عن الكاتب
بالأمس وردتني رسالة واتساب من الفنان التشكيلي / مانع صيصان تحتوي على رابط لمقال صحفي بعنوان(الكاتبة خامسة آل فرحان … تكتب عن نجران والفن التشكيلي),أرسله مانع لمعرفته بصلتي بمسابقة الفن التشكيلي(ملحمة الأخدود الفنية)ولمعرفته أيضاً باهتمامي بالنقد البناء وبحثي الدائم عن الناقد الإيجابي الذي يبني ولا يهدم,والذي يغذّي ويشجّع ويوجّه أي مبادرة جيدة ولا ينقض عليها لوأدها في مهدها.فالناقد ينبغي أن يستشعر دوره في عملية البناء والتنمية في أي مجال,وأن يتزوّد بالمعلومات الصحيحة التي تؤهله لممارسة النقد في الموضوع الذي يستهدفه,فلا يعتمد على الشائعات والأقاويل المضللة,وأن يفتّش عن مكامن القوة والضعف,وعن مواطن الجمال والقبح ليساهم بذلك في تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات وفي الارتقاء بالأعمال والذائقة الفنية المجتمعية إن كان ينقد في مجال الفن.فلا أحد منّا فوق النقد والكمال لله وحده.
.
وبعد أن اطلعت على المقال المذكور أصبت بخيبة أمل كبيرة وذلك لكثافة المغالطات الواردة فيه ولسطحيّة النظرة النقديّة.فقد ركزت الكاتبة على إجراءات التنظيم والتقييم وغفلت عن أمور كثيرة منها مخرجات المسابقة..الظروف المحيطة بها ..الإمكانات التي تمت بها..تفاعل المجتمع..الحراك الفني….كما أنها لم تفرّق بين العمل المؤسسي للمنظمات الرسمية المعنية بالفن والفنانين وبين العمل التطوعي الذي يتجشّم عناءه الأفراد بإمكانات محدودة وفي بيئة غير مشجعة!
.
أنا لا أعرف الأخت الكاتبة إلا من خلال هذا المقال الذي سأضطر لتشريحه باعتباره مثالاً للنقد (السلبي) بمعزل عن شخصية الكاتبة التي أكن لها ولغيرها وافر التقدير والاحترام.
.
تقول (الناقدة) : “في المسابقة…تجلّت لدينا ظاهرة غير حضارية ألا وهي الاستهتار بما يعنيه الفن التشكيلي”. لم توفق الكاتبة في توظيف المصطلحين(ظاهرة) و(غير حضارية) فهما أعمق بكثير من موضوع النقد(مسابقة في الفن التشكيلي تقام للمرة الأولى!)..وهذه الدخلة الحماسية للكاتبة توضح لنا مدى انفتاح شهيّتها النقديّة وهذا أمر جيد بحد ذاته. وتقول: ” الاستهتار بما يعنيه الفن التشكيلي” .هنا خلط كبير وقد لازمها طيلة سطور المقال تمثّل في عدم قدرتها على الفصل بين أهداف المسابقة وبين إجراءات تنفيذها.فمن يستهتر بالشيء لا يقيم له مسابقة تكلفه الكثير من الجهد والوقت والمال.ومن لا يدرك قيمة ورسالة الفن لا يوظفه لخدمة تاريخه وآثاره ومكتسباته الحضارية!..أمّا عملية التنظيم فمهما اجتهد الشخص في عمله يظل معرضاً للخطأ والقصور وهذا أمر طبيعي يعرفه كل من يبادر وينزل إلى ميادين العمل ويجهله المنظّرون والمتشدّقون بالفن والجمال من على منابرهم الهوائيّة !
.
