نصبر لمصلحة وطننا، ولكننا نتألم

منذ بداية الحرب وحتى الآن ونحن صابرون ومحتسبون بجميع ما هو حاصل بالمنطقة من عثرات بشرية؛ وذلك بسبب الحرب ضد العدوان، فلسنا ضد مصلحة وطنٌنا أو أمننا بل كلنا فداء بأرواحنا وحالٌنا ومالٌنا. من الطبيعي أن يحصل ما هو حاصل، ولكن، يجب أن تكون هناك حلول ثابته للأزمات الغير متوقع حدوثها، فلنأخذ من تجربة حرب اليمن مقياس نقيس به مصالحنا مستقبلاً أو كيفية إدارة الأوضاع الحالية.
.
منذ بداية الحرب وحتى الآن والتعليم يَوِنٌّ قهراً من قرارات عملت بلا حسبان وبلا رقابة ، غادر بما يقارب ٥٠٠٠ الآلاف معلم بحركة نقل خارجية وأصبحت أروقة التعليم يسودها سراب الحيوية والنشاط المدرسي، أصبح المرشد والوكيل والقائد يبحثون عن تغطية للحصص المدرسية ويباشرون ضعف أعمالهم لسير العملية الدراسية كما أصبح الوضع محل خوف وقلق على مستقبل أبناءنا فهم بذمتكم فكلنا حريصون لبناء مستقبلهم فالجميع يلاحظ تدني المستويات ولا ننسى بأن البيوت المبنية بلا قواعد ستكون آيله للسقوط في يوم ماء. فأين القيم والمبادئ الإنسانية لديكم.
.
من منتصف بداية الحرب وحتى الآن ونحن بلا مطار نقضي به سفرنا ونكفي به شر عثرات الطرق الطويلة والمرهقة ومن الحوادث الشنيعة فلا زلنا ننادي بأعلى صوت بلفته كريمة من أصحاب القرار، نريد حلولاً جذرية تخفف علينا أعباء الحياة فهناك من يذهب للمستشفيات من أجل مواعيد وأرهقتهم المشاوير،  وهناك من يسافر للدراسة وهناك ظروف يعلمها الله والتي أصبحت لدينا هموم  وأثقلت كواهلنا، نسمع ببناء مطار مِن سنه ونصف ولكن لم نرى شيئاً على أرض الواقع! لن أقول للمسؤول سوى أن يحضر محلنا  ويتعايش في المنطقة ليحس بأحاسيس الأهالي والسكان.
.
من زاوية أخرى غريبة!!! انقطاع  شبكة الانترنت والإتصالات على الحد الجنوبي بأكمله، ولازلت أقول أنه إذا كان ذلك من باب الإحتياط الأمني فلسنا معارضون أبداً فالظروف تحتم علينا الصبر والوقفة بجانب قيادتنا الرشيدة وبجانب جنودنا وأبطالنا البواسل على الحد الجنوبي، ولكن، ما أودّ قوله أننا بشرٌ ولدينا مسؤوليات واهتمامات أسرية وظروف محيطة تستوجب علينا إجراء مكالمات روتينية كتفقد الأسر والإحتياجات اليومية، مكالمات الطواري لا سمح الله لحدوث حريق أو غريق أو انقطاع للتيار الكهربائي أو غيره من الإحتياطات الأمنية والسلامة. فلا يعقل ولا يدخل العقل ما هو حاصل الآن، مع ذلك، لم تصرح شركة الاتصالات ولم نسمع شيئاً من هذا القبيل أو ما لسبب بهذا الإنقطاع بالرغم من أنَّ الجانب الشمالي بنجران يوجد به تغطية. من باب إخر، هل سيكون هناك تسوية مالية لفواتيرنا!!؟
.
ختاماً، قِفوا لنا وقفة تبجيل واحترام فنحن أهل الوفاء والولاء ونحن من يحفظ العهود فالحد الجنوبي يضم أبطالنا البواسل من باب ونحن درع لقاداتنا ولأمننا ولوطننا من باب آخر، نسوم أنفسنا دفاعاً له ونضحي بأنفسنا من أجل راية التوحيد، فلا نستحق جميع هذه المحن التي باتت تؤلمنا وتكبدنا الخسائر المالية والمعنوية، لم نفقد الأمل حتى الآن سنكون واثقون متفائلون أن سماء المملكة سترسم لنا النصر على الأعداء والخونة، فأعينوننا لهذه الظروف واْبنوا لنا خطاً منيرة نستعيدٌ فيها حياتنا المعتادة ونشأتنا الجميلة بأرجاء منطقة نجران.

.