عن الكاتب

أنار الشيخ المغامسي قبل عدة أيام شاشات التلفزيون وصفحات الإنترنت بقوله العادل والمنصف (( الشيعةَ والإسماعيليةَ والصوفيةَ إخوانٌ لنا ومؤمنونْ بالله وحده ومحمد رسوله صلى الله عليه وسلم )) كما وقال أن لديه رجاء ” استحداث مذهب جديد معتدل ” المغامسي يملك معرفة عميقة جداً، يملك علم ونظرة سامية، صعب جداً أن يضاهيه أصحاب القلوب السوداء. ما قاله يمثل حال المؤمن بالقلب واللسان فهو سفير للإيمان ومرآه للإسلام الحقيقي، منطِقُه لينْ وكلامه حسنْ ويملك أخلاق مسلم حقيقية، بلاد العرب تحتاج أمثاله في مثل هذه الأيام، تحولت العرب إلى أدغال يفترسون بعضهم البعض، داعشيون بالفكر منهم من يقتل علناً ويستبيح دماء المسلمون ومنهم من يحمل الفكر في قلبه ولكن بِطرق أخرى، ومنهم من ينبح في مواقع التواصل الإجتماعي بإخراج عُبَّاد الخالق من الملة وجعلهم مشركون، صدق ابن سينا عندما قال (( بلينا بقوم يظنون ان الله لم يهد سواهم )) وهم حقيقة جهلاء قلب وعقل ولا يملكون الا الكراهية والبغضاء والتفريق.

.
لم تكاد تنتهي كلمات المغامسي إلاّ وهناك وابل من التغريدات والصرخات والهجوم الوحشي الطائفي النتنْ والشتم عليه لأنه فقط قال مقولة مؤمن بقلبه ونطق بها لسانه فالمسلم من سلم الناسْ من لسانه ويده، ظهرت بعض الأشباح بلمح البصر وتحمل دكتوراه، مما يعني وصولها لأعلى درجات العلم والمعرفة ظهرت لتكفر المسلمون وتزندقهم ولكن تنطبق عليهم القول (( سيماهم في وجوههم )) وقال الله تعالى [ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ] لن يزيدنا هذا الا قوة ولن يزيدكم هذا إلا جهلاً وخنوعاً يا من تدعون الإيمان،

.
يقول الله سبحانه وتعالى (( وأدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) كما يقول تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب: 58]. ويقول المصطفى صَلَّى الله عليه وسلم[ إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) [رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم}. التسامح والتيسير والوسطية قيم ومبادئ حث عليها الاسلام وكتاب الله الكريم ملئ بالآيات التى تٌرسخ هذه القيم، والسنة النبوية الشريفة مليئة بالاحاديث التى تؤكد هذه الخصال، سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان باباً للتسامح مع أهله ومع من حوله ومع أصحابه وأهل بيته، بل مع أعدائه أيضاً.

.
أنا فقط أتساءل هل أنتم أساتذة جامعات ولكم حوارات ولقاءات ومحاضرات داخل المساجد وحلقات تحفيظ القران وندوات وغيره… هل تبثون سمومكم وتزرعونها في عقول تلاميذكم.. ما ذنبهم!؟ هل تجيشون جيوش التكفير والفكر الضال، هل تملكون في قلوبكم عقيدة إيمانية خالية من الرايات السوداء، لن تنظف بقاع الأرض وانتم مشايخها ولن يعم السلام والصلح والحب والتقارب وأنتم من ينفيهْ.

.
في أوروبا وغالبية الدول طوائف عديدة وفرق كثيرة وعبادات مختلفة، لكنهم يتصفون بصفات الاسلام الحقيقي، فلا يوجد لديهم قتل ولا تكفير أو تفرقة، نزهاء شرفاء ويبتسمون في وجوه بعضهم البعض، يتميزون بالصدق والوفاء ويوفروا للمسلمين مساجد للصلاة داخل الكليات والجامعات بل ويحمونها، والبعض لازال يكفرهم في المنابر ويحذر منهم والمفروض أن يحذر العالمين منكم انتم لا منهم، نحن نريد فقط كلام حسن وأخوة صادقة لانريد مالاً وعتاداً نريد قانوناً يحمي الأديان والبشر من أنياب المتطرفين السامة، من أمن العقوبة أساء الأدب فَلَو كان هناك عقابا لما رأيت مثل هؤلاء الأوباش.

.
ولله الحمد نحن الآن في ظل قيادة حكيمة جدا ونظرة سمو لي العهد ثاقبة بتوحيد اللحمة والتسامح والأخاء بين كافة شرائح المجتمع, أنار سموه طريق الإسلام الحقيقي بعد مكوثه مظلم لعدة سنوات فضلا عن لجم الطائفية واجتثاثها, طيق مبدأ العدل والمساواة بين الشعوب لذلك هنيا لنا به وسيحذو الجميع حذوه بلا شك.

.
ختاماً: ما الذي يجعلكم هكذا؟ لماذا دائما تقذفون وتكفرون ما هو غذاءكم الذي يمنعكم من التسامح!؟ هل من مجيب؟.

.

✍️ حمد محمد دغفان

“صحيفة المشهد الإخبارية”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

«لا يتطلب جهداً»… مفهوم صيني عمره 2000 سنة يجعلك أكثر نجاحاً

الجمعة, 26 يوليو, 2024

توكلنا»: إضافة هويات وجوازات المحتضنين لمن أعمارهم 18 سنة أو أقل

الجمعة, 26 يوليو, 2024

دراسة تحدد عدد ساعات استخدام الأطفال للهاتف أسبوعيا

الجمعة, 19 يوليو, 2024

«ساما»: أنظمة المدفوعات والبنوك في السعودية لم تتأثر جراء العطل التقني العالمي

الجمعة, 19 يوليو, 2024

Xiaomi تطلق هاتفا مجهزا بأفضل الكاميرات والتقنيات

الجمعة, 19 يوليو, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً