أخطار تواجه المرأة السعودية العاملة في بيئة العمل المختلط

يتزامن الحديث عن الأخطار والمشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة السعودية في بيئة العمل المختلط في ظل رغبتها في العمل ومشاركتها في التنمية المجتمعية من خلال الاستفادة من طاقاتها الإبداعية ، وحاجة المجتمع لعمل المرأة ، وخاصة بعد أن تسلحت بالعلم ، وتخصصت في ميادين عديدة ، بالإضافة إلى حاجة بعضهن للعمل من أجل تحسين الدخل ، ورفع المستوى المعيشي لأسرهن ، وتزداد الحاجة بالنسبة للمرأة التي لا تجد مَنْ يعولها ، وتنفق على نفسها ، وقد عايشت الكاتبة هذه المخاطر التي تتعرض لها المرأة ، وعاينت بنفسها هذه المشكلات وأثرها على إنتاجية المرأة العاملة ، وعلى درجة السرعة والإتقان في إنجاز المهام الموكلة إليها ، وكم الضغوط النفسية التي تتعرض لها يومياً ما يجعلها تجد صعوبة في التوفيق بين الحياة العملية والاجتماعية ، وفي النهاية تلجأ إلى التخلي عن عملها ومستقبلها المهني رغبة منها ، أو رُغماً عنها ، وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور ، وعرض لأبرز التحديات وسبل المواجهة والحلول المناسبة لعلاجها.

عزيزتي العاملة في بيئة العمل المختلطة ، يجب لفت انتباهك إلى أن مشكلات العمل هي جزء رئيس من العمل نفسه  ، والنجاح الحقيقي ليس في التخلص منها ؛ بل مواجهتها والبحث عن سبل الخروج منها ، وسوف أعرض عليكِ أبرز هذه المشكلات مع الحلول المناسبة حتى تكوني ناجحة في عملك ، وتتمكني من بث الثقة والطمأنينة والراحة النفسية فيمن حولك ، وتكتسبي تقديرك لذاتك ، وتطوري من قدراتك.

1-الغيرة

قد تواجهين الغيرة من بعض  زملاء العمل  ، وكونكِ مصدر للغيرة ممن حولك فهذا أمر إيجابي يولد الحافز ويدفعك إلى العمل، ولكن قد تصادفين نتيجة غيرة الزملاء غير الأسوياء مشكلات في العمل، فيتبعون جميع الطرق للإيقاع بك في الفشل ووضع المصائد والمكائد لك، ما يصيبك بالإحباط ، واليأس نتيجة وقوعك في شباك غيرتهم السلبية.

فلا تدفعك الغيرة إلى الانتقام، ولكن اجعلي تصرفك أرقى من أن تعامليهم بالمثل، واستمري في طريقك ولا تنظري لأفعالهم ولا تذكريها أمامهم، وتظاهري بمظهر الصامدة القوية المبتسمة دائماً، واجعليهم يخجلون من حسن تعاملك ومقابلتك الإساءة بالحسنة، ولا تثقي فيمن حولك بسهولة وتطلعيهم على أسرارك الحرفية في العمل، وتأكدي أن العقبات، التي توضع لك بسبب الغيرة وتصيد الأخطاء هي درجات يجب أن تجعليها سلماً حافزاً لإثبات نفسك ومهاراتك وقابليها بكل إصرار وثبات متحدية غيرتهم بعملك الجاد.

2-العنصرية

تتمثل في معاملة الفرد بشكل غير مماثل مع زملائه الآخرين وبصورة غير متكافئة كأن تجدي أن مديرك يتحيز للرجال أكثر في تطبيق المهمات الوظيفية على الرغم من مقدرتك عليها، ولكنه يجد أن عمل الرجل أفضل من النساء، فيتعمد تهميشك ووضعك في المهام البسيطة، التي لا تتمكني من خلالها من إثبات قدراتك العملية أو تجدي تمييزاً من جانب آخر من قبل المسؤولين لأشخاص غيرك تربطهم به علاقه الواسطة أو المصلحة.

فثقي دائماً بنفسك وقدرتك، واعلمي جيداً أن المهام الصغيرة هي السلم للصعود إلى المهام الكبرى، وقدمي أفضل ما عندك فيما يُطلب منك وأضيفي إليه مجهوداً خاصاً يجعل من المهمة الصغيرة مهمة متميزة كبرى تفرض نفسها على الجميع، كذلك حاوري وناقشي مسؤوليكِ وأثبتي لهم بكل ثقة أنك قادرة على تنفيذ المهام مع سرد مقترحات قيمة للموضوع المطروح للمناقشة، وافرضي نفسك على ساحة العمل، وحددي دورك ولا تجعلي نفسك فرداً صامتاً يأخذ ما تبقى له من الهوامش، وتناقشي وافرضي آراءك بوعي وتميز، والفتي الأنظار إليكِ من خلال عملك ومجهودك المميز الذي يتحدث عن قوة قدراتك.

3- الغيبة والنميمة

كثرة الحديث عن هذا وذاك في مجال العمل صفة أساسية تتواجد في معظم أماكن العمل خاصة في بيئة العمل المختلط ، حينها ستكثر الأقاويل المليئة بالشائعات والكلام الخاطئ، فالنساء يتفنن بذلك لملء أوقات فراغهن أو من باب التسلية وأحياناً من باب الغيرة أو خلافات تحدث في بيئة العمل فيزيد التحدث هنا وهناك ،فعندما تصادفين كثرة الغيبة والنميمة في محيط عملك عليكِ بالابتعاد تماماً عن تلك الجلسات أو التدخل في حواراتها، كي لا يوضع عليك اللوم في أنك أخطأت في حق أحدهم، واعرفي جيداً أن التحدث في أمور الزملاء هو تضييع للوقت وانتهاك لحقوق الآخرين، وإن وجدت نفسك مجبرة على الاستماع لمثل تلك الأحاديث حاولي أن تغيري محاور الكلام بفتح مواضيع عامة للحديث عنها بعيداً عن التحدث عن الزملاء.

4- تشويه السمعة

للأسف هناك بعض زملاء العمل ضعاف النفوس والأخلاق عندما يستنزفون جميع قدراتهم في الإيقاع بزميل لهم يعتمدون على مبدأ “كسره بتشوية سمعته” وسط بيئة العمل، ويعد الأمر أكثر خطورة وله أضرار بالغة على المرأة، إذ أن لها كينونة خاصة واحتراماً لا يجوز أن يمس أو يهتك من قبل الحاقدين ، وعليك بدايةً أن تعلمي أن الأمور لا تؤخذ بالصمت أو بالبعد عنها واتباع مبدأ البعد عن المشاكل غنيمة، فسمعتك هي أساسك، لذا لا تجعلي أحداً يمسسها أو يقترب منها، وإن حدث ذلك فواجهي العابثين في سمعتك ومن يسعى إلى تلويثها بالأكاذيب والخداع، وكوني حازمة وقوية في مواجهتك معه، مؤكدة أن حياتك وكرامتك ملك لك، ومن يتعداها سينال ما لا يرضيه، ولا تتنازلي أو تتقاعسي في تقديم شكوى للرؤساء إن زاد الأمر عن حده لتأخذي حقك بالكامل ومحاسبة المسؤول عن ذلك، ولتجعليه عبرة لمن لا يتعظ كي لا يفكر أي شخص مرة أخرى في تكرار الأمر.

5-: تحرش زملاء العمل

قد تتعرض بعض السيدات العاملات في الأماكن المختلطة للتحرش من الزملاء أو المراجعين في أماكن العمل، والذي تختلف مظاهره إما بإلقاء العبارات والمعاكسات أو الإقدام على تصرفات لا أخلاقية تعد منافية للاحترام، مما قد يشعر المرأة بالإذلال والإحراج المليء بالخوف والصمت ، وتأكدي سيدتي أن صمتك في ذلك الموقف لن يخفي المشكلة أو يعالجها، بل سيزيدها، لذا عليكِ بتحذير المتحرش بأسلوب التهديد أولاً، وكوني حازمة في تحدثك معه، ولا تظهري بمظهر الضعيفة الخائفة، التي من الممكن إجبارها أو تخويفها، وأظهري قوة تربيتك وشخصيتك في مثل ذلك الموقف، وابدئي بالتهديد والتوعد بفضح أمره إن كرر أفعاله، وإن لم يأتِ التهديد بنتيجة فلا تخافي من فضح أمره وتقديم شكوى ضده لكشف حقيقته أمام مرؤوسيه.

تلك كانت أبرز المشكلات والأخطار التي من الممكن أن تواجه المرأة العاملة في بيئة العمل المختلط ، وكذلك أبرز الحلول والمقترحات التي تساهم في التخفيف من حدتها ، وتيسر سبل معالجتها من خلال الثقة بالنفس ، واتخاذ كافة السبل المتاحة والمشروعة في مواجهة تلك الأخطار.

.

مرشدة طلابية*