عن الكاتب
بهذه العبارة اختزل الامير الشاب استراتيجية الحكومة لاجتثاث الفساد من جذوره وكانت هذه العبارة هي احدى مقتطفات اللقاء الذي أجراه الاعلامي داوود الشريان مع صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في برنامج الثامنة وبثته القناة السعودية والذي استغرق مايقارب ستون دقيقة حيث حضي هذا اللقاء باهتمام واسع ليس من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية بل كان له صدى واسع ومتابعة من قبل وسائل الاعلام العالمية وهذا اللقاء لم يكن لقاءً عادياً عابراً كما يبدوا للبعض للوهلة الأولى بل كان لقاءً هاما يحمل بين طياته رسائل موجهة تحمل مؤشرات ودلالات على التحول في سياسة الدولة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والعسكرية وقد وضع يده على الجرح عندما اعلن الحرب التي لاهوادة فيها على المتورطين في قضايا الفساد كائن من كان فاتحا الباب على مصراعيه لكشف الفساد والمفسدين ليس من هذا التاريخ فصاعدا ابدا بل نبش جميع الملفات السابقة التي قد تنذر بوجود شبهات بقضايا الفساد ( فالحقوق لاتسقط بالتقادم ) ومحاسبة المفسدين هو حق مشروع للوطن والمواطن وكأنه بهذه العبارة يدق ناقوس الخطر على اصحاب البروج العاجية الذين كانوا يعتقدون انهم في مأمن عن طائلة النظام ومن الامور المسلم بها ان الحكومة لاتسطيع وحدها ان تقف في وجه الفساد وخفافيش الظلام دون ان يستشعر المواطن دوره المنوط به فالحكومة تعتبر المواطن رجل الأمن الأول ولابد ان يكون واعيا متيقضا لكل مايدور حوله وان يدرك انه يقف في خندق واحد مع الجهات الأمنية والرقابية لكشف ومحاربة واستئصال هذا الداء العضال بشتى أنواعه وأساليبه والذي ما أن يتغلغل في مجتمع إلا و يقف عائقا أمام عجلة التنمية والتطور بل معول هدم يقوض كل الجهود ويحرم الأجيال ويبدد كل الاحلام والطموح والتطلعات
.
د. علي بن مانع آل شهي
“نجران نيوز”