عن الكاتب
إخبارية شاملة تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الإلكتروني
أصبحت الهواتف الذكية من الأساسيات الموجودة في حياة الأشخاص على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم وأعمارهم، فلا يمكن الاستغناء عن هذه الأجهزة في جميع مجالات الحياة، فيتم استعمالها في مجال الأعمال وإنجازها، وساعدت الأشخاص في التواصل مع بعضهم بطريقة سهلة واقتصادية، وتتيح للمستخدم إمكانية إرسال واستقبال البريد الإلكتروني على اختلاف أنواعه، حيث عملت على تقريب الناس من بعضهم، وأتاحت إمكانية التعرف على أشخاص جدد ومن أماكن مختلفة في العالم، ويتم ذلك من خلال التواصل على المواقع الاجتماعية المختلفة، وزادت القدرة على الحصول على المعلومات في المجالات المختلفة، ويكون ذلك من خلال العديد من التطبيقات كالطقس والأخبار والخرائط والقدرة على معرفة المواقع وتحديدها بدقة.
وبالرغم من الفوائد العديدة للهواتف الذكية، إلا أنها لا تخلو من السلبيات والأضرار، فهي تتسبب في حدوث مشكلات في الرقبة والعمود الفقري، نتيجة طول الوقت الذي يقضيه الشخص على شاشات هذه الهواتف بهيئة جسدية مائلة، كما أن النوم بالقرب من الهاتف الذكي يسهم في زيادة مرات الاستيقاظ من النوم والشعور بالتوتر، وقد يعاني الفرد من التهاب الأوتار بسبب إمساكه بالهاتف بفترة طويلة، كما أن الإفراط في الاعتماد على مساعدات الهواتف الذكية يؤدي إلى ضعف تحفيز قدرات الدماغ، كما تشير نتائج الأبحاث إلى أن الاستخدام المطول للشاشات الذكية، يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة رؤية الحاسوب، مع أعراض تشمل إجهاد العين، والرؤية المزدوجة وقصر النظر المؤقت، بالإضافة إلى إضعاف مهارات التفاعل الشخصي نتيجة الاعتماد على التواصل الافتراضي، كما أن استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة يجعل هذا الاستخدام أحد النشاطات الرئيسة في حياة الفرد اليومية، وهو ما يجعل ترك هذا النشاط أو استبداله أمراً صعباً للغاية، وقد يتعرض الفرد لتهديد الخصوصية نتيجة أن ملف المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي يحتوي على جميع معلوماته الشخصية، فضلاً عن تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى، حيث انتشر استخدام مزيج من الحروف والأرقام اللاتينية بدلاً من الحروف العربية خاصة على شبكات التعارف والمحادثة.
ومن العلامات الدالة على إدمان الهواتف الذكية: قضاء أكثر من ساعة يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كلما أمكن ذلك، والإفراط في المشاركة على هذه المواقع، وتأثر الأداء المهني أو الدراسي أو الاجتماعي للفرد، وظهور أعراض انسحابية عند محاولة تقليل وقت استخدام الهاتف الذكي، واللجوء إلى مواقع التواصل لتجنب المشكلات التي تحدث في الحياة الواقعية، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عند النوم مما يسبب الأرق.
ويتأثر الطلاب بصفة خاصة بإدمان الهواتف الذكية، ومن مظاهر هذا التأثر: إهدار الوقت من خلال متابعة موضوعات وألعاب غير مفيدة لساعات طويلة على شبكات التواصل، والتأخر الصباحي وصعوبة الاستيقاظ نتيجة السهر، والتأخر الدراسي وٕاهمال الواجبات المدرسية، والحد من التفاعل المباشر مع أفراد الأسرة، والكسل وقلة الحركة نتيجة الجلوس الطويل على شبكات التواصل، وإهمال الواجبات الاجتماعية، وتقليص المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وتقليص العلاقات الاجتماعية الحقيقية، والحصول على معلومات غير موثوقة عبر الإنترنت، وإضعاف العلاقات مع الأصدقاء الحقيقيين، والاستعاضة عنهم بالصداقات الافتراضية على شبكات التواصل.
.
صحيفة المشهد الإخبارية*