عن الكاتب

.

ما هو المقصود بالتلوث البصري .. هو ما يطلق على العناصر الغير جذابة لما أصابها من تلوث ,و قد يكون ذلك نتيجة الإهمال أو تعرض الأشجار لنقص في الغذاء الذي تستمده من الطبيعة التي تنمو فيها.

.
و ذلك هو كان حال تلك الجزئية من حديقة الملك فهد قبل أن تنطلق الورشة الفنية المعالجة لذلك الوضع.
الحديقة مساحتها تقدر بأربع ملاين متر مربع فلماذا تلك الجلبة على جزء قد لا تتعد عدد أشجاره (100) شجرة أو أكثر في آخر المنتزه و ذلك ليس تقليل بالفكرة و لا بحجم المجهود المبذول من قبل جميع المشاركين و خاصة الفنانات المشاركات اللواتي اجتهدنا في أطلاق المارد الفني الذي بداخلهن في تلك المساحة الحرة ..التي كانت شبه مهجورة بسبب الجفاف ,والشيخوخة التي كانت واضحة على الأشجار ,و قد يكون ذلك جراء تعرضها لمؤثرات طبيعية أثرت عليها بشكل ما فكانت بحاجة إلى ذلك التصحيح .. الذي أعاد إليها نبع الحياة فما أنت ترى توافد الأسر وجلوسهم مع أطفالهن ليزداد  المكان بهم جمال على جمال .

.
المجهود الذي قمن ببذله الفنانات لا يقدر بثمن لأنهن يقتطعن من وقتهن ,وجهدهن في سبيل أنجاح فكرة وصلت لهن  فكن بتجاوبهن رائدات.. معلمات يأتون من على رأس عملهن و يرسمن بكل طاقة وطالبات جامعة ومراحل تعليمة مختلفة يجاهدن في سبيل النجاح على صعيدين مختلفين .. ألا وهي الاختبارات ,و المشاركة في تلك المبادرة التي هي أيضا بالنسبة لهن نجاح آخر ,و أمهات وقفن مع بناتهن من أجل أن يشاركن ولو برسمه واحدة ضمن ذلك المحفل, و ذوي احتياجات خاصة كان لهن بصمات واضحة بالمشاركة الفعالة في تلك البقعة  التي بدأت تستقبل ضيوفها قبل قص شريط الافتتاح.
.
فتخيلوا كم ساعة يمضونها في ذلك المكان الذي يفتح أبوابه لهن من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة عصراً .. تخيلوا حجم المجهود ,و التعب ,و الأرق الذي يبذلونه من أجل أن يقول: لهن الطائر المحلق في الفضاء شكرا .. و قد قالتها بسمة الأطفال من أرض الواقع ,وهي تركض نحو الرسومات التي تحمل بين تفاصيل تلك الألوان قصص بحاجة إلى قراءة متأنية من قبل القلوب الشفافة ,وأصحاب الفكر المعتدل في كل شيء.

.
فكل لوحة تعبر عن موضوع أو مشكلة اجتماعية  أو اقتصادية و غيرها من المشاكل والهموم التي لا يخلوا منها أي مجتمع في العالم , و كل لوحة رسمت بطريقة مدرسة من مدارس الفن المختلفة .. نحن بحاجة ماسة إلى التذوق ,و ليس التهكم أو فريق من الببغانات المرددة لما يقال فقط !

.
فالرسم على الأشجار ظاهرة عالمية ,و كانت نتيجة دراسات ,و فكر ,و ليست وليدة اللحظة و لقد شعرت بالتعب بعد بضع ساعات في تلك المساحة فما بالكم بالساعات التي يمضونها الفنانات في الرسم و التنقل من شجرة إلى أخرى و إسداء النصح و المشورة فيما بينهن من أجل الخروج بالأجمل, و خاصة أنها تعد عند البعض التجربة الأولى بالرسم على الغلاف الخارجي لشجر ,و رغبة منهن  باكتساب الخبرة من الفنانات اللواتي لهن تجارب مختلفة ,و خاصة أن هناك  مشاركات ضمن الفريق من هن مدرسات فنية ,و من قمن بدراسة الفن من خلال دورات في مناطق خارج نجران ,و من لهن تجربة طويلة في الرسم و منهن من قدمنا دورات رسم في المدارس ضمن الشراكة المجتمعية .

.
أجمل ما في تلك المجموعة روح الألفة ,والتعاون فيما بينهم حتى برشفة الماء فبدل أن يقدم لهن وردة قذفنا بالأشواك التي دسنا عليها و عبرنا المحيط بحثن عن اللؤلؤ المؤمنات بهي في قعر قلوبهن الجميلة .
مظهر الأغلبية منهن يحوي أنهن من كثرة الأصباغ والألوان المتناثرة على ملابسهن أصبحنا مهرجين إلا أن ذلك لا يعني عندهن شيء لأنهن فنانات محبات للمغامرة في سبيل أرضاء شغفهن بالفن .. الذي نرى نتائجه النهائية فنصدر الأحكام شمالاً , و يميناً ,وتظل تلك هي هويتهن المتمسكات بها.. فكل نجاح مسبوق بمرارة ,و كل نجاح مصحوب بالمعارضة ,و تلك جينات تاريخية وراثية في المملكة ,و غيرها من الدول ,و كل نجاح صاحبهُ معرض إلى .. وإلى.. المهم أن يصل إلى جزء من الهدف الذي هو مؤمن ,و مقتنع به  .. فلهن مني, ومن يبصر حقيقة الوضع ألف تحية على أمل أن تأخذ الفكرة أبعاد أخرى ,و تقدم بشكل مدروس ,ودقيق أكثر في المرات القادمة ,و يظل الفن أجمل وسيلة لمحارب الحرب ,والضغوط النفسية وعلى الأمانة بمنطقة نجران أن تطلق هشتاق## أجـــــمـــــــل بحيث أن أجمل قراءة لأجمل رسمه يحصل صاحبهَ على  جائزة مادية أو تقديرة .

.

أ. مسعده اليامي

“نجران نيوز”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

200 طالب وطالبة يتأهلون للمشاركة في معرض “إبداع 2025”

الخميس, 26 ديسمبر, 2024

هواتف لن يدعمها “واتساب” بداية من 2025

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

“واتساب” يتيح مسح المستندات ضوئيًا بكاميرا آيفون

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

بفوز كاسح … نجران إلى دور الثمانية في مسابقة فرسان التعليم

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

الفيفا يعتمد قائمة الحكام السعوديين المعتمدين لعام 2025

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

تعليق واحد

  1. ناديا مايو 12, 2018 في 8:14 م - الرد

    ماشاهدت من ابداع في الحديقه جميل ولطيف ومدهش واكثر من رائع ، مجهود يشكرون عليه جميعا اتمنى ان يستمر الدعم للفن والفنانيين لدينا ، وتصبح ثقافة الفن والإنسانيه تتسع في قلوب الجميع ، شكرا استاذه مسعده لدعمك مثل هذه الملتقيات والانشطه .

اضف تعليقاً