هذا النوع من النقد اللاواعي يدفعني دفعاً للتحدّث عن نجاح المسابقة ولكني لن أفعل,فقد كفاني بذلك الإعلاميون والمحكمون والمتسابقون والمتذوقون للفن التشكيلي من داخل نجران وخارجها.وهذا من توفيق الله سبحانه للقائمين على هذه المسابقة,وغداً سيتحدث كل هؤلاء عن المعرض الذي سيقام لهذه الأعمال بمشيئة الله فالنجاح مستمر والعطاء بفضل الله متجدد.
.
تقول أيضاً: “إلا أن المتسابقين فوجئوا بطرح رسوماتهم للاستفتاء على التويتر”. وفي هذه العبارة يتجلّى جهل الكاتبة بموضوع النقد.فلو كلفت نفسها الإطلاع على شروط المسابقة لعرفت أن المتسابقين لم يفاجئوا مثلها بطرح رسوماتهم على تويتر!..وهذا من نتائج الاستعجال والحماس الزائد دونما تثبّت وتزوّد بالمعلومات من مصادر موثوقة.فالتصويت عبر تويتر كان موضحاً في الشروط وكذلك نسبة التصويت الضئيلة التي حددناها بــ 20% من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة الجمهور وتفاعلهم ولكن بنسبة لا تؤثر كثيراً على درجات التقييم التي رصدتها لجنة التحكيم بناءً على معايير فنية.واحتساب تصويت الجمهور في التقييم طريقة معمول بها في كثير من المسابقات الفنية والأدبية ولعل أبرزها برنامج شاعر المليون.أما انتقاص الأخت من مكانة أعضاء اللجنة وطعنها في كفاءتهم بعبارات التهكّم والاستهجان من قبيل “اللجنة المزعومة”و”ما أسموه بلجنة تحكيم” فهذا أمر لا يضيرهم ولا يقلل من مستواهم ومن أراد الاستزادة حول أعضاء اللجنة فليكتب أسماءهم في قوقل(فهد خليف,محمد الرباط,عبدالله شاهر المالكي).
.
ثم تقول: “فوجئ المتسابقين بإلغاء نتائج التصويت” وتقول:” هذا التخبط الذي حمل بعض المتسابقين على الانسحاب من المسابقة”..وتلاحظون هنا إصرار (الناقدة) على الزج بـ ( المتسابقين) في كل هجوم تشنّه على منظمي المسابقة.لذا نعلن ونؤكد نحن اللجنة المنظمة بأن نتائج التصويت احتسبت ضمن النسبة المحددة لها سلفاً.وبأنه لم ينسحب فنان واحد من المشاركين في المسابقة الذين دوّنوا أسماءهم أو أسماء قريباتهم الفنانات في الكشف الرئيسي لقائمة أسماء المشاركين والمشاركات في ملحمة الأخدود(بخط أيديهم)!! ..ونطلب من الأخت أن تخبرنا باسم رسام واحد انسحب من المسابقة بعد انطلاقها ولم يحضر لاستلام جائزته.علماً بأن جميع المتسابقين وأولياء أمور المتسابقات حضروا حفل التكريم وعلى ملامحهم ارتسمت بسمات الرضا والسعادة ولم نلمس منهم أي تذمّر ولم يرفع لنا أحدهم أي اعتراض أو احتجاج على النتائج بل كانت ليلة من أجمل الليالي وهذا نادر ما يحدث في المسابقات وهو من فضل الله سبحانه.ولا نعلم عن أي متسابقين تتكلم الكاتبة.وعلى كل حال فملف المسابقة محفوظ وحفل التكريم موثق بالصوت والصورة وكذلك مجريات التحكيم موثقة صوتاً وصورة.
.
