عن الكاتب
لعل من أبرز المهام التي يضطلع بها الإعلامي الحقيقي هي مهمة إبراز الجهود التي تقوم بها قيادة بلاده، وتوعية الناس بأهمية الدور العظيم الذي تؤديه، فهي مهمة عظيمة وأمانة كبيرة لدى كل من اختار الإعلام مهنةً له، وخصوصاً أولئك الذين يمتلكون منابراً يعبرون من خلالها عن أفكارهم وآرائهم بشكل واضح، وقد منّ الله علينا في هذه البلاد العظيمة بنعمة القيادة الحكيمة، التي وإن تحدثنا عن جهودها فسنظل مقصرين، وقد وجدت نفسي منحازاً بمحض إرادتي لهذا المنهج العظيم، والذي أراه امتداً لمنهجي السابق في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، فعندما أرى القرارات التطويرية والخطوات التصحيحية، والمعالجة السريعة التي يتم اتخاذها بشكل متوال، أجد نفسي مرغماً على الإشادة بها والحديث عنها.
وكيف لا أكون كذلك وأنا أجد كل ما يختلج في نفسي من ملاحظات وأفكار تطويرية؛ يتم تطبيقها على أرض الواقع من قبل القيادة الحكيمة في بلادي، وللدلالة على ذلك فقد لاحظ الجميع الارتفاع الكبير في أسعار العقارات والإيجارات في المدن الكبرى ومن بينها مدينة الرياض، وتساءل الناس عن أسباب ذلك الارتفاع، وكلٌ أدلى بدلوه من أجل المشاركة في وضع الحلول المناسبة لتلك القضية، لتأتي القيادة وكما هو متوقع بحزمة من القرارات الضابطة للسوق العقاري، حيث أعلن سمو ولي العهد حفظه الله عن إطلاق منصة التوازن العقاري، ثم أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن رفع الإيقاف عن 33 كم2 من الأراضي في غرب الرياض؛ لاستفادة المواطنين منها عن طريق تملكها والبناء عليها، وكذلك القرار الذي وجه بتنفيذه سمو ولي العهد، بإيقاف الزيادة السنوية في قيمة الأجرة السنوية للعقارات لمدة 5 سنوات.
وعندما أتحدث عن هذه القرارات فلن أنسى القرارات السابقة في القطاع العقاري والسكني تحديداً، حيث تم إنشاء وزارة الإسكان وتطوير نظام صندوق التنمية العقارية، وتعديل بعض الأنظمة واللوائح بهدف تسريع وتيرة التملك للمواطنين، وعلينا كذلك عند مناقشتنا لأسباب ارتفاع أسعار العقارات، أن ندرك المكانة السياسية والاقتصادية لبلادنا؛ التي تجعلها مقصداً للكثير من طالبي العمل والعمال من خارج البلاد، وكذلك لوجود الجامعات والمستشفيات الكبرى ومختلف القطاعات الحكومية؛ التي تجعل المدن الكبرى خياراً مفضلاً للطلاب والموظفين والمراجعين، فضلاً عن المشاريع العملاقة التي دشنت بعد إطلاق الرؤية المباركة؛ والتي كان من نتائجها كثرة الطلب على المنتجات العقارية في مدينة الرياض تحديداً.
ويروق لي الحديث مجدداً عن مجال التنمية البشرية وتطوير الذات في هذا المقال، لأؤكد على أن ما تشهده دولتنا المباركة من حراك تنموي كبير هو في مصلحة الجميع، وقد لا يدرك ذلك من تعودوا على الشكوى والتذمر منذ نعومة أظفارهم، وعليهم الآن أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا يقيناً أن ما يرونه من ملاحظات وآراء هي في عقل المسؤول ومحور اهتمامه، وأن تلك السلبيات التي يتحدثون عنها قد تحمل في طياتها من الإيجابيات الشيء الكثير، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين على ذلك بقوله: “نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات ممّا يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد”، كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق، لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل”.
أ. شويش الفهد
“صحيفة المشهد الإخبارية”










