عن الكاتب
فلو كنت مسؤولا عن التعليم لجعلت الحصول على رخصة معلم أصعب من الحصول على رخصة طبيب.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لمنحت المعلم مكانة الوزير وحصانة الدبلوماسي.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لحاولت بكل ما اوتيت من صلاحية أن تكون بيئة المدرسة اكثر جذبا للطالب من المنزل.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لأشبعت المناهج الدراسية بمباديء السلام والتعايش والوسطية والتسامح والإيثار والحوار وتقبل الرأي الآخر.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لأفرغت محتوى المناهج المدرسية تماما من كل ما يدعو إلى التمييز والعنصرية والطائفية والإقصاء والنبذ والتطرف في الفكر والرأي والعمل.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لأستبدلت عملية حشو عقول الطلاب بالمفاهيم النظرية والمواضع الجدلية والأفكار المجردة، بدريبهم على مهارات التجريب والاستنباط والإستقراء وأساليب التفكيرى العلمي في حل المشكلات.
ولوكنت مسؤولا عن التعليم لادخلت مادة المواطنة لتعزيز العضوية الفاعلة في المجتمع وما يترتب عليها من حقوق وإلتزامات؛ ومادة الأخلاق لترسيخ الآداب العامة، وتنمية حب العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، وثقافة الإختلاف وأدب الحوار، وآداب الأكل والشرب والتعامل مع الآخرين، وثقافة الشكر والثناء على الغير والحفاظ على الممتلكات العامة والمساهمة في نظافة البيت والشارع والمدرسة والحي والقرية والمدينة؛ ومادة لتفعيل مهارات التواصل وتطوير الذات؛ وكذلك مادة تتضمن قوانين المرور وقواعد الأمن والسلامة والصحة العامة.
ولوكنت مسؤولا عن التعليم لسعيت أن تكون مخرجات التعليم ملاءمة لمتطلبات سوق العمل وإحتياجات المرحلة الراهنة.
ولو كنت مسؤولا عن التعليم لأشركت أولياء الأمور وأرباب العمل والقطاع الخاص في الإشراف على التعليم وصياغة أهدافه وتخطيط وتنفيذ العملية التعليمية والتربوية.
ولو سألتموني عن مدى إمكانية تحقق مثل هذه الأفكار، لقلت لكم أن كل ما ذكرته أعلاه لا يعدو كونه أدغاث أقلام أتمنى أن يتحقق بعضا منها أو جلها إن لم تكن كلها في المستقبل القريب او البعيد بإذن الله.
في الحقيقة هذا ما يجب أن يكون عليه التعليم في بلادنا.
كم أتمنى أن أنام و أستيقظ لأراك على كرسي وزير التعليم يا دكتور خالد. لتطبق أدغاث قلمك.
الوصول لتلك المكانة حق مشروع لكل الكفاءات من أبناء الوطن. سر على الطريق و اشحذ الهمم. من يعلم ربما تصل يوما ما. عندها سأكون أول من يطالبك بتطبيق ما كتبت.
أفكار جميلة والغريب أنها ما يجب ان يبنى عليه التعليم في اي مكان، سبحان الله كيف اصبحت أحلام لدينا!