صحيفة المشهد الإخبارية
نَظَم الشعراء من قبل قصائد.. والأدباء نثراً.. يذكرون الاغتراب ومعاناتهم معه، إلا أن المهندس والكاتب الإماراتي محمد المرزوقي رأى في عمله في السعودية مدة 7 أعوام تجربة مميزة وذكريات جميلة تستحق أن يخصص لها كتاباً، وأختار له عنوان: “إماراتي في الرياض”، أراد أن ينقل حقيقة وواقع المجتمع السعودي والشاب السعودي خصوصاً، خلافاً للصورة المغلوطة في الإعلام، حيث يرى أن الشاب السعودي مظلوم إعلامياً محلياً وعالمياً، عن الكتاب والتجربة يحدثنا محمد المرزوقي، إلى نص الحوار :
الزميل دواس اليامي مع الكاتب المرزوقي
* بداية كيف تحب أن تقدم نفسك للقارئ؟
– محمد المرزوقي.. مهندس اتصالات، وكاتب ومدون.
* كيف تبلورت لديك فكرة تأليف “إماراتي في الرياض”؟ وهل يوجد من شجعك؟
– جاءت الفكرة بعد العودة من العمل في المملكة حيث كنت أعمل هناك لمدة سبعة أعوام، وأحببت أن أوثق هذه الفترة الجميلة من حياتي. كان التشجيع من جميع من عمل معي من الأخوة الإماراتيين في المملكة، وكذلك من الأخوة السعوديين الذين تشرفت بالتعرف عليهم خلال إقامتي في الرياض.
* من يقرأ الكتاب يجد عاطفة كبيرة تجاه للمملكة.. لكن ما زلنا نتساءل عن السبب الذي دعاك لتأليفه؟
– السبب الأهم مثل ما ذكرت هو ضمان أن تبقى هذه الذكريات الجميلة في ذهني وأن تدون على صفحات كتاب يرويها بلغة شخص محب للمملكة وأهلها، وكنت أحاول أن أرد جزءاً من الدين الذي أدين به لأخواني في المملكة نظير الاستقبال الحافل والصداقة العميقة بيننا، والتي لم أكن سأحصل عليها لولا تشرفي بالعمل في المملكة.
* إعجابك بالشباب السعودي الطموح يدل على قربك منهم، هل تحدثنا عن هذه التجربة؟
– أصدقك القول إن الشاب السعودي مظلوم إعلامياً محلياً وعالمياً، كان الشاب السعودي يبهرني دائماً بمقدراته وسعيه الدائم للأفضل، ولهذا أحببت أن أوضح هذه الجزئية في الكتاب على أمل أن تكون بادرة ليسهم الإعلام السعودي في إبراز مثل هذه الجوانب المشرفة.
* من يحظى بإعجابك أكثر من الكتاب العرب أو الخليجيين؟
– خليجياً غازي القصيبي وعربياً ياسر حارب ومحمد المر.
* من خلال تجربتك في السعودية.. هل ترى أن الشعوب الخليجية مازالت غير منفتحة على بعضها؟
– نعم وخصوصاً فيما يخص الشقيق الأكبر المملكة السعودية، فبسبب طبيعة الحياة هناك فإنه يوجد بعض الغموض في فهم بعض الإشكاليات، وقد يؤدي ذلك إلى بناء حكم مغلوط أو تفسير ناقص، وحاولت أن أغطي بعض هذه الجوانب في الكتاب.
* هل بإمكاننا اعتبار “إماراتي في الرياض” تسجيل لتجربة شخصية ووقفة ضمير، أردت أن تزيل من خلالها بعض الغموض حول الحياة الاجتماعية عند السعوديين؟
– نعم، ولكنني وكشخص غير سعودي فإنني لم أتطرق إلى جميع الحالات، لأن هناك حدود للمواضيع التي من الممكن أن يتطرق إليها غير السعودي، وهذا شيء أحترمه وأتقبله.
* هل يخطط محمد المرزوقي لإصدار مؤلفات أخرى؟
– نعم، العمل جارٍ على كتاب آخر، ولكنه في مجال يختلف عن مجال أدب الرحلات والمذكرات الشخصية.
* الشعب الإماراتي شعب قريب جداً من الشعب السعودي، ولكن لا يخفى على أحد مدى رسميتهم وجديتهم وصرامتهم في أغلب أمور الحياة. هل تعد ذلك ميزة؟
– هي ميزة من وجهة نظري إذا كانت هناك خطط ضخمة وصارمة للصعود بالدولة في كافة المجالات، ولكن هذا لا يعني أن هذه الصفة هي السائدة دائماً.
* محمد المرزوقي مهتم بالاقتصاد.. كيف ترى الخليج في المرحلة المقبلة.. هل نتوقع إنتاج جهاز “موبايل” سعودي أو إماراتي؟ أو “لاب توب” من الكويت أو قطر؟ هل سنرى إنتاج تلفزيون عماني أو بحريني؟
– لا أرى أي مؤشرات تدل على هذا الشيء، وأنا أتمنى أن وجود هذه الصناعات لدينا، إلا أنها دقيقة جداً وتحتاج إلى بنية تحتية قوية في مجال الصناعات الدقيقة، ولكن العائد المادي الذي سيتحقق للدول وأفرادها سيكون كبيراً.
.
