عن الكاتب
لماذا يلجأ البعض إلى سلوكيات لا يقبلها هو على نفسه ولا على أهله، ويسمح لنفسه بالتلصص على الآخرين واختلاس صورة بهاتفه “النقال” دون استئذان؟
كيف تحولت التقنيات الحديثة من نعمة إلى نقمة، وتتبدّل “اللحظات الخاصة” إلى أمر مشاع على وسائل التواصل الاجتماعي، والمنتديات؟
بات سوء استخدام كاميرات الهواتف النقالة أمراً مزعجاً للجميع، ويسبب الكثير من المشاكل، فيما شكلت مقاطع الفيديو والصور، فضائح وشائعات، جراء تصوير عشوائي ونشر مواده المصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
.
وبالرغم من أن البعض عمد إلى حظر التصوير في المناسبات الخاصة وحفلات الزفاف، إلا أن هناك فئة تصر على تشكيل نقطة إزعاج وقلق في التقاط الصور ومقاطع الفيديو بعشوائية وبدون استئذان. ذلك كله بعد أن تكون التكنولوجيا الحديثة، والمتطورة آفة في استخدامها، تتلاشى الأمنيات متوارية خلف ستار الخجل، والفشل، والجهل، حيث أصبحت تتشكل غمامة معتمة على عقول بعض الأشخاص الذين يسيئون فهم مثل هذه الأدوات، فيكون جل استخدامها خاطئاً، ومعظمهم يمارسون سلوكيات غير واعية ولا مبالية. فالأشخاص الذين لا يحملون على عاتقهم المسؤولية، يدوسون على مشاعر الآخرين، متخطين بأفعالهم الخطوط الحمراء، متعدين على خصوصية الآخرين، والدخول إلى عالمهم الخاص من النوافذ، شائحين بكل المبادئ والقيم التي رسمتها لهم مجتمعاتهم الحضارية، المتقدمة.
.
إن تشديد الرقابة، وتفعيل القوانين أمر مطلوب لردع كل من تسول له نفسه بتصوير الأشخاص والأسر في أوقاتهم الخاصة، وهو الأمر الذي يعد انتهاكاً واضحاً لخصوصية الغير وحقوقهم الإنسانية.
.
أ. حسين عقيل
“المشهد السعودي”