صحيفة المشهد الإخبارية
.
.
— صحيح الأخدود تفتقر الى كثير من الخدمات وقد تم تكثيف عمل فرق التنقيب لزيادة المكتشفات الأثرية، وبالتالي تهيئة الموقع للزوار بشكل أكبر
— أسعار الفنادق في أغلب مدن المملكة أقل من دول الخليج مثلا، ولكن ما يؤدي إلي ارتفاع الأسعار في بعض المدن أو الأوقات هي الموسمية الحادة
— لايوجد لدينا إشكالية ثقافية في التعامل مع السائح الأجنبي
— مايوجد بنجران من مشاريع ليس كافياً والموضوع يجب أن يتكامل من أبعاد أخرى مثل تطوير المواقع الأثرية والطبيعية والمتاحف والفعاليات والمهرجانات
— لسنا بحاجة ونجران كذلك إلى روايات مشوشة على التاريخ العريق لهذه المنطقة التاريخية.
.
السياحة سفير الشعوب إلى الشعوب، وواجهة الدولة، ومصدر أساسي للدخل، وعلامة على جودة التنظيم والدعاية، ومقياس لجودة البنى التحتية بما تعكسه من إقبال السائحين. عن تلك النقاط وعن السياحة في المملكة حاضرها ومستقبلها بصفة عامة وفي منطقة نجران بصفة خاصة التقت “نجران نيوز” من خلال مجموعة نجران نيوز على الواتس آب بالدكتور وليد بن محمد كساب الحميدي نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع المناطق والحاصل على درجة الدكتوراه في التخطيط العمراني، ليحدثنا عن الواقع والمستقبل وأبرز التحديات وخطط السياحة الطموحة في المملكة، إلى نص الحوار :
* نبدأ بما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن المشهد السياحيبالمملكة وأن هناك بطئاً في مسيرته رغم ما ينفق ويخصص له في الميزانية. ما سببهذا البطء الذي يراه البعض.. وهل هي المقومات أم هناك معوقاتأخرى؟
– لا أعتقد أن هناك بطئاً ولكن بسبب عوامل عدة قد يحدث هذا الانطباع، مثلا مساحة المملكة الشاسعة وحداثة تأسيس هيئة السياحة، فهذه أمور تؤدي لهذا الانطباع.
* الجهات الرسمية المعنية بالسياحة تلعب دورا رئيسيا في تقدم السياحة سواء بالتمويل والمشاركة أو تسهيل التمويل أو الحصول على مواقع مناسبة للاستثمار السياحي.. هل هناك برنامج واضح للهيئة بهذا الخصوص، وما نصيب نجران كونها منطقة سياحية؟
– هناك مسارات واضحة اعتمدت وجارٍ إنجازها، وهناك مسارات جارٍ الإعداد لها، ومسارات تحت الدراسة والاعتماد لدي الجهات العليا في الدولة. وكذلك فإن مسار تحديد المواقع السياحية الصالحة للاستثمار يسير بشكل جيد في أغلب المناطق، وأيضا التمويل تم وضع اللمسات الأخيرة مع بنك التسليف فيما يخص الأعمال البسيطة، وأيضاً المشاريع الكبيرة والمتوسطة ما زال مسار التمويل ينتظر اللمسات النهائية مع وزارة المالية.
* كيف ترى ثقافة المجتمع في التعامل مع السائح الأجنبي، وهل تواجه الهيئة معوقات في جذب السائحين من الخارج؟
– لا أعتقد أننا لدينا إشكالية ثقافية في التعامل مع السائح الأجنبي، ولكن هل نحن جاهزون لاستقبال السائح الأجنبي بكل تبعاته الثقافية والاجتماعية، الأهم في نظرنا أن يتمكن السائح السعودي من زيارة مواقع الجذب السياحي في مناطق المملكة سواء الطبيعية أو التراثية أو الأثرية أو الحضرية، وأن يجد بها الخدمات والفعاليات التي تمكنه من خوض تجربة سياحية متميزة تبقى في ذاكرته.
* هناك من يرى أن هروب السائح السعودي للخارج إنما يترجم الواقع الذي يعانيه داخل الوطن كغلاء الأسعار في مقابل نوعية الخدمة، وعدم وجود أماكن تلبي جميع الرغبات بشتى أنواعها.. كيف ترون ذلك؟
– طبعا أن يذهب المواطن السعودي للسياحة في الخارج فهذا من حقه، ولكن نطمح أن يوازي ذلك نشاط في السياحة المحلية أيضا. وقضية غلاء الأسعار في أغلبها مبالغ فيها فأسعار الفنادق في أغلب مدن المملكة أقل من دول الخليج مثلا، ولكن ما يؤدي إلي ارتفاع الأسعار في بعض المدن أو الأوقات هي الموسمية الحادة التي تعاني منها أغلب مدن المملكة التي تستقطب السياح في موسم الإجازات خاصة الصيفية.
* في منطقة نجران وخلال ثلاث سنوات ارتفع عدد الفنادق من 6 إلى 22 فندقاً، والشقق من 66 إلى 142، وتم الترخيص لثلاث شركات سياحية وإعداد 13 مرشداً سياحياً. هل ترى أن هذا العدد كافٍ لمنطقة كبيرة مثل منطقة نجران؟
– بالتأكيد ليس هذا كافيا ولكنها بداية رائعة بالنسبة للثلاث السنوات الماضية، والموضوع يجب أن يتكامل من أبعاد أخرى مثل تطوير المواقع الأثرية والمتاحف والطبيعية والفعاليات والمهرجانات بالإضافة إلي منظمي الرحلات والمرشدين والترويج والطيران والطرق وخلافه.
* هل يوجد شراكات بين الهيئة والأمانات بالمناطق بحيث يتم توفير أراض لتنفيذ المشاريع السياحية، وهل تتدخل الهيئة لمساعدة القطاع الخاص للحصول على مواقع استثمارية؟ وأيضاً هل هناك شراكة مع الدفاع المدني بشأن توفير أدوات السلامة والرقابة على دور الإيواء ومشاريع الترفيه؟
– لدى الهيئة والأمانات شراكات يحق لنا جميعا أن نفخر بها، ووصل حجم المشاريع ذات الطابع السياحي التي تنفذها الأمانات إلى أكثر من ملياري ريال للعام المالي الماضي، كما أن الدفاع المدني يعمل بشراكة متميزة وفعالة مع الهيئة بخصوص الرقابة والتفتيش علي الفنادق والشقق المفروشة للارتقاء بمستوى السلامة والجودة.
* مدينة الأخدود تفتقر إلى كثير من الخدمات، كتنظيم التنقل ووجود الاستراحات وأماكن الترفيه، متى نرى التطوير الحقيقي للمدينة؟
– هذا صحيح، والحمد لله بتوجيه من سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة وبطلب من صاحب السمو الأمير مشعل بن عبد الله حين كان أميرا لمنطقة نجران تم تكثيف عمل فرق التنقيب لزيادة المكتشفات الأثرية، وبالتالي تهيئة الموقع للزوار بشكل أكبر مما سيتيح تطوير الموقع لاستقبال الزوار بشكل أكبر وأفضل ليكون حجم الفائدة من زيارة الموقع تثري الزائر بمعلومات ومشاهدات لا تنسى.
* السياحة واجهة مهمة للدولة، ما الخطط التي أعدت لدعم السياحة ونشرها بالخارج كما نري الإعلانات لدينا عن السياحة بمصر وتركيا ودبي وغيرها؟
– مرة أخرى في هذه المرحلة، التركيز هو علي السائح السعودي، وتهيئة الفرصة له ليتعرف علي وطنه والمواقع التاريخية والثقافية التي تروي تاريخ الأجداد والملاحم الوطنية التي حدثت علي ترابه.
وفيما يخص السائح الأجنبي، تم الاتفاق مع وزارة الحج والداخلية والخارجية هذا العام لاستقطاب جنسيات محددة من المعتمرين لشراء برنامج سياحي لزيارة المواقع السياحية في جميع مناطق المملكة بعد فراغه من أداء العمرة.
* تحظى بعض مناطق ومحافظات المملكة بمدن ألعاب متكاملة تضم جميع الوسائل الترفيهية والملاعب الخضراء، هل يوجد مخطط لإنشاء مثل هذه المدن في منطقة نجران؟
– مثل هذه المشاريع يتم تنفيذها من القطاع الخاص ويكون دور القطاع الحكومي المساندة بتوفير الأرض والبنية التحتية والتمويل، فإذا وجد المستثمر الراغب في إنشاء هذا المشروع فإن الهيئة والأمانة وباقي القطاعات الحكومية ستقدم له كل الدعم الذي يحتاجه لإقامة مشروعه.
* لماذا لا تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تسجيل مدينة الأخدود الأثرية ضمن مواقع التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو؟
– موقع الأخدود من أهم المواقع الأثرية في المملكة، ولكن الموضوع يخضع لقائمة من المواقع تحت الدراسة لتحديد الموقع الذي يمكن ترشيحه للتسجيل، والذي يتطلب شروطا معينة يجب أن تتوفر بالموقع حتى يمكن قبوله في المنظمة، وحاليا الجهود منصبة لإنهاء تسجيل موقع جدة التاريخية لهذا العام، والذي سيتم التصويت عليه الأسبوع القادم ونتمنى أن تفوز جدة التاريخية بهذا الاعتراف الدولي.
* هل تؤيدون بعض الآراء التي تقول إن الطقس عامل مؤثر في خفض السياحة الداخلية والخارجية؟
– فعلا للطقس دور في تنمية السياحة ولكن ليس بالمطلق، فهناك مدن طقسها حار ومزدهرة سياحيا، الأهم توفر البنى التحتية ووجود الفعاليات والمعارض والمنتزهات والحدائق وغيرها.
* البنى التحتية الداعمة للسياحة في نجران.. برأيكم هل تحتاج إلى مزيد من الدعم كالمطارات والطرق وغيرها؟ وهل هناك شيء مستهدف في هذا الشأن لخدمة السياحة بالمنطقة في المستقبل القريب؟
– نجران حققت نموا كبيرا في البنية التحتية السياحية فأصبح لديها مطار حديث من أجمل المطارات بالمملكة، وطرق رئيسية وفنادق تصل إلى ٢١ فندقا ووحدات سكنية تفوق ١٣٧ وحدة وأكثر من ٢٠ وكالة سفر وسياحة و٣ شركات لتنظيم الرحلات السياحية وعدد ١٠ مرشدين بالإضافة إلى وجود مقومات سياحية نادرة أثرية وتراثية وطبيعية، كما أن المجتمع النجراني يساعد على استقطاب السياح فهو مجتمع مثالي في ذلك.
* وعي المواطن بأهمية السياحة الداخلية وأهمية اﻵثار إلى أي مدى وصل وما الخطوات التي تتخذونها لزيادة هذا الوعي؟
– المواطن هو هدف لهيئة السياحة وهناك برامج توعوية لزيادة الوعي لدى المواطن بأهمية السياحة الداخلية، ولعل العبارة الشهيرة لسمو رئيس الهيئة عندما قال يجب على المواطن أن يعيش وطنه لا أن يسكنه فقط، وهنا انطلقت عدة برامج لعل أهمها برنامج “عيش السعودية”.
* وكيف ترون وتقيمون التعاون الإعلامي مع الهيئة في هذا المجال؟
– العلاقة مع الإعلام مميزة ونعتبره أساسياً في مجال التنمية السياحية بالمملكة.
