عن الكاتب
نظراً لأهمية موضوع هذا المقال للكاتب مشعل بن عبدالله اليامي والذي تم نشره قبل اكثر من ثمان سنوات بصحيفة نجران نيوز سابقاً كما يتضح من صورة التغريدة اعلاه فإننا نعيد نشره للإستفاده :
=======================
لا شك بأن استقرار الدول وازدهارها يرتبط بالأمن ارتباطاً كاملاً، وفي وطننا الحبيب تمثّل المؤسسات الأمنية وخاصة القطاعات العسكرية على اختلافها الركيزة الأساسية لأمننا الوطني الذي نستشعر قيمته بقوة في ظل هذه الظروف العصيبة والأحوال الأمنية المضطربة في دول الجوار نسأل الله تعالى أن يديمه على بلادنا وأن يصلح أحوال سائر بلاد المسلمين والعالم أجمع.
إن تنمية نجران العمرانية تشبه إلى حدٍّ كبير سيل واديها الذي(ينزرق)بسرعة نحو الشرق نظراً لضيق مجراه..!
حيث تشغل القطاعات العسكرية(الحرس الوطني، القوات المسلحة، حرس الحدود) مساحات كبيرة من أراضي المنطقة. وهذه المساحات -في تقديري الشخصي- تخنق التنمية وتمنع تمددها العرضي شمالاً وجنوباً.
فشمالاً يتواجد الحرس الوطني على رقعة كبيرة تمتد من (الأثايبة) غرباً حتى (الصناعية) شرقاً. وتشغل القوات المسلحة مساحة كبيرة في قلب المدينة. وجنوباً هناك مناطق عسكرية واسعة تابعة لحرس الحدود وأخرى تابعة للقوات المسلحة. وبطبيعة الحال يبقى للضفة الجنوبية خصوصيتها كونها منطقة حدودية.
ومن المساحات التي تحتاج إلى إعادة نظر تلك التي يتموضع فوقها متنزه الملك فهد (غابة سقام) والتي أهّلته ليكون من أكبر المتنزهات الطبيعية في الشرق الأوسط!
مع أن ثلث مساحته كافية لسد احتياج مدينة بحجم القاهرة، والمفارقة أن بعضاً من السكان المجاورين للغابة يدكّون الجبال بحثاً عن متسعٍ يبنون فيه بيوتهم!
لست أدري ما الهدف من قضم كل هذه المساحة جزافاً دون تخطيط مدروس يراعي أولويات الناس ويأخذ في الاعتبار أن حاجتهم إلى السكن أكبر من حاجتهم إلى التنزه والترفيه. ولعل رغبة الحصول على لقب (أكبر متنزه بالشرق الأوسط..أكبر جامعة..أكبر صالة عرض…)تقف وراء عشوائية التخطيط التي تغرق فيها بعض مدننا، في حين ما يزال بعضها الآخر يراوح في تخطيط سبعينات وثمانينات القرن الماضي!
الحلول المقترحة:
– إنشاء مدن عسكرية شرق نجران على غرار المدينة الجامعية مع إبقاء مراكز اتصال محدودة المساحة داخل المدينة.
– الاكتفاء بالجزء المزروع من متنزه الغابة كحديقة عامة للمدينة.
– تسليم المساحات(المخلاة) إلى وزارتي الإسكان والشئون البلدية للاستفادة منها في المشروعات السكنية والتنموية.
– الاستفادة من تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع في تخطيط المدن.
– إنشاء هيئة وطنية تُعنى بتخطيط المدن يُعهد إليها بإعادة تخطيط مدننا تخطيطاً استراتيجياً يتلافى أخطاء الماضي، ويتوافق مع متطلبات الحاضر، ويكون مرناً يستجيب لمتغيرات المستقبل ويستوعب النمو السكاني المطّرد.
مشعل بن عبد الله اليامي
“صحيفة المشهد الإخبارية“