عن الكاتب

كاتب "صحيفة المشهد الإخبارية"

هل الطاقات السلبية التي تصدر من جسم الإنسان ” أمراض النفوس ” تتمثل في الحسد والعين.
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ”) – صدق الله العظيم – بدايةً أرجو منكم تأمل الآية وقراءتها جيدًا وهناك آيات كثر لها نفس المعنى وتحاكي وضع بني آدم.
.
نشاهد في مجتمعاتنا العربية خصوصًا كثُّر تفشي العين والحسد بكثرة ونتسائل دائمًا لماذا يحدث هذا بيننا باستمرار؟ وما أسبابه؟ كذلك كيف يتم الحسد وكيف تكون العين هل هي إشتهاء للنفس ام طاقة منبعثة قوية تصدرها النفس، ام هناك أشياء لا نعلمها. هناك تساؤلات كثيرة تجعلني أسيرًا ما بين الحقيقة والوهم وقد أسرد لكم في هذا المقال ما بحثت عنه في مقالات معينه مع العلم أن أغلب ما ستقرأه ليس رأي شخصي إنما عن طريق آراء وأفكار عديدة شاهدتها وقرأتها بأم عيني. ولست مجبورًا أن تصدق ما تقرأه فخذ ما تريد وأترك ما لا تريد.
.
بدايةً: عندما يقال أن العين حق، ليس المعنى لها هي العين أو الشخص العائن، المعنى الحقيقي لها هو ما تراه العين هو حق أي ما يستشهد به عندما يرى بالعين. ولكن مجتمعاتنا ومن شدة التفكير في هذا الشأن، اصروا أنها العين التي تصيب وليس ما تراه العين، عجبًا نحن وعجبًا لضعف حالنا.
.
هناك طاقات كثيرة متجددة وغير متجددة فالشمس والرياح والوقود والماء من الموجودات وتعتبر طاقات متجددة كونية. الحياة لا تكمن إن لم يكن هناك طاقة، فحرارة الشمس ضرورية وإلا هلكنا من البرد، والإنسان جزء من هذا الكون بلا شك وله طاقة كبيرة منحها إياه الخالق وتكون هذه الطاقة حسب إستخدام الجسد لها “كيفية استخدامنا وتوجيهنا لطاقتنا الشخصية له أثر كبير جدًا على الشكل الذي تتخذه حياتنا ونوع التجارب التي نخوضها” ( “موهوبون ٢٠١٠” ).
.
يستمد الإنسان طاقته من الكون حسب تفكيره بقوة التفكير والشغف والرغبة في الشيء سيصله حتما سواء كان خيرًا أو شراً، كما أن للجسد طاقة بإستطاعتها قتل الفايروس السرطاني بلا تدخل علمي، حين تتولد طاقات سلبية تنتج عنها مضار للآخرين جسدية وصحية، فالحاسد هنا يرى بعينه ويتمنى الشيء ومن شدة رغبته وعدم قدرته لتملك هذا الشيء؛ تهيج نفسه الشيطانية بقواها وتصدر من عينه قوى وذبذبات وتصيب الآخر وتستقر بجسده وبما لا يرضي الله سبحانه، سيدنا يوسف عليه السلام ألقوه إخوته في البئر والسبب الحسد من نار الغيرة. إبليس حسد سيدنا آدم عليه السلام حين قال خلقتني من نار وخلقتهم من نور. الحاسد هنا يملك سم قاتل ولا يكون كذلك حتى يتجرد من الإيمان والنزاهة ويكون نفس شيطانية شطت عن الصواب. إضافة: الحاسد هنا قد يصيب الشخص الآخر بالعين أو بالفكر والتركيز الذهني والايحاءات أيضًا، وهنا تتكون هالة من الإشارات الكهربائية والذبذبات وقد تصيب الطرف الآخر بتشويش وسقوط وأمراض نفسية تجعله عرضه للانهيار ( Mona Elghadban, 2017).
.
من جانب آخر: المحسود يجذب الحسد إليه عبر خوفه وغضبه وتفكيره فيه وهو ييسر للحاسد أن يتمكن منه بسهوله عبر قواه ويكون أرض خصبه للحسد والعين وغيره. يقول الله تعالى ”  ﴿ وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله ﴾ ” البقرة ١٠٢. ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كسبت أيديكم ﴾ [الشورى: 30]
أرجو التركيز في هذه الآيات والتمعن فيها فلا يصيب الإنسان شيئًا إلا وهو سبب بذلك ولا تصيب الإنسان طاقه سيئة إلا وهو مستحق لها، ويمكن للحاسد أن يصيب حتى نفسه وولده وكل قريب له فهو لا يشعر بما سيصدر من نواياه عبر طاقته. العين تصدر من الحاسد وقد تصيب الإنسان وتخلل قواه وطاقته كليًا وقد تقتله أيضًا ( منى الغضبان، ٢٠١٧).