* وسائل التواصل الاجتماعي.. هل تسعى الهيئة لاستثمارها في التواصل وزيادة الوعي بالآثار والسياحة الداخلية؟ وهل تمتلك الهيئة حسابات رسمية على مواقع التواصل؟
– وسائل التواصل الاجتماعي مهمة والهيئة سباقة في هذا المجال ولها عدة مواقع تواصل اجتماعي، كما أن غالبية الفروع لها حسابات خاصة ومنها موقع “اكتشف نجران”.
* المعارض الداخلية والخارجية عامل مهم لتنشيط السياحة وزيادة الوعي بالآثار.. ما أبرز جهود الهيئة في هذا الجانب؟
– الهيئة حريصة على تنمية سياحة المعارض والمؤتمرات ولعل البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات الذي خرج من الهيئة ويرأس لجنة الإشراف عليه سمو رئيس الهيئة لخير دليل على نمو هذا التوجه للاستفادة من هذا المسار.
* مؤخرا ظهرت أبحاث تاريخية يتبنى أصحابها نظرية أن نجران مهبط التوراة ومهد المسيح، كالدكتور فاضل الربيعي من العراق والباحث الفلسطيني أحمد الدبش، لماذا لا تسعى الهيئة إلى دعم هذه اﻷبحاث التي من شأنها تعزيز المكانة التاريخية واﻷثرية لنجران بعد التأكد من صحتها؟
– نجران غنية بتاريخها ويكفيها فخرا أخدودها الذي ورد في القرآن الكريم، ولسنا بحاجة ونجران كذلك إلى روايات مشوشة على التاريخ العريق لهذه المنطقة التاريخية.
* طُرحت قبل عدة أعوام فكرة مشروع سياحي يربط منتزه الملك فهد بمدينة اﻷخدود بواسطة قطار سياحي وإنشاء مدينة ترفيهية داخل المنتزه، ماذا جرى بشأنه، وإذا ألغي فما هو البديل؟
– أمانة منطقة نجران لديها خطط طموحة في التطوير ومن ضمنها تطوير منتزه الملك فهد، ولدينا معها تعاون بناء وطرحت فرصا استثمارية منها مدينة ترفيهية ونتوقع مستقبلا الربط بين المنتزه وموقع الأخدود ببرامج تخدم السياحة بالمنطقة بالتعاون مع الأمانة.
* منطقة نجران تزخر كما تعلمون بالكثير من الأماكن التاريخية والأثرية، ما الذي تعمله الهيئة لتطوير هذه الأماكن وماذا تريدون قوله لشباب وشابات المنطقة؟
– المنطقة غنية بمواقعها الأثرية وتقوم الهيئة بتنفيذ عدد من الأعمال منها تسوير الأخدود، توسعة متحف نجران وممرات مشاة داخل الموقع، ومقهى ومطعم تراثي، وتهيئة آبار حما وبئر الحصينية، وترميم المدرسة الأميرية وغيرها من الأعمال، بالإضافة إلى العمل مع الشركاء بالمنطقة حول التراث العمراني والحرف اليدوية والتراث الشعبي وتطوير الوسط التاريخي الذي تنفذه الأمانة برؤية مشتركة مع الهيئة.
أما كلمتي لشباب وشابات نجران فأقول أنتم أساس التنمية، وجهودكم وتعاونكم مع الهيئة وحضور الفعاليات مقدر وملموس ونحتاج أن تزودونا بما تودون فنحن نعمل من أجلكم وبكم.
نيابة عن إدارة صحيفة نجران نيوز الالكترونية و مجموعة نجران نيوز على الواتس آب وقراء ومتابعي الصحيفة نشكر سعادة الدكتور وليد الحميدي على تواجدة معنا بالقروب وإجابته على كل ماطرح من اسئلة واستفسارات حول السياحة ومستقبلها بالمملكة فله كل التحية والتقدير .