* ذكرت أن لديك فكرة لكتابين وأنك تسعى لإصدارهما، ما هي فكرة الكتابين؟
.
– الكتاب الأول سيكون حول موضوع الإدارة، لاستغلال خبرة ١٦ عاماً قضيتها في الإدارة بمختلف الشركات، فأحببت أن أوثق وأنقل هذه الخبرة للأجيال القادمة والشابة.
وإذا كان هناك كتاب ثانٍ فسيكون عن الأديان والمذاهب والمشكلات الموجودة بين الناس، بحيث يكون بطريقة تجمع ولا تفرق بين الناس، لأنه لا يحق لأحد أن يقول فلان صواب وفلان خطأ، حيث أرى أن هذه ليست الطريقة المبتغاة للتعايش بين الناس، لأن الاختلافات ستبقى موجودة شئنا أم أبينا، ولن يفرض أحد رأيه في النهاية، ويجب أن نتعايش على اختلافنا وأن نتعايش بحب.
* متى تتوقع صدور أول الكتابين؟
.
– بدأت في الكتاب الأول الذي سيكون في موضوع الإدارة، ولكن يحتاج إلى المراجعة والعرض للاستشارة وللنقد، وهذا تقريبا يستغرق عاماً، وبإذن الله سيتم إصداره في معرض أبو ظبي للكتاب في ٢٠١٥.
* سؤال حر وبعيد عن موضوع الكتاب.. ما هي الثورة القادمة في عالم الاتصالات بحكم خبرتك بعد أن وصلنا إلى تقنية الجيل الرابع؟
.
– الفترة المقبلة هي عصر “الكلاود” أو “السحابة الإلكترونية”، لأن كل معلوماتك ستكون مخزنة في مكان واحد على الشبكة العنكبوتية. وكل ما تحتاجه للوصول إليها هو الجهاز ولا يجب ارتباطك بمشغل معين أو بشريحة شركة محددة، وبهذه السهولة تصل لمعلوماتك من أي مكان في العالم، وهذا الشيء سيخفض الأسعار ويربط البشر بشكل أكبر. وتصبح معلوماتك ليست بحاجة للحفظ الجوال أو غيره، وإنما تحفظها في مكان معين على “الكلاود” التي تعجبك، وتستطيع الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان في العالم.
.
* هل ستتأثر أرباح شركات الاتصالات؟
.
– سيكون هناك تأثير بسيط لفترة محدودة، لأن أي ثورة في الاتصالات سيكون لها تكلفة في البداية، ولكن على المدى الطويل ستستقر الأمور لصالح شركات الاتصالات، طبعا المستفيد الأول هنا شركات التقنية وشركات “الكلاود” نفسها، لأنهم سيوفرون لك خدماتك وبطريقة أفضل وعلى مستوى العالم، من وجهة نظري هذا هو التوجه والثورة المقبلة في عالم الاتصالات.
* سؤال عن الشباب السعودي، بحكم عملك معهم في فترة سابقة بماذا يتميزون؟
.
– الشباب السعودي جريء جدا، منطلق، منفتح، غير منغلق وغير خجول. كما أنه شجاع ويعبر عن رأيه وعواطفه بحرية، ويستطيع أن يبدأ حواراً راقياً ومحترفاً مع أي شخص أعلى منه إدارياً، فهو لا يعاني من موضوع “الخجل”، بخلاف باقي شعوب الخليج.
تكلمت في كتابي عن “مثلث الخجل”، وهو ثلاث دول خليجية أهلها خجولون بعض الشيء، والسعوديون خارج هذا المثلث. وهذا شيء طيب لأن الانغلاق يؤثر نفسيا على الإنسان، بينما الإنسان المنفتح يكون أفضل ويستطيع أن يتعايش مع مجتمعه.
* ما هي الأماكن السعودية التي أعجبتك أو زرتها أو تتمنى زيارتها في السعودية؟
.
– زرت أماكن كثيرة بحكم عملي، لكن الطائف وحائل أماكن سياحية جميلة لو تم تطويرها يمكن أن تصبح سويسرا العرب، فهي أماكن جميلة جدا لكن لسوء الحظ لم يصلها التطوير إلى الآن. كذلك الأحساء سمعت بأنها جميلة خاصة مناطق النخيل ومنطقة أخرى تشبه المغارات وفيها أشجار متنوعة.
.
* كلمة أخيرة ؟
.
– أشكر صحيفة “نجران نيوز” وأشكركم على هذا اللقاء.
بالنسبة للكتاب فهو هدية عرفان وشكر للشعب السعودي وأرجو ألا يساء تفسيره، وكما ذكرت في بداية الكتاب أنه بقلم ناقد محب وليس كاتباً يحمل حقداً أو كرهاً، فأرجو ألا يساء فهمه.
الكاتب المهندس محمد المرزوقي
.
حوار لطيف وضيف خفيف
جميل هذ البعد الجديد للصحيفه
ولازلت اراهن ان لدى الصحيفه الشيء الكثير لتقدمه للمنطقه والدوله كافه .
حوار جميل ونتمنى مثل هذي الحوارات قريباً
لقاء قصير في عباراته وطرحة ، عميق في طرح معانيه ومضمونه – تحياتي للاستاذ دواس ولضيفه المهندس الكاتب .
لماذا لم يتم دعوة الضيف لزيارة نجران ؟؟؟؟؟؟