صحيفة المشهد الإخبارية
يمكن تعريف اضطراب التوحّد :على أنّه اضطراب عصبيّ ونمويّ مُعقّد، يبدأ منذ مراحل الطفولة المبكّرة، ويتضمّن ضَعف في التفاعل الاجتماعيّ، وتنمية المهارات اللغوية، بالإضافة إلى ممارسة السلوكيات المُتكررة، وفي العديد من الحالات يصاحب اضطراب التّوحد بعض المشاكل الصحيّة الأخرى، مثل اضطرابات الجهاز الهضميّ، والتّشنجات العصبيّة، واضطرابات النوم، ويتمّ تشخيص اضطراب التّوحد في بعض الحالات في مرحلة مبكّرة من العمر قد تصل إلى 18 شهراً، إلّا أنّ علامات التوحد الأكثر وضوحًا تميل إلى الظهور بشكل عام بين 2-3 سنوات من عُمر الطفل، وفي الحقيقة قد تتفاوت حدّة اضطراب التّوحد من طفل إلى آخر، حيثُ يُعاني البعض من إعاقة بسيطة قدّ لا تؤثر في ممارسة الحياة الطبيعية إلى حدّ ما، أمّا في بعض الحالات الأخرى فقد يعاني الطفل المصاب من عجز كبيريتطلب رعاية مؤسسية خاصّة
هذا الاضطراب يطلق عليه عدة أسماء منها الذاتوية هي إحدى الاضطرابات المسماة طبيًا اضطرابات الطيف الذاتوي تظهر في سن الرضاعة أحيان كثيرة تختلف أعراض اضطراب التوحد من حالة إلى حالة أخرى ولكنها جميعًا تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال بالمحيطين به وفي تطور العلاقات الإنسانية تظهر عدد من العلامات والأعراض تدلل على وجود التوحد .
علامات وأعراض التوحد : يعاني أطفال التوحد من عدد من الصعوبات الاجتماعية والسلوكية واللغوية و تختلف تلك الصعوبات من طفل إلى طفل أخر بعض الأطفال يصعب عليها لفظ الكلام والبعض الأكبر سنًا يصعب استخدام السلوك غير اللفظي في التفاعل مع الآخرين كتعابير الوجه والتواصل البصري ولغة الجسد والإيماءات يتجاهلون الأشخاص لا ينظرون إلى من يتعاملون معهم ‘ وتكون اهتمامات الطفل ضعيفة يميلون للعب وحدهم ايضًا يصعب عليهم فهم انفعالات ومشاعر الآخرين ويجدون صعوبة بالغة في الاشتراك مع الآخرين في الحديث ويتأخر لديهم التطور اللغوي. ايضا يميل المصاببالتوحد لتكرار العبارات التي يتحدث بها الآخرين دون صياغة لغاتهم الخاصة بشكل يتماشي مع المهارة اللغوية ‘ايضا يلتزم مصابون التوحد بالروتين وان التغير البسيط يثير لديهم نوبات من الغضب ويكونوا عدائيين جدًا ‘ لا يكتسب المهارات الاجتماعية ولا يرد على من ينادونه باسمه يرفض العناق و ينكمش على نفسه يتحدث بصوت غريب بنبرات إيقاعها مختلف ليميل لاستعمال الصوت الغنائي . يصاب بالانبهار من بعض الاشياء مثل عجل السيارة او لعبة ‘ شديد الحساسية تجاه الضوء والصوت وعندما يتقدم الأطفال في سن البلوغ يكون جزء منهم لديه استعداد للاختلاط والاندماج مع البيئة المحيطه خاصة الذين يعانون من اضطرابات اقل حدة وخطورة كما أنهم بطيئون في التعلم وبعضهم يتمتع بذكاء طبيعي .
أسباب التوحد:أرجع عدد من الأطباء اسباب التوحدبسبب وجود جينات تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بمثل هذا الاضطراب حيث أنها تؤثر على نمو الدماغ وتطور الخلايا الدماغية‘ هنالك العوامل البيئية مثل العدوى الفيروسية كتلوث الهواء . ايضا هنالك عوامل أخرى مثل مشاكل أثناء مخاض الولادة ‘ إصابة اللوزة هي جزء من الدماغ أو بسبب أخد الأم للقاحات الحصبة أو النكاف والحصبة الألمانية و لقاحات أخرى تحتوي على مادة الثيميروسال التي تحتوي على كميات ضئيلة من الزئبق .
لماذا يصاب الذكور باضطراب التوحد أكثر من الإناث : في دراسة تابعة للجمعية الوطنية البريطانية تم إجراءها على عينة من الأطفال المصابون باضطراب التوحد وجد أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من الإناث حيث يصل العدد أربعة أضعاف الإناث كما أن نسبة إعاقة التعلم بالنسبة للذكور أعلى من الإناث بالمقارنة تكون الإناث اشد في الحالة يعود السبب إلى معايير تشخيص المتلازمة التي تعتمد على الخصائص السلوكية حيث أنها تظهر بشكل أوضح عند الذكور أما الإناث تستطيع التكيف مع أقرانها كما أن الإناث تتفوق في المهارات الكلامية عن الذكور الذين يتفقون بالمهارات العملية الملموسة تكون هنالك أسباب عصبية تفسر التوحد ونوع التوحد وحدته حيث تلعب العوامل البيئية والاجتماعية دورًا كبيرًا في اختلاف قدرات الجنسين ولكن طرح الباحثون شرحًا أخر لذلك أن الجينات المورثات الكرموسوم إكس عامل نقل الصفات الوراثية أن البنات يأخذوا الكرموسوم أكس من الأب والأم أما الأولاد يأخذون من الأم فقط تفترض النظرية أن البنت ترث من الأب جين منيع يحمي من التوحد لذلك تكون البنت أقل عرضة للإصابة باضطراب التوحد ، في دراسة سويسرية حديثة اتضح عن وجود عامل بيولوجي يحمي أدمغة الفتيات من الإصابة بالتوحد هو الذي يصيب الذكور أكثر من الإناث يرجع ذلك لتمايز بين الكروموسومات والاضطرابات العصبية بين الجنسين مثل فرط نشاط الحركة وقلة الانتباه ولكن الخبراء قالوا أن التوحد عندما يصيب الإناث فإن أعراضه تكون أشد ضررًا من أعراض التوحد عند الذكور التي تختلف من حالة إلى حالة أخرى .
التعامل مع أطفال التوحد
إنّ التشخيص المُبكّر للتوحد له شان كبير في مُساعدة طفل التّوحد على التّطور وممارسة حياة طبيعيّة قدر المُستطاع، حيث يمكن مساعدته من خلال العمل الجماعيّ من قِبل المتخصّصين، مثل؛ الطبيب، والمعالج الوظيفي، ومعلمي التربية الخاصة، وغيرهم. ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد إلى الآن علاج محدّد وشافٍ لاضطراب التوحد، ولكن توجد بعض الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل على تعلّم وسائل الاتصال الفعّال، وكيفيّة تكوين الصداقات، ومشاركة اللّعب مع الآخرين، كما يجدر التنبيه إلى أنّ طفل التوحّد بحاجة دائمة إلى المساعدة من قِبَل الآخرين، لذلك يجدر بعائلة الطفل والأشخاص المحيطين به تفهّم حالة الطفل والصبر عليه.
كلام جميل وواضح يعطيكم العافيه