صحيفة المشهد الإخبارية

يدعو الكثير من الباحثين في مجال الزراعة إلى استزراع شجرة “الهوهوبا” في البلدان العربية، نظرًا لأهميتها الاقتصادية المتمثلة في دخول بذورها، وأوراقها في استخدامات العديد من الصناعات الطبية، والغذائية، والزراعية، وتوافقها مع طبيعة المناخ السائد في معظم أرجاء المنطقة، إذ تتحمل هذه الشجرة الظروف البيئية الجافة والحارة، ولا تحتاج للمياه بشكل كبير، وهو ما يتسق مع إستراتيجية الزراعة في المملكة التي تسعى لتحقيق التوازن ما بين تنمية القطاع الزراعي والمحافظة على الموارد المائية.
وتدخل “الهوهوبا” في مكونات 300 منتج صناعي وغذائي بالولايات المتحدة الأمريكية، وأجاز (European Committee) استخدام زيتها في تغطية الشوكولاتة، والفواكه المجففة، لتقليل الفاقد من الرطوبة أثناء عملية التخزين مع الحفاظ على جودتها، كما دخل استخدام الشجرة في عدد من صناعات مستحضرات التجميل، والعناية بالبشرة، وبعض المكملات الغذائية التي تصدر للعالم.
و”الهوهوبا” عبارة عن شجرة صحراوية معمّرة، ويبلغ طولها من 8ر1 إلى 3 أمتار، وعرضها من 8ر1 إلى 4ر2 متر، وأوراقها جلديه بطول 5ر2 إلى 6 سنتيمترات، وعرض 2 سنتيمتر، ولون الذكر أخضر مصفر، يحتوي على طبقه شمعيه تقلل من فقد الرطوبة، بينما المؤنثة منها صغيرة الحجم، ولونها باهت، وتلقح عن طريق الرياح.
ونظرا لهذه الأهمية، أجرى مركز الأبحاث التابع لكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم، دراسات علمية على هذه الشجرة شملت مختلف مناطق المملكة لمعرفة إمكانية زراعتها فيها، لتُظهر النتائج أنها شجرة تتأقلم بشكل سريع مع الظروف البيئية المحلية السائدة، ويمكن أن تسهم – بإذن الله – في دفع حركة تنمية القطاع الزراعي في المملكة، وزيادة تنوع الاستثمار الاقتصادي فيه.

هذا ما أكده رئيس المركز الدكتور عبد الرحمن عبد الله الصقير في ثنايا حديثه لوكالة الأنباء السعودية عن شجرة “الهوهوبا”، مبينًا أن “الهوهوبا” التي يطلق عليها “البندق البري” واسمها العلمي (Jojoba) شرعت الكثير من الدول في استزراعها ودعم وتشجيع الأبحاث العلمية المرتبطة بزراعتها وإنتاج بذورها خاصة في دول منطقة الشرق الأوسط، واستنباط الأصناف المناسبة منها لكل منطقة بيئية، لأن بذورها تحوي كميات من الزيت يمكن للإنسان الاستعانة به في غذائه.
وقال الدكتور عبدالرحمن الصقير: إن دراساتهم التي أجروها على “الهوهوبا” بينت أن زيتها من الناحية الفيزيائية يشبه الزيوت النباتية الأخرى، أما من الناحية الكيميائية فإنه أقرب ما يكون إلى الشمع السائل، بخلاف الزيوت المشتقة من بذور المحاصيل الزيتية الأخرى، وهو أصفر اللون عديم الرائحة ومقاوم للتزنخ، ويبقى سائلاً في درجة حرارة الغرفة، متميزًا بالثبات وطول فترة الصلاحية.
وأشار إلى أن أغراض شجرة “الهوهوبا” تعددت، فعلاوة على استخدامها في تشجير المناطق الجافة ووقف انجراف التربة، يستعان بها في صناعات مستحضرات التجميل، والشامبوهات، ومعاجين الأسنان، ورغوات الحلاقة، ومزيل الأصباغ، والدهانات، والشموع، ومواد التنظيف، والصمغ، والبلاستيك، والحبر.
ولزيت “الهوهوبا” كما أخبر الدكتور الصقير، استخدامات طبية واسعة أيضًا، حيث يدخل في إعداد بعض الأدوية والعقاقير الخافضة للحرارة والمسكنات، وعلاج الالتهابات، في حين أن بذورها التي تحوي مركبات “السيموندسين” تدخل في إنتاج عقاقير تخفيف الوزن، وفي صناعة مبيدات عضوية لمكافحة الحشائش، والآفات الزراعية.

ومن المجالات الواعدة لزيت الهوهوبا استخدامه في وقاية النباتات من بعض الحشرات الضارة كالذباب الأبيض، وكذلك استخدامه في مكافحة بعض أنواع الأمراض البكتيرية على نباتات العنب، وهذا من شأنه تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية التي لا تخلوا من مخاطر على الإنسان والبيئة بشكل عام.
وتحتاج شجيرات “الهوهوبا” إلى الري خلال سنتين فقط من زراعتها أي مع بداية فصلي الشتاء والربيع لتسريع نموها، ومع الظروف المناسبة من التربة الجيدة، وتوفر القليل من الماء، والإضاءة الكافية، تنمو جذور الشجرة بمعدل سريع يتيح ظهور بذورها دون الحاجة إلى الري فيما بعد على الأمد البعيد.
الجدير بالذكر، أن الموطن الأصلي لشجرة ” الهوهوبا” هو صحراء “سونورا” في شمال المكسيك، وفي جنوب غرب ولايتي أريزونا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، واستخدمت بذورها منذ قرون عديدة في مستحضرات التجميل البدائية، وعلاج الالتهابات الجلدية والجروح والزكام، حتى تم اكتشافها حديثًا عام 1933م، عندما قامت إحدى الشركات الأمريكية المنتجة للدهانات باختبار زيتها في صناعة الطلاء.
وفي الحرب العالمية الثانية، أضيف زيتها لزيوت المحركات العسكرية، وفي تزييت تروس الآليات الحربية، مما اكسبها قدرة عالية على الأداء القتالي، علاوة على تزييت المدافع بدلاً عن الزيوت المصنعة من مشتقات البترول، وتحول استخدامه مع مطلع السبعينيات إلى صناعات مستحضرات التجميل.

000-129561361424511728840 000-3512663171424511990002 000-7297648821424511792240 000-8893053371424511991732 000-9412526291424511987539

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

حقبة جديدة ونهضة تاريخية تعيشها ملاعب كرة القدم في المملكة

السبت, 7 ديسمبر, 2024

سمو ولي العهد يطلق الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأربعاء, 4 ديسمبر, 2024

وزارة التعليم تُطلق فعاليات يوم التطوع السعودي والعالمي 2024 م تحت شعار “مجتمع معطاء”

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

المملكة تستضيف الحدث الدوائي الأضخم على مستوى الشرق الأوسط بمشاركة كبرى الشركات الدوائية المحلية والدولية

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

مبادرة “السعودية الخضراء”.. لمستقبل أكثر استدامة

الإثنين, 2 ديسمبر, 2024

ألبوم الصور

كتاب الرأي

تعليق واحد

  1. محمد بن صالح أبريل 15, 2015 في 1:28 ص - الرد

    اشكركم على هذا الموضوع الجميل
    هذه الشجرة تتحمل الظروف البيئية الجافة والحارة ولا تحتاج للمياه بشكل كبير وبيئتنا مناسبه لها ولا يوجد في زراعتها أي إشكال , ولكن يجب ان تكون هنالك مؤسسات زراعيه حكوميه او تطوعيه تعنى باستنساخ شجرة النخيل بالمنطقة .

اضف تعليقاً

أخبار ذات صلة