عن الكاتب
ارتبطت كلمة (ثأر) برجل يأخذ بدم مقتول مِمَّن قتله. لكن ما حدث في (مثار نجران) أن المجتمع النجراني الأصيل ثَأرَ للقيم الإنسانية النبيلة والعادات العربية الأصيلة وأخذ بحقها ممن ماتت في قلبه.
.
إن سياسة حكومتنا الرشيدة مرنة متزنة في الداخل كما هي في الخارج وتسعى دوماً إلى حل الخلافات بالطرق السلمية. ولهذا نجدها تحتوي العادات والأعراف القبلية الحميدة التي تسهم في تحقيق السلم الاجتماعي.
.
شهدت نجران اليوم الجمعة 9 / 9 / 1444 هـ حالة اجتماعية جسدت التناغم والانسجام بين سياسة الدولة وعادات القبيلة؛ ألا وهي منصد قبائل جشم يام لقبائل المكارمة على إثر قضية قتل بشعة راح ضحيتها المرحوم/ حسين بن أحمد الجمالي المكرمي. وقد أشرفت على هذا التحرّك القبلي الحاشد إمارة منطقة نجران ممثلة في صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير المنطقة، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز. وقاد جموع جشم شيخهم/ مانع بن سالم بن منيف. وكان في استقبالهم شيخ شمل قبائل المكارمة الشيخ/ علي بن حاسن المكرمي، وشيوخ شمل قبائل يام وهمدان. الشيخ محمد بن علي أبو ساق شيخ شمل قبائل آل فاطمة، والشيخ مانع بن جابر آل نصيب شيخ شمل قبائل مواجد، والشيخ صالح بن مانع آل حيدر شيخ قبائل آل عباس وائلة. وجمع غفير من أعيان وقبائل وأهالي منطقة نجران.
.
جدير بالذكر أن منصد جشم للمكارمة هو تعبير جماعي عن رفضهم واستنكارهم وإدانتهم لجريمة القتل الشنيعة التي هزت المجتمع النجراني.
نحمد الله على نعمة الوطن السعودي الآمن المستقر الذي ترعى شئونه بعد الله سبحانه قيادة حكيمة، ونحمده على نعمة المجتمع النجراني المتآزر الذي يقهر بتماسكه الفِتَن ويتجاوز بتكاتفه المِحَن. مشهد اليوم يعبر عن التلاحم المجتمعي ويجسد نموذج البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا. وهو حالة مصغرة للمشهد السعودي العام الذي ينعم بالأمن والرخاء والسلام تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
“صحيفة المشهد الإخبارية”