عن الكاتب
إخبارية شاملة تصدر عن مؤسسة صحيفة المشهد الإخبارية للنشر الإلكتروني
إذا تعمد الطفل تجنب قول الحقيقة أو تحريف الكلام أو ابتداع ما لم يحدث مع المبالغة في نقل ما حدث أو اختلاق وقائع لم تقع، قيل أنه يتصف بسلوك الكذب، وهو سلوك مكتسب من البيئة التي يعيش فيها الطفل. والكاذب يتعمد ذلك السلوك لتغطية الأخطاء التي قد يقع فيها، أو للتخلص من العقاب. ويرتبط الكذب بمشكلات سلوكية أخرى كالسرقة والغش، نظراً لأن الكذب عدم أمانة في القول، والسرقة عدم أمانة في حقوق المجتمع وأفراده والغش تزييف للواقع من قول أو فعل.
وللكذب أشكال متعددة منها:
– الكذب الخيالي: يوجد عند بعض الأطفال سعة في الخيال تدفعهم إلى ابتداع مواقف وقصص لا تمت للواقع بصلة، فهي أمور يلفقها الطفل حتى يجد لنفسه مكانة بين الآخرين، وهنا يسعى الطفل إلى تحقيق ذاته من خلال أوهام ورغبات وأعمال لم تحدث في الواقع.
– الكذب الالتباسي: قد يلجأ الطفل إلى الكذب أحياناً عن غير قصد، وذلك حينما تلتبس عليه الحقيقة ولا تساعده ذاكرته على سرد التفاصيل، فيحذف بعضها ويضيف البعض الآخر، بما يتناسب وإمكاناته العقلية. وهذا النوع من الكذب يزول من تلقاء نفسه، حينما تصل الإمكانات العقلية للطفل إلى مستوى يمكنه من إدراك التفاصيل وتسلسل الاحداث، ويمكن القول بأن هذا الكذب من النوع بريء ولا ينطوي على أي انحراف في السلوك.
– الكذب الادعائي: بعض الأطفال الذين يشعرون بالنقص يلجأون إلى التعويض بتفخيم الذات أمام الآخرين، وذلك بالمبالغة في مواضعهم الحقيقية فيما يملكون أو ينتمون أو يعانون، بهدف تعزيز المكانة ورفعها وسط الأقران، أو بهدف الرغبة في السيطرة، فقد يدعي الطفل الغنى لأسرته والمنصب الكبير لوالده، لتغطية الشعور بالنقص أو الضعف من خلال المفاخرة أو الزهو أو المعاناة.
– الكذب الدفاعي: وهو أكثر أشكال الكذب شيوعاً بين الأطفال، ويهدف هؤلاء الأطفال إلى منع عقوبة سوف تقع عليهم، وقد يلجأ الطفل إلى هذا النوع من الكذب للتخلص من موقف حرج فينسب الأحداث لغيره.
– كذب المحاكاة: قد يلجأ بعض الأطفال إلى هذا النوع مقلداً المحيطين به من الذين يتخذون هذا السلوك في بعض تعاملاتهم، فمثلاً يقلد الطفل أسلوب المبالغة الذي قد يبدو من الوالدين أو أحدهما.
– الكذب الكيدي: قد يلجأ الطفل إلى هذا النوع من الكذب حتى يضايق من حوله، لإحساسه أنه مظلوم أو لشعوره بالغيرة الذي يسيطر عليه نتيجة حصول الآخرين على امتيازات لم يحصل عليها.
– الكذب العدواني السلبي: وفيه ينتحل الطفل أعذاراً غير حقيقية او مبالغاً فيها ليظل سلبياً عندما يطلب منه عمل شيء او تحقيق هدف.
– كذب جذب الانتباه: عندما يفقد الطفل اهتمام من حوله رغم سلوكياته الصادقة أو السوية، فقد يلجأ الى السلوك غير الصادق حتى ينال الاهتمام والانتباه.
ويكمن خلف الكذب عدد من العوامل منها: المشكلات الأسرية، أو انفصال الوالدين، أو قسوة معاملة أحد الوالدين أو كليهما في معاملة الأبناء، أو التفرقة في معاملة الأبناء، أو مشاهده الطفل للكبار عند ممارستهم أسلوب الكذب في تعاملاتهم اليومية، أو شعور الطفل بالتهديد عندما تكون العقوبة المترتبة على الفعل الحقيقي مهددة لكيان الطفل ومهددة بفقد السند العاطفي، أو الشعور بالنقص وخاصة وسط الأقران وخاصة الغرباء، وتعزبز الكبار لتبريرات الطفل لبعض المواقف والأخطاء وهم يعلمون أنها كذب.
وللتغلب على مشكلة الكذب يجب مراعاة ما يلي: توافر القدوة الحسنة في ممارسة السلوكيات الصادقة، وتوفير قصص للأطفال عن نتائج الكذب وما يقع على الكذاب من عقاب في الدنيا والآخرة، والبعد عن تحقير الطفل لأن ذلك يخفض من مفهومه لذاته ودعم الثقة بالنفس لديه، والبعد عن القسوة عند ارتكاب الأخطاء من قبل الصغار، وعدم التفرقة في معاملة الأخوة، والبعد عن السخرية من الطفل او تأنيبه لأتفه الأسباب.
.
*المشهد الإخبارية