صحيفة المشهد الإخبارية
محمد آل هتيلة : ” أرى أن يكون لمتحف نجران الإقليمي مجلس أمناء مكّون من عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع، و من رجال الأعمال والثقافة ، ليساعد في تطوير المتحف وتطوير المعروضات فيه، وإنشاء صندوق للمتحف، والانتقال بالمتحف من كونه إدارة جامدة تُدار بأسلوب الإدارات البيروقراطية إلى مؤسسة ثقافية مستقلة بذاتها”
.
مشعل بن عبدالله : ” أقترح على المسؤولين تخصيص جناح صناعي يستوعب أدوات التعدين القديمة من رحي، ومدقات، ونفايات تعدينية، وصخور متمعدنة، فمن شأن هذا المحتوى أن يعكس البعد الحضاري لأسلافنا الذين ينظر إليهم كثير من الغربيين على أنهم مجموعات من البدو الرحل وقطاع الطرق! وأنا على استعداد للتعاون في هذا الجانب(تغذية جناح التعدين التاريخي)”.
.
محمد بن حريش : ” تعتبر المتاحف من أهم محطات المسارات السياحية في أي موقع سياحي حيث تختصر على السائح جزء كبير من الوقت لفهم المشهد التاريخي لتلك المنطقة بأدوات و أفكار إبداعية تقرب الصورة بشكل مختصر و سريع” .
.
العمل في مشروع إنشاء وتطوير “متحف نجران الإقليمي” الذي تحتضنة مدينة الأخدود الأثرية على وشك الانتهاء وسيتم افتتاح المشروع قريباً والذي يعتبر تحفة فنية وتراثية وحضارية تضاف إلى المشاريع التنموية التي تعتبر من معالم نجران الحديثة ( مطار نجران والبرج العالي )..
“متحف نجران الاقليمي” جمع في تصميمة بين تراث المنطقة التاريخي والحضاري وسيكون بإذن الله وعاء حاضن يضم ويوثق تاريخ المنطقة وأهم المعالم الأثرية والتراثية وما تحتوية من حضارة وتاريخ تمتد الى آلاف السنين..
تبلغ مساحة المتحف الإجمالية 20.1 ألف متر مربع وبلغت تكلفة إنشائه وتطويره أكثر من 51 مليون ريال ويحتوي المبنى على 6 قاعات للعروض مساحة كل قاعة 300 متر مربع ..
ونتمنى أن يكون هذا المشروع دافع ومحفز لتطوير مدينة الأخدود الأثرية بشكل خاص والإهتمام بالأماكن التاريخية والأثرية بالمنطقة بشكل عام..
“صحيفة المشهد الإخبارية” استطلعت بهذه المناسبة آراء بعض الناشطين والمهتمين بالآثار في المنطقة والذين لهم بصمة كبيرة في البحوث وتأليف الكتب والتي تُعَرِف وتوثق آثار المنطقة وحضارتها القديمة ..
في البداية تحدث لنا الباحث والمؤلف الأستاذ محمد بن هادي آل هتيلة والذي له عدد من البحوث والمؤلفات منها ( ر ج م ت نجران – دراسة تاريخية – نجران.. جدلية المكان والشخوص ‘دراسة أنثروبولوجية’ – نجران والنصرانية الأولى ) .
فقال : كما يعلم الجميع للمتاحف بصفة عامة دور أساسي ومهم في تحقيق المشروع الريادي الوطني الكبير في استعادة البعد الحضاري للمملكة، ولذلك لابد من ربط المواطنين بتراثهم وتاريخهم، وربط هذه المتاحف بالمسارات السياحية وبالتجربة السياحية والثقافية المتكاملة، وقد عزز ذلك الوجود رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 واكد على ذلك واهميتها..
وأضاف آل هتيلة : تبني وزارة الثقافة للمتاحف من خلال رؤيتها التي طرحت مؤخرا، ولدي ثقة أن رؤية وزارة الثقافة وأميرها الهمام بدر بن عبدالله آل فرحان وتطلعات سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ستجعل المملكة من الدول المتطورة في هذا المجال حيث أن العناية بالتراث والتاريخ وتطوير المواقع وإدخالها ضمن المنظومة الاقتصادية والاجتماعية هي أولويات الدول المتحضرة وهذا ما لمسناه أثناء لقائنا بسمو سيدي ولي العهد أدام الله عزة أثناء لقاءه بالمثقفين في شهر رمضان 1440هـ..
وقال محمد آل هتيلة : وجود متحف نجران الإقليمي هو بلا شك نقلة نوعية كبيرة لثقافة وآثار منطقة نجران وسيكمل العقد مع بقية المتاحف حيث الإشكالية الكبرى دائما لا تكمن في المتاحف، لكن في الطرف الآخر وهو المتلقي العازف عن الذهاب إلى المتاحف، وصورتها الذهنية الراسخة لديه عنها، من حيث إنها مجرد مكان يحتوي صناديق مملوءة بقطع قديمة ، وهو ما يلقي بالكرة مرة أخرى في ملعب من يديرون المتاحف التي تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لتوعية الناس والنزول إليهم لتوعيتهم وجذبهم إليها ..
وتابع آل هتيلة حديثة : أرى أن يكون لمتحف نجران الإقليمي مجلس أمناء مكّون من عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع، و من رجال الأعمال والثقافة ، ليساعد في تطوير المتحف وتطوير المعروضات فيه، وإنشاء صندوق للمتحف، والانتقال بالمتحف من كونه إدارة جامدة تُدار بأسلوب الإدارات البيروقراطية إلى مؤسسة ثقافية مستقلة بذاتها..
