صحيفة المشهد الإخبارية
ستشهد الكرة الأرضية كسوفًا جزئيًا للشمس يوم السبت 29 رمضان 1446 الموافق 29 مارس 2025، سيكون عميقًاجدًا، حيث سيغطي القمر 93٪ من قرص الشمس. ومع ذلك، لن يكون مشاهدًا في السعودية، وهو أول كسوفللشمس من اثنين في عام 2025.
يحدث الكسوف الجزئي للشمس عندما يحجب القمر جزءًافقط من قرص الشمس ما سيجعلها تبدو كما لو أن جزءًامنها قد اختفى. علمًا بأن نسبة احتجاجاً قرص الشمسستختلف حسب موقع الراصد ضمن مسار الكسوف.
كسوف الشمس الجزئي سوف يستمر 03 ساعات و 44 دقيقة ، ما بين الساعه 11:50 صباحا إلى 3:43 مساءً بتوقيتمكة وسوف يرصد في في جرينلاند وأيسلندا وشمال وغربأوروبا وشمال غرب إفريقيا.
على المستوى العربي، سيكون مرئياً في سماء ساحل المغرب المطل على المحيط الأطلسي وسيُرى كسوف جزئي صغير في موريتانيا والجزائر وتونس وغير مشاهد في بقية الوطن العربي.
سيبدأ الكسوف الجزئي للشمس بالقرب من السواحلالشمالية لأمريكا الجنوبية عند الساعة 11:50 صباحًا بتوقيت مكة.
سيصل كسوف الشمس الجزئي إلى ذروته العظمى عند الساعة 01:47 مساء بتوقيت مكة حيث سيغطى القمر 93
٪ من قرص الشمس بالقرب من بلدة أكوليفيك والتي تقع فيإقليم نونافيك وهو جزء من مقاطعة كيبيك على بُعد
1850 كيلومترا شمال مونتريال لذلك كلما اقترب موقعالراصد من أكوليفيك، زاد حجب القمر لقرص الشمس.
سيتبع ذلك وصول القمر إلى منزلة الاقتران لشهر شوال عندالساعة 01:57 مساءً بتوقيت مكة، منتقلاً من غرب الشمسإلى شرقها، منهيا بذلك دورة اقترانية حول الأرض، ومبتدئاًدورة جديدة.
يصل القمر إلى منزلة الاقتران كل شهر، لكن الكسوف لايحدث دائمًا بسبب ميلان مستوى مدار القمر بمقدار 5 درجات بالنسبةٍ لمستوى دوران الأرض حول الشمس، ممايجعله يمر عادةً شمالًا أو جنوبًا من قرص الشمس دون أنيحجبه، وبالتالي لا يحدث الكسوف.
إن معظم حالات الاقتران الشهرية، التي يمكن تحديدموعدها بدقة وسهولة، لا تكون مرئية كظاهرة فلكية، وتُعرفباسم “الاقتران غير المرئي” لكن هذا الشهر، سيحدثاصطفاف شبه مثالي بين الشمس والقمر والأرض، مماسيؤدي إلى كسوف الشمس، وهو حالة خاصة من حالاتالاقتران تُعرف باسم “الاقتران المرئي”.
ثم يستمر الكسوف الجزئي مرئيًا حتى آخر موقع في شمالسيبيريا الشمالية لينتهي عند الساعة 03:43 مساءً
بتوقيت مكة. خلال هذا الكسوف، سيكون القطر الظاهري للشمس قريبًا من المتوسط، بينما سيكون القمر قبل وصولهإلى الحضيض بيوم واحد فقط مما يجعله كبيراً نسبياً. فعندالذروة العظمى للكسوف سيكون قطره الظاهري أكبر بنسبة%4.5 من المتوسط. هذا لپس له تأثير حقيقي على هذاالكسوف، لأنه ليس كسوفا كليا.
بعكس خسوف القمر، فإن رصد كسوف الشمس يتطلب تجهيزات خاصة مثل النظارات المخصصة لرؤية الكسوف أوالفلاتر (المرشحات) للتلسكوبات والمناظير وكاميراتا لتصوير، وذلك لضمان سلامة العين.
على الرغم من أن الكسوف الجزئي للشمس ليس بنفسالأهمية العلمية لكسوف الشمس الكلي إلا أنه لا يزال يوفرالعديد من الفوائد العلمية وفرص البحث.
أثناء الكسوف الجزئي، يغطي القمر الشمس تدريجياً، ممايسمح لعلماء الفلك بدراسة حافة الشمس الخارجية بدقةعالية، وهو ما يساعد في تحسين فهمنا لتاثير الكسوف علىالإشعاع الشمسي ونماذج المناخ وهي فرصة لاختبارالبصريات التكيفية في التلسكوبات الشمسية ومعايرةالأدوات العلمية المستخدمة في المراصد الشمسية
الفضائية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الكسوف الجزئي إلى تغيرات مؤقتةفي درجة الحرارة وأنماط الرياح والضغط الجوي مما يسمحبدراسة كيفية استجابة الأيونوسفير (الغلاف الجوي العلوي)لانخفاض الإشعاع الشمسي المفاجئ، وهو أمر قد يؤثر علىالاتصالات الراديوية ونظم تحديد المواقع. كما يمكنللراصدين الاستفادة من الحدث في اختبار ومعايرة معداترصد الشمس استعداداً للكسوفات الكلية المستقبلية، ويعدأيضا فرصة رائعة لتدريب على الكسوفات القادمة، مثلالكسوف الكلي العظيم في 2 أغسطس 2027 الذي سيكونمن أهم الأحداث الفلكية في القرن الحالي.
من جهة أخرى، يوفر الكسوف الجزئي فرصة تعليمية لنشر الوعي حول علوم الشمس حيث يمكن للجميع المساهمة من خلال تسجيل الأرصاد وقياس انخفاض درجات الحرارة وتوثيق الحدث لإضافته إلى قواعد البيانات العلمية رغم أن الكسوفات الكلية توفر فرصًا علمية أكثر إثارة، خاصةلدراسة هالة الشمس، فإن الكسوفات الجزئية لا تزال تقدمبيانات علمية قيّمة لكل من أبحاث الغلاف الجوي والدراساتالشمسية.