عن الكاتب

شاعر بلا حدود @mal7mran


‏( ١ )

‏قال الله تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) وقال عز من قائل ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وقال سبحانه
‏( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) وقال جل ذكره ( وقولوا للناس حسنا ) والكثير الكثير من هذه الآيات المحكمات ونظائرهن ، التي تدل على حرية اختيار المعتقد ودينامية الحياة والتعايش السلمي وقول الحسن وترك القبيح ..

‏وأحاديث نبي الرحمة التي سأوردها تعزز هذا المبدأ
‏يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون من المفلس – قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؛ فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة؛ ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا؛ وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته؛ فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )
‏ففي هذا الحديث دلالة واضحة بـ أن الدين كما قال عليه الصلاه والسلام ( المعاملة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ )

‏( ٢ )

‏فـ الدين ( حسن الخلق ) و ( المسلم من سلم ( الناس ) جميعهم بكافة أعراقهم وأجناسهم وأديانهم وأطيافهم من لسانه ويده ) ، لا كما يصوّره البعض ويؤدلجه في عقول الاتباع بأنه دين شتم وقذف وكراهية وقطيعة أرحام ، ويعيش هذا المؤدلج في ( نار الكراهية والحقد والظغينة ) في الدنيا.. ولا يتصالح مع ذاته ومع الآخر المختلف لأنه ومع الأسف غُذيَّ بالكراهية والسب والشتم والقطيعة وكلها للأسف بـ اسم الله ، الذي لا يرضى أن تُعاش هذه الحياة بـ هكذا أسلوب ..

‏ولو أن هذا المؤدلج ترك طريق الكراهية والقطيعة والسب والنميمة والقذف التى شرّعها لـ نفسه بـ اسم الاله الرحيم الذي يقول ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ويقول ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )
‏وجرّب طريق التواصل والمحبة ونشر الحب والتسامح وقاعدة ( اترك الخلق للخالق ) لأن الدين ما هو إلا ( الحب والسلام ) وغير هذا لا يُعد من الدين بشيء..

‏( ٣ )

‏يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي :

‏لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
‏ إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
‏لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ
‏فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
‏ِوبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ
‏وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
‏أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ
‏ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني..

‏يجب أن نُشيع الحب والسلام والتواصل والتراحم بدل القطيعة والبغضاء..

‏يجب أن لا نؤجر عقولنا وأن نتعض من الماضي فـ المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ..

‏( ٤ )

‏والمشكلة أن الشخص يُوهم نفسه بأنه في الطريق الصحيح مع أن خطاياه وذنوبه قد أحاطت به يقول الله تعالى ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ )
‏وقال عز وجل ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )

‏ويعيش في آلام وأمراض ومشاكل نفسية وعضوية بسبب سيئاته وذنوبه من نميمة وغيبة وقطيعة ولعن وظلم للناس ، ويعتبر هذه المشاكل والأمراض من وجهة نظره إمتحان وابتلاء له كـ مؤمن ، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )
‏فالله يبتلي المؤمن بالخير والحسنات والطمأنينة والسكون والهدوء وليس العكس فـ ترى أغلب هؤلاء الناس يصلون ويصومون ولكنهم يعيشون في نار الكراهية والحقد ، يقول تعالى ( وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ )
‏وقال تعالى ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)

محمد بن حمران

“صحيفة المشهد الإخبارية”

شارك هذا المقال

آخر الأخبار

‏شهر رمضان و آكلي اللحوم !

السبت, 15 مارس, 2025

“هيئة النقل”: غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

بتوجيه من سمو ولي العهد.. المملكة تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في جدة

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

سفير التعاونيات ووحدة الخلايا الجذعية اللواء م قناص آل سوار ل “صحيفة المشهد الإخبارية”: مرض السرطان سلب مني والدي وأنتزع من أعماقي أمي وهذه احدث المشاريع لمساعدة مرضى السرطان

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

المملكة تحتفي اليوم بـ”يوم العلم”.. اعتزازًا بقيمه الوطنية

الثلاثاء, 11 مارس, 2025

ألبوم الصور

كتاب الرأي

مقالات أخرى للكاتب

اضف تعليقاً