وقال : من المسلم به أن تراث وآثار وثقافة منطقة نجران ترتكز على ارث ثقافي وحضاري ضارب في أعماق التاريخ ويستحق أن يبرز بالشكل المناسب لأن الدور المناط به كبير خصوصا أن الموجودات التي ستعرض فيه ستكون شيقة جدا وذلك لندرتها وتميزها، ولي أمل أن يتم استعادة جميع القطع سواء الموجودة في المتحف الوطني أو خارج المملكة، حيث أن وجودها في المكان الذي اكتشفت فيه له أبعاد مختلفة وتمتاز المملكة العربية السعودية بأنها متحفا مفتوحا ، وهذا ليس بلد نفط فقط كما يعتقد البعض، بل بلد تاريخ وحضارة يرتكز على ارث ثقافي وحضاري ضارب في أعماق التاريخ وهي ثروة ثقافية اقتصادية مهمه للبلد ستسهم في رفع الإقتصاد للبلد لتكون ذات مستوى مرضي بأذن الله . ومما لا شك فيه إن للمتاحف أهمية كبيرة في نقل قيم المجتمع ونشر تراثها، وعاداتها، وربط الأجيال الحديثة بماضيها، من خلال ما تمتلكه من مقتنيات وبرامج توعوية، مستخدمة وسائل العصر الحديثة لتصل لمختلف شرائح المجتمع..
الناشط في مجال الآثار والمهتم بها الأستاذ مشعل بن عبدالله اليامي كان له مشاركة معنا حيث قال : المتحف هو مُحاضرخفيف الظل، أنيق العبارة، غزير المعرفة، يقدم لزواره على اختلاف أعمارهم وتفاوت عقولهم دروساً قيمة في الثقافة الإنسانية التي يشترك فيها جميع البشر. وهذا من شأنه إذابة الحواجز العنصرية بين الشعوب المختلفة عرقياً ودينياً وثقافيا. المتحف مسرح يضج بالصمت البليغ الذي يثري العقل، ويمتع النفس، ويغذي الذائقة. إنه خزينة نحفظ فيها تراثنا من الضياع ليبقى على مدى الأيام يلهم أجيالنا روح الأصالة والجمال..
وأضاف : لا شك بأن متحف نجران الإقليمي سينعش حركة السياحة في المنطقة والتي بدورها ستنعكس إيجاباً على النشاط التجاري والثقافي…في المنطقة. كما أنه يمثل إضافة لرصيد نجران الحضاري وبالتالي رصيد الوطن؛ لكننا نريده أن يصبح وجهة عالمية تجذب السياح والباحثين من أنحاء العالم. وهذا ممكن ومتاح..! نعم بوسعنا أن نجعله كذلك عندما ننوع من محتوياته الأثرية لتشمل شتى مجالات الحياة… المعيشية..الاجتماعية..الثقافية..الصناعية..العمرانية..الاقتصادية…فبذلك نحقق الإثراء المعرفي، ونزيد من قيمته الحضارية..
وقال : بهذا الخصوص أقترح على المسؤولين تخصيص جناح صناعي يستوعب أدوات التعدين القديمة من رحي، ومدقات، ونفايات تعدينية، وصخور متمعدنة، فمن شأن هذا المحتوى أن يعكس البعد الحضاري لأسلافنا الذين ينظر إليهم كثير من الغربيين على أنهم مجموعات من البدو الرحل وقطاع الطرق! وأنا على استعداد للتعاون في هذا الجانب(تغذية جناح التعدين التاريخي). كذلك يوجد في قلعة الأخدود أحجار ذات نتوءات مفتعلة وهذه لها دلالة كبيرة على الرقي في مجال الهندسة المعمارية، فوضع بعضها في المتحف والشرح عنها سيكون إضافة نوعية. كذلك يوجد في موقع الأخدود لوح طيني فيه بصمة إبهام غائرة واضحة المعالم. وهناك الأواني الفخارية المزخرفة وقطع الزجاج السميكة الملونة التي تدل على مستوى رفيع من التقدم الصناعي ورقي الذائقة. أيضاً صور الرسوم الصخرية التي تظهر الآلات الموسيقية.
.
الناشط والباحث والمؤلف الأستاذ محمد بن حريش آل مستنير والذي له كتاب ( كتاب حمى التاريخ – دراسة ميدانية للرسوم والنقوش الصخرية )
قال بهذه المناسبة : تعتبر المتاحف من أهم محطات المسارات السياحية في أي موقع سياحي حيث تختصر على السائح جزء كبير من الوقت لفهم المشهد التاريخي لتلك المنطقة بأدوات و أفكار إبداعية تقرب الصورة بشكل مختصر و سريع . وإذا أخذنا الحديث الى السياحة فانها الرافد الاقتصادي الأهم في كل دول العالم حاليا و هي القطاع الوحيد الذي يحقق قفزات اقتصادية كبيرة كل عام و عوائد مالية مذهلة. لذا فان المتحف هو احد أهم ركائز صناعة السياحة في أي بقعه في العالم .
.
أخيراً نتمنى أن تستعين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمثل هؤلاء المختصين في الآثار والناشطين والمهتمين والأخذ بمقترحاتهم وآراؤهم التي ستعينهم بكل تأكيد في سعيهم لتطوير السياحة وتحقيق رؤية 2030 .