عن الكاتب
شاعر بلا حدود @mal7mran
ما أن يهلّ هلال شهر رمضان المبارك ، إلا وترى المحلات التجارية ، وخصوصا قسم المواد الغذائية ، و الأواني المنزلية ، وكذلك محلات بيع اللحوم .
تتسابق في عمل دعايات ، و خصومات ، وكذلك احتكارات لبعض المنتجات ، وكل ذلك من أجل بيع أكبر كمية للمستهلك الرمضاني الغير واعي بشعيرة الصيام .
فالصيام من أفضل العبادات والتي قال فيها الله في حديثه القدسي : ( كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ) وهذا دليل على قوة الاتصال مع الله ، عندما يكون الجسم مرتاح من دخول المأكولات إليه وانشغاله بها ، وكذلك عندما تكون النفس مرتاحة من السيئات ، التي بينها وبين الآخرين ، ومهتمّه بالتزكية التى فيها فلاحها .
فمن المفترض أننا في الشهر الكريم ، نقتصد في الأكل وخصوصاً أكل اللحوم الحيوانيه ، ونبتعد نهائياً عن أكل اللحوم البشرية !
فاللحوم الحيوانيه وللأسف الشديد تُعد المنتج الأول استهلاكاً في شهر رمضان ، ولو أجرينا إحصائية على عدد الذبائح لوجدنا أنها تعادل ما يُذبح في ستة أشهر مجتمعة طوال العام !
فهنا إسراف جماعي ، وكذلك عدم وعي صحي ، لأننا لو أجرينا كذلك فحوصات مخبرية لوجدنا أن هناك زيادة في معدلات الإصابة بأمراض السكري ، والسمنة والنقرس ، والسبب الرئيسي هو : الإسراف في أكل اللحوم في شهر كان من المفترض أن يكون شهر الصحة والانطلاق !
فمن الضروري أن ندرك الغاية والحكمة من شعيرة الصيام ، ومالها من إحداث تطهير روحي بصومك عن أكل لحوم البشر من غيبة ونميمة وظن سوء وبهتان ، وأكبر دليل فضل ( الاعتكاف ) ، لأنّ في الاعتكاف فردانية ، وحضور بوعي مع الخالق سبحانه ، وقطع لجميع العوالم المادية ، والولوج في عالم روحاني ، ولكن للأسف الشديد حتى الاعتكاف صار أكل ، وأحاديث عند الغالبية ، وأنا هنا لا أعمم ، وإنما أقول الغالبية العظمى هذا من جهة .
ومن جهةٍ أخرى فهناك تطهير جسدي بصيامك عن الأكل والشرب ، ثم التعوّد عليه طوال اليوم ، وليس بالنهار فقط !
وهذا ما جعل الرسول الكريم صلوات الله عليه يقول ( صوموا تصحوا )
فالأصل في الصيام هو التطهير الجسدي والروحي ، وكذلك إعادة برمجة الجسد ، والعقل ، والروح .
فلا تفوتوا الفرص !
#اضاءات
محمد بن حمران
“صحيفة المشهد الإخبارية”