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

بتوجيه من سمو ولي العهد.. المملكة تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في جدة

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

سفير التعاونيات ووحدة الخلايا الجذعية اللواء م قناص آل سوار ل “صحيفة المشهد الإخبارية”: مرض السرطان سلب مني والدي وأنتزع من أعماقي أمي وهذه احدث المشاريع لمساعدة مرضى السرطان

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

المملكة تحتفي اليوم بـ”يوم العلم”.. اعتزازًا بقيمه الوطنية

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

ألبوم الصور

كتاب الرأي

اضف تعليقاً

أخبار ذات صلة