عن الكاتب
عندما يتصفح القاريء الشبكة العنكبوتية ويقرأ التعليقات على قرارات التغيير التي تشهدها المملكة العربية السعودية يجد نسبة عالية من الردود والأقوال تركز على بعض المخاوف التي يتوجس منها المجتمع السعودي.
هذه المخاوف تعكس مستوى التصور الفكري الجمعي لمفهوم التطور والتمدن وكذلك معنى التدين. التطور الحضاري يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى تقدم الأمم والشعوب في فكرها وثقافتها ومدى ما تضيفه من معرفة وتكنولوجيا وإبداع بحثي وعلمي . أما التدين فيمكن قياسه شكليا بقدر ما يمكن أن يطبق في المجتمع من قيم وتعامل وأخلاق. فمثلا كلما زادت قيمة الصدق والأمانة في أي منظومة مجتمعية كلما دل على رقي المجتمع وتدينه. فنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يلقب بالصادق الأمين ، وعندما نرسخ الصدق والأمانة كقيمتين أساسيتين في التعامل لدى الانسان كلما أتت القيم الأخرى متممة وتابعة لهاتين القيمتين. قال نبينا الكريم : إنما بعثت متمما لمكارم الأخلاق.
التدين الذي تقيسه الثقافة الحالية تركز على القشور الخارجية للانسان وتحكم على مدى صلاحه بمدى ما يلبس الشخص وكيف يبدو . وهذه الثقافة من أخطر الثقافات التي تنتج عقليات سطحية تزيد من نسبة النفاق والمراءاة في المجتمعات وتؤثر على العلاقات الانسانية والاجتماعية تأثيرا سلبيا .
كما أن التوجس الآخر لدى العقلية الجمعية مرتبط بالتخوف من مدى تقدم مكانة المرأة في الحياة . وربط تمكينها وتطور شأنها الاجتماعي بالانحلال والفساد الأخلاقي والقيمي . وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في تصور المفاهيم التي تراكمت معرفيا وزمنيا نتيجة للتأثر بالعصور المظلمة سواء كانت عصور الانحطاط في تاريخ المسلمين أو عصور الظلام في أوروبا ومدى ما توارثته الأجيال من تراث ينسب للأديان ويحط من شأن المرأة . فمثلا عند اليهود تعتبر المرأة نجاسة ولعنة وأنها أمرّ من الموت ، و في التلمود ما هي إلا بهيمة يحق استحلالها جسديا من قبل الذكر وآداة يستخدمها الشيطان لإيقاع الإنسان في الشر، ونتيجة لذلك عزلوا المرأة نهائيا عن المشاركة المجتمعية وحطوا من قدرها وشأنها في الحياة .
لكن الإسلام أتى ليحرر المرأة من هذه المفاهيم المغلوطة وتجلى كنور يسطع في الأرض معرفة ومنطقا يرفع من شأن الأنثى ويشيد بدورها ومكانتها . ففي الجاهلية تم وأد البنات وأتى الإسلام محرما وناسفا لهذه الجريمة ولكن اليوم يراد للمرأة أن توأد حية في منزلها فاخترعت مفاهيم جديدة لكي يتم وأدها في قعر بيتها ومن أهم هذه المفاهيم : مفهوم الاختلاط ، والزعم أن صوتها عورة ووجهها عورة وأن مكانها من بيت والدها إلى منزل زوجها ثم إلى المقبرة . هذه النظرة الدونية جعلت من المرأة مخلوقاً يحتل مكانة ثانوية في هرم المخلوقات بعد الرجل وهو ما يخالف النصوص القطعية من القرآن الكريم والتي تنص على أن الخلق كان من الذكر والأنثى بالتساوي والعطف وليس ترتيبا وتفضيلا آدم ثم حوى كما في الاسرائيليات. قال تعالى : (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
بقلم : د. رفعة اليامي
“نجران نيوز”
لازلنا في حرب فكريه مع العقول المتدنيه مع من يفسرون الدين كما يريدون ولكن اتمنى التطور الفكري لمجتمعنا
استمري يادكتوره رفعه اتمنى النجاح والتفوق لقلمك وفكرك الجميل 🌹🌹🌹🌹🌹🌹
مقال اكثر من رائع ويارب يعيك الف عافية
ويارب يبارك لك فيحياتك وعافيتك وعيالك
يادكتورة رفعة 😘😘😘😘
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
قلم مبدع يادكتورة رفعه
كما عودتينا دائما
دائما تتحفينا بطرحش الراقي
دائما متالقه باطروحاتك للامام