عن الكاتب
إخبارية شاملة تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الإلكتروني
تسعى المجتمعات المتحضرة و بخطى حثيثة لتوفير مقومات نموذج المجتمع المعرفي المتكامل وبناء الهياكل الاجتماعية والثقافية المتعددة، فالتكافل الاجتماعي فيه تقوية للروابط الروحية بين الافراد ، ونواة صلبة لمجتمع متكامل بالإضافة الى زرع المودة بين شرائح المجتمع .
كُنت أبحث في مجتمعي “المجتمع النجراني بالتحديد ” فوجدت في مجتمع “حي الحضن” أغلب مقومات المجتمع المتكامل ، استطاعوا تجاوز العديد من العقبات والخلاف فيما بينهم ، مجتمع انتمائه للأرض لا القبيلة ، فعند سؤالك عن أي فرد منهم يُعرف نفسه بأنه من أهل الحضن قبل قبيلته ، وفي ذلك تذويب الفوارق الطبقية والتمايزات الاجتماعية واكساب الفرد احترام الاخرين وتعزيز قيم العدل والمساواة فيما بينهم . اقتربت من هذا المجتمع فوجدت العديد من الجمعيّات ذات الطابع الأهليّ يقوم عليها أهل الحضن شباب وشابات دون استثناء ، تُنفِّذ الأعمال الخيريّة والمساعدات الانسانية داخل مجتمعهم ، اهتموا بالفروسية فأنشئوا نادي الفروسية على مستوى عال من التنظيم ، اهتموا بالرياضة فأنشئوا اكاديميات تهتم بأشبالهم ، اهتموا بالعلم والمتميزين فأنشئوا جائزة التفوق العلمي ، يكرمون المبدعين والمتميزين في كافة المجالات . وللحقيقة أقول كُنت اتمنى استنساخ تجربتهم على باقي مجتمعنا النجراني.
ختاماً في العام الماضي تلقيت الدعوة لحضور الحفل الختامي لسباق الفروسية ، وتشرفت بالحضور وكانت الجائزة الكُبرى سيارة ، وكان التنافس في اشده ، وبينما كُنت جالساً بالمنصة وبعد انتهاء السباق وقبل اعلان النتيجة سألت أحدهم عن الخيل الفائزة فرد علي مباشرة بقوله “لا يهم من الفائز فكلهم ابناء الحضن ”
فهنيئاً لنجران بحضنها وهنيئاً للحضن برجاله .
.
كاتب واعلامي بصحيفة الوطن*