عن الكاتب
قبل عدة أعوام وتحديداً في عام 2020م وصلت إلى هاتفي رسالة تفيد باختياري ضمن المكرمين من مؤسسة الريادة العربية في لبنان، كأحد أفضل الشخصيات الناجحة في السعودية، وتم التنسيق معي من قبل الشركة الموكلة إعلامياً في السعودية لعمل لقاء يسلط الضوء على مسيرتي الشخصية، والحديث عن أبرز المحطات في حياتي، وبعد فترة من الزمن علمت أن مؤتمر التكريم ألغي لعدم توفر الرعاة.
ولا يخفى على كريم علمكم أن مثل تلك الجوائز والتكريمات تعني الشيء الكثير لمن تم اختيارهم وتكريمهم، وقد كان لذلك الخبر أثر إيجابي على نفسي، وكان بمثابة الدافع الكبير والحافز المعنوي لمواصلة مسيرتي، واستكمال ما قمت به من أعمال هادفة، أتذكر جيداً أنني دافعت عن وطني ببسالة أمام الحملات المغرضة في مواقع التواصل الاجتماعي، أتذكر جيداً أنني تنازلت عن الكثير من الأخطاء والحماقات التي كنت أمارسها في سنوات سابقة؛ حتى أكون إنساناً أفضل، أتذكر جيداً أنني وضعت لنفسي هدفاً لقراءة خمسين كتاب في ذلك العام، ونجحت في ذلك التحدي، أتذكر جيداً أنني قمت بكتابة مئات المقالات الرامية إلى توعية الناس وتثقيفهم، ومحاولة تذكيرهم بأهمية أنفسهم وقيمة أدوراهم في الحياة، أتذكر جيداً أنني تحاملت على نفسي كثيراً من أجل مواصلة دراساتي العليا، وتحملت الكثير من التعب والألم والكلام القاسي من أجل تحقيق ذلك الهدف، أتذكر جيداً أنني قمت بتأليف كتابين في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، وقمت بجمع العديد من قصص النجاح وتقديمها للقارئ بشكل مختلف، أتذكر جيداً أنني عملت رئيساً لتحرير إحدى الصحف الالكترونية لمدة أربع سنوات، ودعمت خلالها العديد من كتّاب المقالات، وكنت حريصاً القيام بواجبي كصحفي محترف ومسؤول إعلامي، أتذكر جيداً أنني عملت بمصداقية في جميع المهام التي كلفت بها، بل أنني لم أتقاضى ريالاً واحداً من بعض الجهات التي عملت معها؛ لأنني كنت أسعى لصقل مهاراتي وتوسيع دائرة خبراتي، أتذكر جيداً أنني كنت متسرعاً في حكمي على الكثير من الأمور، ثم قررت اتخاذ قرار التغيير، فأصبحت متفائلاً رغم الكثير من الصعوبات، وحرصت على تقديم العديد من الاستشارات والدورات التدريبية التي تركز على جانب التفاؤل وحسن الظن بالله، والابتعاد عن التشاؤم وتضخيم السلبيات، فوجدت أثر ذلك على نفسي وحياتي، وأتمنى أن تصل رسالتي لأكبر عدد من الناس.
وبالعودة للحديث عن جوائز التكريم وعمّن حصلوا عليها من المبدعين على مستوى العالم، فهناك من العلماء والمخترعين والأدباء من رفضوا استلام جوائزهم؛ لإيمانهم بمبادئ وقيم تمنعهم من ذلك، وهناك من تنازلوا عن المقابل المادي للجمعيات الخيرية، وهناك من حجبت عنه الجوائز لدواعي غير منطقية، أما أنا فسأكتفي بسرد قصتي ومواصلة رحلتي؛ لعلها أن تكون سبباً في إلهام غيري، وبدايةً لقصص نجاح أخرى لمن يقرؤوها.
“صحيفة المشهد الإخبارية”