
صحيفة المشهد الإخبارية
مسعدة اليامي/ المشهد – نجران
دخل إلى عالم الصحافة الواسع من بوابة حب المعرفة لذلك اتكأ على قدراتهُ التي عمل على تطويرها وبدون تقاعس كان يعمل ويدرس إلى أن حقق ما كان يصبو إلى تحقيقه قدم وطرح الكثير من الأعمال الصحفية الميدانية وحضر الكثير من المحافل والمناسبات وأعد وأشرف على الكثير من الملاحق الإعلامية المتباينة و يعمل حاليا ًعلى تأليف كتاب عن مشواره المهني بالصحافة, ضيف اللقاء الصحفي علي عون اليامي بكالوريوس علم اجتماع و الخدمة الاجتماعية من جامعة الملك عبد العزيز عمل في الصحافة خمسة و أربعون عاما من العطاء و لا زال يدير إلى اليوم مكتب صحيفة الرياض بمطقة نجران.
نشرت محاولات بالمرحلة المتوسطة
حدثنا عن بداية مشوارك في الصحافة؟
بدأت علاقتي بالصحافة إثناء دراستي للمرحلة المتوسطة من خلال نشر بعض محاولاتي الشعرية في مجلة اليمامة الأسبوعية والتي كانت تصل عن طريق البريد المركزي بعد صدورها بعشرة أيام وفي المرحلة الثانوية عملت مراسلاً لصحيفة المدينة وكنت انشر بعض الاخبار ولكن الصحيفة كغيرها لاتصل إلا بعد يومين أو ثلاثة من صدورها فتواصلت مع الاستاذ احمد محمود رئيس تحرير جريدة المدينة عام ١٩٧٨ م ووافق مشكور على ارسال خمسون نسخة يومياً مباعة بدون رجيع عبر مطار نجران وكنت أذهب بسيارتي الخاصة لاستلامها من الشحن الجوي وتوزيعها على ثلاثة محلات تجارية ( تموينات ) في أحياء الخالدية والفيصلية وأبا السعود ليتمكن القارئ من الاطلاع عليها في يوم صدورها وكانت تنفذ فوراً واستمريت لمدة ستة أشهر وأقترح علي أخي وصديقي المرحوم علي سلبع اليامي مراسل صحيفة الجزيرة آنذاك بالالتحاق بصحيفة الرياض كونها أكثر انتشارا وتصدر من العاصمة فاتصلت هاتفياً بسعادة رئيس تحرير الرياض الاستاذ تركي السديري رحمه الله والذي طلب مني تزويدهم بتحقيق صحفي عن نجران فبعثته بالبريد مع الصور واتصلت بعد أسبوع للتأكد من وصوله وعندما تحدثتُ معهٌ قال لي: أعتبر نفسك من اليوم مندوبا للرياض وتم نشر التحقيق تحت عنوان ( نجران : الماضي والحاضر والمستقبل ) وبعد شهرين تم استدعائي للمقر الرئيسي وصدر قرار مدير عام مؤسسة اليمامة الصحفية آلأستاذ عبد الله بن حمد القرعاوي رحمه الله بتكليفي مديرا ً لمكتب المؤسسة في منطقة نجران والبدء باستئجار مقر وتأثيثه وسيارة توزيع وبالفعل تم افتتاح أول مكتب بالمنطقة غرب مبنى التموين الطبي والبدء بتوزيع جريدة الرياض ومجلة اليمامة على المشتركين من الجهات الحكومية والأفراد ونقاط البيع التجارية.
كيف نشأت الصحافة في منطقة نجران؟
قبل التحاقي بالعمل الصحفي كان قد سبقني إليه بعض الزملاء المراسلين رحم الله المتوفي منهم وأطال في عمر الأحياء ومنهم الأخ علي سلبع اليامي (رحمه الله) مراسل الجزيرة ومدير مكتبها والأخ عبد الله العوبثاني مراسل مجلة اليمامة قبل تكليفي بافتتاح مكتب للمؤسسة وتولي إدارته إداريا وتحريريا والأخ عبد الله مشبب اليامي وكان زميلي ومراسل صحيفة المدينة معي أيضا واللذين تركا العمل الصحفي منذ زمن وكان لهم مشاركات محدودة.
التحقيقات والحوارات الصحفية
بماذا كانت تهتم الصحافة في ذلك الوقت أي ما المواضيع التي كانت تشغل جيل البدايات بالمنطقة؟

Screenshot
بعد تَركي لجريدة المدينة والتحاقي بجريدة الرياض كونت مع أخي وصديقي علي سلبع اليامي ثنائي مميز وتعاون كبير لخدمة المنطقة وتناول احتياجاتها رغم التنافس الكبير بين الرياض والجزيرة آنذاك ولكن كان عملنا منصبا على التحقيقات والحوارات الصحفية والاخبار والتغطيات وبحكم أننا من أبناء المنطقة كنا نحمل على عواتقنا الكتابة عن احتياجات المنطقة وأوجهه القصور ونشر مشاركات القراء ومطالبهم خاصة وإنها تُعاني من القصور الكبير في مختلف الخدمات والمشاريع التنموية وقد شهدت فيما بعد افتتاح العديد من المكاتب الصحفية كالجزيرة واليوم والبلاد والمدينة وعكاظ والوطن التي التحق بها العديد من الزملاء الصحفيين كمحررين ومراسلين في بعض المحافظات وحاليا أغلقت المؤسسات الصحفية مكاتبها ولم ,يبقى سوى أول مكتب تم افتتاحه بالمنطقة وهو مكتب مؤسسة اليمامة الصحفية ومن إصداراتها جريدة الرياض ومجلة اليمامة وآخر مكتب تم افتتاحه وهو مكتب مؤسسة عسير للصحافة والتي تصدر صحيفة الوطن
إملاء المادة الصحفية هاتفياً
ما الوسائل المتاحة التي كانت تستخدم لمساندة الصحفي في عملة سابقا بنجران؟
للأسف الشديد لم تكن هناك وسائل مساندة تذكر فعندما بدأنا كان التواصل هاتفيا بقسم الاستقبال وإملاء المادة الخبرية عليهم أو إرسال المواد الصحفية والتغطيات والصور عن طريق الشحن الجوي بالمطار بعد ذلك تطور الأمر باستخدام جهاز الفاكس وجهاز إرسال الصور ثم البريد الاليكتروني أما اليوم فيمكن تحرير المواد الصحفية وإرسالها مع الصور بالكمبيوتر أومن خلال الجوال في نفس موقع الحدث.
بهدف إبراز الوجه الحضاري للمنطقة
حدثنا عن رموز الحركة الصحفية بنجران ماذا قدمت من أعمال صحفية تشكل بداية النشأة الصحفية بالمنطقة؟
هناك مجموعة من الزملاء كان لهم دور كبير في المساهمة في تحسين الوجه الحضري للمنطقة وإبرازها إعلاميا يأتي في مقدمتهم المرحوم علي سلبع اليامي وعبد الله آل هتيله مساعد رئيس تحرير عكاظ حاليا وفلاح شيبان وهادي آل دغيس وحسين عقيل والدكتور أحمد معيدي والمرحوم صالح آل ذيبه ومطر الزهراني وقاسم كستبان والزميلة أماني اليامي وسلمى الصالح وآخرون لا يتسع المجال لذكرهم ويمكنني القول أن هناك أكثر من خمسين محرر ومحررة عملوا معنا في جريدة الرياض وقدموا الكثير من الأخبار والتقارير والحوارات والتغطيات المختلفة .

Screenshot
يحتاج العمل الصحفي للذكاء والحس
عُرف عن الصحافة أنها مهنة المتاعب، كيف تصور لنا ذلك من وجهت نظرك؟
قديما كان يقال عن الصحافة بأنها السلطة الرابعة بعد التنفيذية والتشريعية والقضائية لدورها الأساسي في توجيه المجتمع والأفراد تجاه القضايا اليومية محليا وإقليميا وخارجيا من أجل إظهارها للناس واطلاع المسؤولين عليها والعمل على أوجه القصور فيها، هذا إلى جانب نقل الخبر والحدث باحترافية وموضوعية واطلاع القراء عليها لكي يعطي تأثيراً إيجابيا أو سلبيا ويحتاج العمل الصحفي للصبر والذكاء والمتابعة والحس الإعلامي وقد يتطلب الأمر الى تعريض حياة الصحفي للضرر في الحروب والكوارث الطبيعية بحكم عملة أو المحاكمة والاستدعاء من بعض الجهات ذات العلاقة عند اختلاف الآراء أو التذمر من النقد خاصة إذا كان نقدا غير بناء.
زلازل محافظة ذمار بالجمهورية اليمنية
ماذا تقول لنا عن أبرز و أهم الأعمال الصحفية التي كتبت من خلال مشوارك المهني و لماذا ترى في ذلك تميز؟
الحديث عن الصحافة حديث ذو شجون وخاصة عندما يكون الحديث من خلال تجربة استمرت لأكثر من خمسة وأربعين عاما وما حملته من متاعب وصعوبات وشهرة ومحبة وعلاقات طيبة مع المجتمع ,ولعل تغطيتي لزلازل محافظة ذمار في الجمهورية اليمنية عام (1982 م 1403هـ) شاهد على ما واجهته من متاعب حيث كنا نصل الى موقع الزلازل في ضوران انس والحداء ومعبر في محافظة ذمار عبر طريق جبلي وعر على بعد مائة كيلوا متر من مقر اقامتنا في العاصمة صنعاء ونلتقي بالناس ونجري معهم الاحاديث ثم نقوم بوضع فيلم الصور داخل ظرف والتوجه لمطار صنعاء وتسليمة أحد الركاب المسافرين الى مدينة الرياض لإيصاله الى فندق البطحاء ليأتي مندوب الجريدة لاستلامه وتحميض الصور ونعود لتفريغ اللقاءات من جهاز التسجيل الصحفي وصياغتها والاتصال من خلال تليفون (أبو هندل) بقسم الاستقبال في الجريدة ونقل المادة التحريرية هاتفيا وقد يستغرق ذلك أربع ساعات متواصلة من أجل نشر تغطية الحدث هذا بخلاف الأخبار اليومية والتحقيقات والحوارات والتغطيات فقد قمنا بإصدار أكثر من خمسين ملحق اعلامي صحفي لمناسبات مختلفة شملت افتتاح مشاريع تنموية وزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله وأصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدا عزيز والأمير نايف بن عبد العزيز رحمهم الله وغيرهم من أصحاب السمو الملكي والمعالي الوزراء .
إصدار طبعة رابعة
صف لنا شعورك عندما ينشر لك عمل ركضت خلفه ساعات وأيام؟
في السابق كنا نسعى للسبق الصحفي وعندما ننفرد بخبر أو تغطية يكون لدينا شعور لا يوصف ولعل انفراد (الرياض) بتغطية قرار خادم الحرمين الشريفين بتصحيح وضع الأشقاء اليمنين الراغبين في البقاء في السعودية والسماح لمن لا يرغب بمغادرة البلاد مصطحبا معهُ كل حاجياته واعفائها من الجمرك وذلك أثناء حرب الخليج والذي نشر على صفحتين وسط العدد وتغطية ردود الفعل من داخل اليمن والوصول لمنفذ البقع اليمني بين السعودية واليمن في صفحة كاملة كان لها صدى وتأثير كبير الأمر الذي دفع سعادة رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ تركي السديري بإصدار طبعة رابعة من الرياض بعد نفاذ الكمية المطبوعة .

Screenshot
عمل إنساني يحتاج الصبر
الصحفي في الميدان و خاصة في حال حضور القصاص ,الرفدة, اعتاق الرقاب, كيف تتحكم بأعصابك للخروج بتغطية صحفية ,و ماذا يحدث لك بعد فترة من الزمن عندما تتذكر تلك المواقف؟
القصاص لا يحتاج لتغطية فهناك بيان يصدر من وزارة الداخلية ويتم بثه من خلال وكالة الانباء السعودية (واس) لجميع وسائل الاعلام لنشرة كما هو أما عمليات الصلح والشفاعات لعتق الرقاب فيمكن حضورها وتحمل التعب والعناء لرصد ما يتم من مداولات تتكلل في النهاية بعتق الرقاب في عمل إنساني جميل يدل على التكاتف والتعاون بين افراد المجتمع 0ونشره حتى يؤثر في أصحاب الحق في القضايا المشابهة فيعفون عن خصومهم قال تعالى (وَمَنْأَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعً).
المحاولات هي من أخذ بيدي
من الذي أخذ بيدك إلى بوابة الصحافة و من أخذت أنت بيده؟
كما ذكرت لك سابقا كنت أنشر بعض الأبيات الشعرية والمطالبات في مجلة اليمامة ثم التحقت بجريدة المدينة كمراسل صحفي لمدة ستة شهور قبل الانتقال الى جريدة الرياض والعمل محررا ومديرا لمكتبها بمنطقة نجران 0
الرياض ستون عاما ولا زالت متميزة
صحيفة الرياض بعد ذلك المشوار الطويل من الكتابة خلالها ماذا تقول عن ذلك الكيان الإعلامي؟
تعد جريدة ((الرياض)) صرح صحافي كان ومازال رائداً ومتفوقاً ومبدعاً بكل عراقتها حيث قدمت نفسها كصحيفة متزنة ذات خط تحريري رصين على مدى ستون عاما اكتسبت من خلاله ثقة قارئها وولاءه لها، وهذا ما نلمسه ونعرفه من خلال طرحها للموضوعات المختلفة.
تواصل لا ينقطع
في وقت لم تكن الندوات و الدورات و المحاضرات منتشرة مثل هذا الوقت ,كيف كنت تستقي المشورة و المعلومة أي كيف كنت تثقف نفسك؟
كان هناك تواصل مع إدارة التحرير في المركز الرئيسي لا ينقطع للمناقشة والتوجيه والمتابعة لمواضيع وقضايا معينة إلى جانب أهمية تميز الصحفي بالحس الصحفي ومحاولة تلمس احتياجات المنطقة وأخذ رأي المواطنين وتطلعاتهم والعمل على إيصالها للمسولين من خلال تناولها صحفيا .
الاستفادة من المطبخ الصحفي
الاخبار الصحفية ذلك التنوع الثقافي و المعرفي و المعلوماتي الذي إلى اليوم أرى أنه صعب التمكن ,كيف تمكنت من كتابة الاخبار الصحفية المختلفة؟
كتابة الخبر الصحفي تعتمد على توفر المعلومات والبيانات من مصادرها او موقع الحدث الميداني ومن ثم تفريغها وصياغتها بأسلوب السهل الممتنع ووضع المانشيت(العنوان) للخبر المراد نشره ومع الممارسة والاستفادة من المطبخ الصحفي في المركز الرئيسي تزداد ثقافة المحرر وأسلوبه ولكن المحرر لا يجب ان يقتصر دورة على نشر الاخبار بل يجب تطوير نفسه بعمل التقارير الصحفية والتغطيات الميدانية والحوارات الصحفية مع المسؤولين وتناول القضايا والمطالبات مع المواطنين وأصحاب الشأن .
هل لا زال لصحافة الخدمات مكانة كالسابق؟
بالتأكيد فالصحافة الورقية تتميز بدقة المعلومة والبيانات التي تنشرها لأنها تستقيها من مصادرها الرسمية لنشرها حتى يستفيد منها القراء حسب اهتماماتهم .
نشرت مذكراتي بطلب من الأصدقاء
المتابع لك اليوم يجدك تنشر عبر موقعX مذكراتي فهل ذلك بداية مشروع كتاب سوف يرى النور قريباً؟
اشكرك على هذا السؤال والحقيقة أن نشري لبعض مذكراتي كان بطلب والحاح من بعض الاخوان والأصدقاء ومنهم الأخ المهندس صالح كرحان مدير مدينة الأمير هذلول الرياضية الذين أصروا على إطلاع الجيل الحديث على بعض مساهماتي وتغطياتي الصحفية في زمن كان يفتقد لوسائل التقنية التي تساعد الصحفي على نشر ما يريد بسهولة مثل وقتنا الحاضر, والأخ سعيد مرضمة رئيس أدبي نجران والذي أصر وزملائه في النادي مشكورين على إقامة ليلة وفاء لتكريمي مع بعض الرموز في المنطقة وقد لا أخفيك سرا أنني لم أكن أتوقع ذلك الاهتمام والتقدير الذي لمسته من ردود الأفعال من قامات وهامات وزملاء وزميلات بعد نشر بعض مذكراتي في (منصةْ ْ X) وكذلك الحضور في ليلة وفاء بالنادي الأدبي والثناء على شخصي المتواضع الأمر الذي دفعني للبدء في وضع الخطوط الرئيسية لهذا الكتاب والعمل على جمع بعض المواضيع والصور خلال تلك المرحلة ولكنني حريص على ان يكون مختلفا عن غيرة .
طموحي خدمة منطقتي
صف لنا النجاح والطموح والشغف في بلاط صاحبة الجلالة؟
عندما دخلت مجال العمل الصحفي لم يكن أمامي منافسة أحد بل كان طموحي خدمة منطقتي بفكري وقلمي بكل صدق وأمانة بعيدا عن المصالح الشخصية مما أكسبني ولله الحمد احترام وتقدير المواطنين والمسولين صحيح أن بعض المسؤولين يعشقون الاطراء ولا يروق لهم ما نتناوله عن إداراتهم ولكن في النهاية ما يصح إلا الصحيح وفي الوقت نفسة كنت أدرك أنني عندما أحرر خبرا أو تحقيقا أضع أمامي مخاطبة مختلف المستويات الثقافية والمفاهيم المختلفة فهناك قراء في مستواك وأخرون أفضل منك فهما وأخرون أقل فهما لذا قد تختلف الاحكام على ما يتناوله الصحفي مما يزيدني فهما وإدراكا لتقديم الأفضل.
قوة الصحيفة والمؤسسة الصحفية
ماذا تقول عن صحافة اليوم و هل لا زالت صاحبة الجلالة محتفظة بمكانتها و هيبتها؟
لا يمكننا إنكار تأثير وسائل الاعلم الحديثة أو ما يسمى (الاعلام الحديث) على الصحافة الورقية وتراجع مبيعاتها وإيراداتها من الإعلانات الحكومية والتجارية والفردية ولكنة يأتي بنسب متفاوتة حسب قوة الصحيفة او المؤسسة الصحفية وبالتالي أصبح القارئ يحصل على الخبر أو المعلومة بسرعة وأن كان يعيبها عدم المصداقية والمبالغة بخلاف الصحف الورقية التي تمتاز بمصداقيتها ودقة المعلومة وأخذها من مصادرها غير أن بعض المؤسسات الصحفية الناجحة مثل مؤسسة اليمامة الصحفية عملت على خطين متوازيين فلم تخسر قرائها ومتابعيها بل عملت على أدخال وسائل التقنية في مجالها منذ سنوات مضت واوجدت قنوات خاصة بها تقوم بنشر الصحيفة في الموقع الاليكتروني وتنتج فيديوهات تتضمن إعلانات وتقارير مخلفة خاصة إذا ما علمنا أن هناك قراء يتجنبون إضاعة الوقت من خلال التصفح عبر الانترنت أو الجوال ويفضلون الاطلاع على الاخبار والتحقيقات والمواضيع الأخرى عبر الصحيفة الورقية.
مزاولة المهنة
ماذا تقول عمن قال عن نفسه أنا صحفي لمجرد أنه وضع اسمه تحت اخبار قدمت له جاهزة من العلاقات العامة؟
الصحفي الحقيقي هو الشخص الذي يزاول مهنة الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والعمل على جمع ونشر المعلومات عن الأحداث الراهنة، والاتجاهات والقضايا من خلال صياغتها على شكل خبر صحفي أو تقريرا تحقيق شامل ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة والمجلات. ولا يمكننا إطلاق كلمة صحفي على من يقوم بنشر خبر، وخبرين وعادة ما يخضع الصحفي المبتدي لتجربة لا تقل عن ثلاثة شهور حتى يتمكن من معرفة كيفية جمع المعلومات وصياغتها قبل نشرها .
المهارة العالية في الكتابة
كيف أكون صحفي لي بصمتي الحقيقة في ظل عالم التقنية، ذلك الكائن الذي يتمدد يوما أثر يوم؟
يجب أن يتميز الصحفي بالمهارة العالية في فن الكتابة، والإلمام بقواعد النحو والهجاء السليم، لكي يتمكن من الكتابة عن المواضيع المطروحة بوضوح، وإيجاز في كافة الوسائل الإعلامية ليحقق النجاح المنشود.

Screenshot
نشرت ما يزيد عن خمسين ملحق إعلامي
محافل و مناسبات ثقافية و اقتصادية بمنطقة نجران ,كان لصحيفة الرياض نصيب الأسد من خلال التغطيات الصحفية حدثنا عن ذلك؟
هناك الكثير من المناسبات التي قامت الرياض بتغطيتها ولا يتسع المجال لذكرها تجاوزت خمسون ملحق إعلامي ولعلي اذكر منها ملحق اعلامي مكون من عشرين صفحة ثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله للمنطقة وملاحق لافتتاح مشاريع صحية وبلدية وتعليمية وفنية وافتتاح سد وادي نجران واسكان قوى الامن الداخلي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله (وزير الداخلية أنداك) وافتتاح مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للقلب وتشغيل الخدمات الهاتفية في محافظة حبونا وافتتاح جامع خادم الحرمين الشريفين بالخالدية وغيرها كثير.
مكتب الرياض و الوطن بنجران تمارس دورها
ما الأدوار التي تقوم بها المكاتب الصحفية و في ظل الصحافة من الغرفة و السيارة و المقاهي هل تظن أنه لا زال للمكاتب أهمية مع وسائط التقنية الحديثة اليوم؟
مازالت المكاتب القائمة (الرياض، الوطن) تمارس دورها في جلب ونشر الإعلانات الحكومية والتجارية والفردية وتستفيد في سرعة النشر بوسائل التقنية الحديثة بينما تم اغلاق بقية المكاتب الأخرى ولكنها لا تقوم بتوزيع الصحف الورقية على نقاط التوزيع السابقة
صحيفة المشهد الالكترونية تحمل فكراً مختلفاً
الصحافة بمنطقة نجران اليوم إلى أين و كيف ترى الصحف الالكترونية بنجران مثل صحيفة صوت الأخدود, و نجران الآن, و نجران اليوم ,و حبونا و غيرها؟
لم تعد الصحافة كما كانت سابقا وللأسف أن الصحف الاليكترونية التي أشرتي إليها مازالت مكانك سر ولا يمكن مقارنتها بصحيفة سبق ربما لضعف مصادرها أو ضعف علاقاتها لجلب المعلومة بشكل مميز بصفة مستمرة (صحيفة المشهد الإخبارية) والتي تحمل فكرا مختلفا بتناول الاخبار والقضايا واستقطاب الكتاب واتوسم فيها خيرا للمزيد من الانتشار بما يخدم المنطقة .
المواقف كثيرة
حدثنا عن مواقف صعبة واجهتك في الصحافة و كيفتجاوزت ذلك؟
المواقف كثيرة ولعلي أذكر أحدها فاثنا تغطية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ( رحمة الله ) أعددت بعض الأسئلة لطرحها على سموه الكريم واطلعت زميلي المصور محمد الشعيبي عليها و كان راية ان الأسئلة قوية وربما تسبب لي مشكلة ولكنني كنت مقتنعا بطرحها وبعد تفقد سموه للقوات المسلحة داخل مبنى القوة والتوجه للسيارة طرحت السؤال الأول على سموه والذي تضمن بعد قطع المملكة العربية السعودية علاقتها مع الجمهورية الإيرانية هل يتوقع سموكم الكريم أن تحذوا بقية دول مجلس التعاون الخليجي حذو المملكة ؟فواصل سموه السير وركب السيارة في الوقت الذي (ازاحوني) منسوبي الشرطة العسكرية من طريقة وبعد ركوب سموه للسيارة فتح زجاج السيارة وأشار لي بإعادة السؤال مرة أخرى وحظيت بإجابة وافية من سموه رحمة الله على جميع اسئلتي ولكن للأسف الشديد من شدة الفرحة وعندما وصلنا للمكتب لتفريغه وارساله مع الصور اكتشفت بانني نسيت فتح جهاز التسجيل مرة أخرى فما كان منا الا التوجه إلى مزرعة العريسة حيث كان سموه يتناول طعام الغداء ومحاولة أخذ نسخة من المرافق الإعلامي لسموه والذي كان بدورة يسجل التصريح ولكنة أعتذر قبل أن يفرغ التسجيل ويعرضه على سموه ووعدني بإرساله فيما بعد ولكني لم يفعل بل أرسله لوكالة الأنباء السعودية والتي بتته بدورها لجميع وسائل الاعلام المختلفة .

أ. علي عون
الموقف الاخر عندما تم تكليفي منى قبل الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض رحمه الله بالسفر الى الجمهورية اليمنية لتغطية احداث زلازل ذمار في 13 ديسمبر 1982م عام 1403هـ سافرت برا ومعي أحد الجيران من الاشقاء اليمنين المقيمين في نجران وعند وصولنا لمحافظة صعدة طلب من الشيخ عبدالله بن حامس العوجريترك سيارتنا في محافظة صعدة لوجود قطاع مع احدى القبائل ( خلاف قبلي ) وخوفه من القاء القبض علينا واخذ سيارتنا باعتبار مرافقي من نفس قبيه الشيخ فتركناها واستقلينت سيارة اجرة وعند وصولنا في المساء الى محافظة ذمار استأجرنا احد المنازل الطينية وقيل لنا بان الرئيس اليمني وجة نداء للسكان بالمبيت في الوادي لتوقع حدوث زلزال اخر ولم نذق طعم النوم لان جدران المنزل الذي سكنها متشققه وبينما كنا نحاول النوم سمعنا هرولة في الممر ومحاولة لفتح الباب علينا فاخبرت رفيقي بان المؤجرين يعتقدون بان معنا مبالغ نقدية وربما يفكرون في التخلص منا والحصول عليها بحكم اننا نحمل حقيبة دبلوماسية كما كانت تعرف فبادرت بفتح الباب واذا بأحد الاخوة يقول بانة يريد انقاضنا لصلاة الفجر فأجبته وهل جئنا النوم وطلبت منه الدخول وفتحت الحقيبة التي احملها ليطلع على محتوياتها من الة التسجيل والأوراق وكميرة التصوير وذكرت له باننا تركنا اسرنا وحضرنا لنقل الحدث للعالم لكي يقدموا لهم المساعدات والحمدالله اننا لم نصب بأذى رغم الطيبة والشهامة والكرم المعروفة عند الاخوة اليمنيين.
مؤسسة اليمامة رائدة إعلاميا
عام الحلم فبماذا تحلم للصحافة السعودية حتى تظل في الريادة، عام التأثير ما هي الصحف التي يستحق أن تتابع حتى يكون لها صدى قوي في جيل وأجيال الصحافة السعودية القادمة؟
بدون شك فان مؤسسة اليمامة الصحفية تعتبر من المؤسسات الرائدة في المجال الإعلامي على مستوى الوطن العربي وقد حصلت على عدة جوائز محلية وخليجية وعربية في التميز وتعد من أكبر المؤسسات الصحفية نجاحا ونموا مما دفعها لمسايرة الثورة الاتصالية الحديثة مع استمرارها في العمل الإعلامي التقليدي ( الورقي ) ولديها حاليا مجالات إنتاجيه وقنوات إعلامية مختلفة ومنها (الرياض اليوم ) وهي منصة نشر اليكترونية تقدم للمتلقي محتوى يغطي كافة مجالات الحياة واعتقد أن متابعة جريدة الرياض من خلال العدد الورقي الذي مازال مستمرا أو الموقع الاليكتروني تستحق المتابعة وأتمنى أن تحافظ على هذا المستوى المتميز وتطويره للأفضل بما يتناسب ورغبة المتلقي .