.
الطاقة في الإنسان لها دورها وفعاليتها حسب تفكير الشخص وقدرته على تحكمه بهذه الطاقة فكل شيء في الحياة له طاقة وكلمة طاقه نسمعها بطاقة المحركات والهواء وطاقة أي جهاز كهربائي أو كهرومغناطيسي وبذلك حتى الإنسان له طاقة، بعض البشر لهم طاقات معينه ولا يدركون هذا الشيء فطاقة الحسد والعين تكمن لدى الإنسان وعند تكوين كثافة كبيره لهذه الطاقة تصدر وتصيب بها طرف آخر. حين ترى إنسان يشكو دائمًا من حاله ومن سوء حظه وزعزعة ثقته في نفسه هنا قد يكون حاسد لأنه يستخدم طاقاته في غيره من شدة غيرته وتشاؤماته وعدم نيله ما ناله الآخرون.
.
الرقية الشرعية هي الملاذ الوحيد ” كتاب الله جلى وعلى” والإستعاذة من الشيطان وقول الله أكبر على لسان الإنسان دائماً، الرقية الشرعية وليس مهارات أخرى لدى المعالجون، ممن يستخدم أساليب معينة غرضها المال وغيره ولست هنا أعم بل أخص فهناك الطاهر نقي النفس مصلح القلوب كما يقابله صاحب المثالب أعوج الخلق منفّر القلوب وبالتأكيد ” الصالحون لا يفتنون ولك في هذا المعنى خيالك الواسع إن وجد “.
.
وجود الطاقات السلبية وتبعاتها هو سبب وجود المعالجون، كما هو المعنى بوجود الطبيب للمرضى على وجه العموم ففي النهاية علم مستمد يدرس إلى أن يصبح مهارة على كل حال، تكوين هاله قويه لدى الحسد بذكر الله تعالى وقراءة المعوذات والقرب من الله هي العلاج الوحيد من شر شياطين الإنس والجن. من الضروري جدًا أن يحافظ الإنسان على هالته أو الطاقة الضوئية المحاطة به والمستمدة من الطاقتين الكونية والكهرومغناطيسية في الأرض، قوة هذه الهالة هي دليل حماية الانسان بذكر الله وضعفها جسر مصائب على الإنسان بإتباع ما يرضى الله سبحانه.
.
من جانب آخر، قد يشعر الناس بطبيعة طاقتك أو ذبذبتها سواء سلبية أو إيجابية وسوف يكون لهم رد فعل تجاهك، فإذا كانت طاقتك إيجابية سوف يشعر الناس بالراحة نحوك، لأن طاقتك تجعلهم يشعرون بشعور جيد، أما إذا كانت طاقتك سلبية فمن البديهي أن تجد الناس يتحاشونك ويشعرون بعدم الراحة لرفقتك.
.
خاتمة: نحن كمجتمعات متقاربة وعلاقات قريبة ومدى الترابط الإجتماعي بيننا سبب رئيسي في تفشي العين والحسد وغيره، كما أن حديثنا عن بعضنا البعض يجلب بعض السوء وخصوصًا التركيز فيه. بالإضافة إلى أن كثرة تركيزك وتفكيرك في شيء معين ستجلبه لنفسك وتكون مهيأ للأمراض وكن مستعدًا لذلك والعكس هنا صحيح، فقط غير مسار تفكيرك من بعض الخزعبلات وقد فكرك نحو بر الأمان، جدد فكرك وتركيزك بأشياء إيجابية أشياء تنفع جسدك لا تضره أشياء تنير وعيك لا تظلمه. أقطع وسيلة الفكر والخوف من أن تصاب أو يصيبك أحد فلم تجلب الجمال اليوسفي ولم تحصل على إرث الكون، كن جدار صلب لكل حاسد، أنت درع لجسدك ونفسك من أي مرض أو ما يسمى بالوهم فجميع أمراض الإنسان نصفها أوهام.
.
“صحيفة المشهد الإخبارية”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

بعد موافقة مجلس الوزراء.. وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستعرض أبرز ملامح سلم رواتب الوظائف الهندسية

الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2024

المملكة تطلق للعالم “إعلان الرياض” لذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر ومؤثر لخير البشرية

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

استمراراً لتعزيز التجربة الرقمية التأمينات الاجتماعية تطلق خدمة مؤشر الالتزام للمنشآت

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

وداعاً زحمة الرياض

الإثنين, 16 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً