اليوم الوطني.. لا يُختزل في شعار

الوطنية الصادقة والمواطنة الحَقّة لا تُختزل في يوم واحد من السنة وفي تاريخ عابر ترفع فيه الأعلام وتكتب فيه القصائد وتتبادل فيه التهاني. فحب الوطن أكبر وأعظم من ترديد عبارات ورفع شعارات لا تستند إلى مشاعر حقيقية وحس صادق يترجم على أرض الواقع إلى ممارسات وافعال حقيقية. فالوطنية شعور عاطفي وإحساس وجداني يعني ان يكون الوطن أغلى من النفس والمال والولد، والمواطنة المنشودة تعني الحقوق والواجبات، فبالقدر الذي يسعى فيه المواطن للحصول على حقوقة الوطنية المشروعة كاملة، ينبغي عليه القيام بما أوكل إليه من واجبات على أكمل وجه وبإخلاص وأمانة وتفاني تجاه وطنه.
فحب الوطن يعني تقديم أمنه وإستقرارة على أي إعتبار وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة. كما أن حب الوطن يتمثل في التعايش السلمي مع جميع طوائف المجتمع الأخرى، واحترام وجودهم، والإعتراف بما لهم من حقوق، والتشارك معهم والتعاون في كل ما من شأنه تحقيق التطور والتقدم للوطن في جميع مجالات الحياة، وردم الفجوات وتجفيف منابع الفتنة، ونبذ التفرقة حسب المنطقة اوالقبيلة أوالعرق أوالجنس اوالطائفة، وإلغاء التمييز بجميع اشكاله وأنواعه.
إن حب الوطن يحتم علينا القضاء على المحسوبية والواسطة، ومحاربة الفساد والتقصير في العمل والتهاون في النظام، والإحساس بالمسؤولية تجاه جميع القضايا الإجتماعية والوطنية.
حفظ الله وطننا من كيد الكائدين وغدر الغادرين وأدام علينا نعمة الأمن والأمان في ظل رأية خفاقة وقيادة حكيمة إنه نعم المولى ونعم النصير.