وعلى الرغم من تحامل الكاتبة على منظمي المسابقة,ورغم أنها لم تتطرق لمواطن الجمال فيها ابتداءً من أهدافها ومروراً بتشكيل لجنة تحكيم عالية التأهيل وانتهاءً بقيمة الجوائز وعدد المراكز وتكريم جميع المشاركين….إلخ إلا أنه يحسب لها اهتمامها بهذا النشاط الفني التطوعي الذي نعتقد بأنه قد خدم الفن والفنانين والآثار في المنطقة وحقق الكثير من أهدافه بتوفيق الله وعونه.وليس عيباً أن يفتقر الكاتب إلى أدوات النقد ولكن العيب أن يفتقر إلى قيمة أخلاقية كالمصداقيّة.فالنقد المتحامل الذي لا يستند إلى الدلائل هو نقد غير عادل ونربأ بالكاتبة عن هذا النوع من النقد.ونقدّم لها باقات شكرنا على اهتمامها بالفن وحرصها على خدمة ودعم الفنانين.
.
وأختم برسالة وردتني بعد انتهاء المسابقة من الأستاذ حمد العجبي وهو قامة فنية شاهقة في سماء الفن التشكيلي النجراني ومشارك في المسابقة وحاصل على المركز التاسع!!..وأجدني (مجبراً) على نشرها بالنص لتوضيح انطباع المتسابقين الذين تحتمي بهم كاتبتنا القديرة.
.
نص الرسالة: “عندما اطلعت على أعمال الفنانات والفنانين من أهل منطقة نجران في مسابقة ملحمة الأخدود الفنية انبهرت واستوقفني الإبداع الذي يجسد أعظم حدث عالمي من أحداث الإيمان الخالدة والتي تجسد صراع الإيمان مع الكفر عبر التاريخ لقد كانت فكرة الأستاذ مشعل عبدالله آل قراد رائعة والداعم للفكرة الأستاذ دلامة ابن حيدر آل عباس أروع مع أن المنطقة تمر بظرف استثنائي ولو لا سمح الله وكل صاحب الفكرة للمؤكلين بالتراث لفشلت الفكرة ولاكن بساطة الموقف ودعم أهل الخير وغياب الرسميات انطلقت أفكار المبدعين فكانت أعمال أكثر من رائعة أشكر صاحب الفكرة وأشكر الداعم للفكرة وأتمنى للفنانين والفنانات مزيد من الإبداع”.انتهت رسالته.
.
ولأن الكاتبة نشرت نقدها (السلبي) في صحيفة إلكترونية ؛كان لزاماً علينا التعقيب وتوضيح الحقائق آملين من الإعلاميين توخّي الدقّة والمصداقيّة وعدم المساهمة في ترويج المغالطات دون تثبّت وتمحيص.
.
مشعل بن عبد الله اليامي
“نجران نيوز”
لم اجامل ولم اتحامل ، ولكن الكاتبه اجحفت بحق ماكان في المسابقه لاسيما انها عمل تطوعي صرف استقام على سواعد واقدام متطوعين واهليين من اهل المنطقه .
شكر الله سعيهم ، والناقده لم توفق ابداً .
اذا جلسنا نعطي وجه للسلبيين مانجحنا في اي شي
ماودي انك رديت عليها حتى لا*********
رد جميل اوضحت من خلاله كل الحقائق شكرا للاخ مشعل وفكرته وجهوده وشكرا للاخ دلامه على رعايته الفكرة وللاسف ان الكثير يجهل معنى التطوع واهدافه النبيلة التي تنبع من حنايا اناس صادقون يحبون المكان ويعشقون تراثه العتيق عملكم وجهودكم الجبارة تشهد لها الاخدود الابية التي سطرها المشاركين ملامحها البهية عبر التاريخ كملاحم يحفظها التاريخ العتيق لكم بعمل من جهودكم الذاتية التي تشكرون عليها والاخربن يتشدقون بما لايفيد ..شكرا جزيلا
رد وافي وشافي وغير مستغرب من شخصك الكريم وجهودكم تشكرون عليها جميعا وماقصرتوا وفي انتظار إبداعاتكم القادمة من الأعماق شكرا للجميع منظمين داعمين فنانين وفنانات رائعين فلقد أبدعتوا جميعا مع وجود هالكم الهائل من الأحداث وما تمر به منطقتنا الغالية ووطننا الغالي